هل هي خطوة للاستفزاز؟ ذلك هو الاستنتاج، الذي خلص إليه مراقبون مغاربة لقيام السلطات الإسبانية في مدينة سبتة، بحشد المئات من المهاجرين المغاربة، في طوابير طويلة، مطلع الأسبوع الجاري، لتقديم طلب للجوء في مكتب خاص، يوجد مقره في الجانب الإسباني من معبر باب سبتة. ولم يسبق أن سمحت السلطات في سبتة بهذه العملية، ما يشير إلى أن تنظيمها هذه المرة للمهاجرين البالغين صُمم لإحراج السلطات المغربية في خضم أزمة ديبلوماسية غير مسبوقة منذ عام 2002.
ويأتي ذلك بالتزامن مع شكاوى السلطات المحلية في سبتة من توقف المغرب عن استقبال المهاجرين المرحلين، بعدما تصاعدت الانتقادات من كون الإسبان يستغلون قبول المغرب باستقبال المهاجرين، الذين اقتحموا الحدود هذا الشهر، لترحيل قاصرين، وطالبي لجوء من دول جنوب الصحراء، وأيضا من الشرق الأوسط، بل وكذلك، لترحيل مهاجرين حاصلين على أوراق إقامة مؤقتة في مراكز إيواء للاجئين في هذا الثغر، الذي تحتله إسبانيا. وتسمح عملية "طلب اللجوء" هذه للمهاجرين الموجودين في سبتة بالمكوث لشهور قبل أن يتخذ قرار بشأنهم. وهي مهلة زمنية تستغلها السلطات في هذا الثغر لمراقبة المهاجرين، الذين تدفقوا إلى سبتة، وكذلك، لمواجهة قرار المغرب إيقاف استقبال المرحلين.