في ظل استمرار الأزمة الدبلوماسية المغربية الإسبانية، حضر موضوع سبتة، ومليلية المحتلتين، بقوة، خلال جلسة مناقشة الحصيلة الحكومية، أمس الاثنين، حيث طالبت الأحزاب الحكومة، بإعادة فتح ملف المدينتين السليبتين، موجهة انتقادات شديدة اللهجة إلى الجارة إسبانيا، بسبب استضافتها لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية بحجة "الدوافع الإنسانية". وفي السياق ذاته، قال مصطفى الإبراهيمي، رئيس فريق العدالة والتنمية في مجلس النواب، إن فريقه يطالب بفتح ملف المدينتين السليبتين المغربيتين، سبتة، ومليلية، والجزر المحتلة. وعبر الإبراهيمي عن استنكار ما قامت به إسبانيا باستضافتها لزعيم الانفصاليين، واللجوء إلى الاتحاد الأوروبي للتغطية على تورطها، وتواطئها مع المعادين للوحدة الترابية، على الرغم من وقوف المغرب ضد دعوات انفصال إقليم كاتالونيا، وتعاونه في ملفات محاربة الهجرة السرية، والإرهاب. وفي المقابل، أشاد الإبراهيمي بالمواقف التضامنية للبرلمان العربي دعما لوحدة المملكة المغربية، إذ سبق للبرلمان العربي أن صوت بالإجماع على مطلب استعادة المدينتين السليبتين، وإدانة قرار للبرلمان الأوروبي حاول انتقاد تدبير المغرب لأزمة الهجرة.
ومن جانبه، وجه نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، في مداخلته، خلال الجلسة البرلمانية ذاتها، مساءلة إلى رئيس الحكومة عن التحركات، والمبادرات، التي قامت بها الحكومة، من أجل استرجاع المدينتين السليبتين، سبتة ومليلية المغربيتين، والجزر التابعة إليهما. وربط مضيان بين هذا المطلب، والأزمة، التي قال إن الحكومة الإسبانية افتعلتها باستقبالها زعيم "البولساريو"، بهوية مزورة، وبشكل يتنافى مع المواثيق، والأعراف الدولية. وأكد مضيان أن منطق تعايش، وتعاون المغرب مع الجارة الشمالية إسبانيا تاريخيا، وجغرافيا، لا يمكن أن يكون على حساب الانتقاص من السيادة، والوحدة الترابية. يذكر أنه قبل أشهر، وبالتزامن مع التطورات، التي غرفتها قضية الصحراء المغربية، عقب اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بالسيادة المغربية على أراضيه الجنوبية، خرج سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، عن قضية سبتة ومليلية المحتلتين، موجها ضمنيا رسائل إلى الجارة الشمالية إسبانيا. وقال العثماني، في حوار مع قناة الشرق: إن "الجمود هو سيد الموقف حاليا"، بخصوص ملف المدينتين المحتلتين، مؤكدا أن الموضوع ظل معلقا منذ 5 إلى 6 قرون مضت، وأضاف أنه "ربما سيفتح الملف في يوم ما، ويجب أولا أن ننهي قضية الصحراء، فهي الأولوية الآن، وقضية سبتة ومليلية المحتلتين، سيأتي زمانها"، وتابع "صحيح كلها أراض مغربية (يقصد سبتة، ومليلية)، يتمسك بهما المغرب كتمسكه بالصحراء". وتصريحات العثماني كانت قد أثارت غضب إسبانيا، حيث استدعت وزارة الخارجية الإسبانية سفيرة الرباط في مدريد كريمة بنيعيش لاستيضاحها بشأن تصريحات العثماني بشأن سبتة ومليلية المحتلتين.