علم "اليوم 24" من مصادر مطلعة أن زيارة وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، للمغرب، التي كان محددا لها اليوم الأربعاء، تم تأجيلها إلى وقت لاحق؛ الأمر الذي يؤشر على وجود "أزمة" غير معلنة بين المغرب ومويتانيا. وكانت وسائل إعلام موريتانية قد أعلنت أمس، أن ولد الشيخ سيبدأ اليوم الأربعاء، زيارة إلى المملكة المغربية "مبعوثًا من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني". ونقل موقع "صحراء ميديا" الموريتاني عن مصدر خاص، أن وزير الخارجية إسماعيل ولد الشيخ أحمد، "يحمل رسالة من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس". كما أوضح أن وزير الخارجية الموريتاني، كان من المتوقع أن يجري مباحثات مع وزير الخارجية ناصر بوريطة، في الرباط. ولم تستبعد مصادر "اليوم 24" أن يكون تأجيل زيارة وزير الخارجية الموريتاني للمغرب، له علاقة مباشرة بالاستقبال الرسمي الذي خصصه الرئيس الموريتاني، للبشير مصطفى السيد، مستشار زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، المكلف بالشؤون السياسية، في القصر الرئاسي. وكان نشطاء صحراويون، وموريتانيون بعثوا برسالة احتجاج إلى الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، بخصوص هذا الاستقبال، نظرا لتورط البشير مصطفى السيد في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف. وقالت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، ومقرها برشلونة، في رسالتها إلى الغزواني، الخميس الماضي، إن بشير مصطفى السيد، موضوع عدة شكاوى للقضاة الإسباني حول انتهاكات حقوق الإنسان، ضحاياها مواطنون موريتانيون، وصحراويون. وشددت الجمعية نفسها على أن بشير مصطفى السيد يعتبر جلادًا، وضعت ضده شكاوى عديدة، تتعلق بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان لعدة سنوات أمام الدائرة الجنائية للمحكمة الوطنية الإسبانية، المختصة في قضايا الجرائم الخطيرة، مثل الإرهاب، والإبادة الجماعية والتعذيب. وكانت الاحتجاجات على ولد الغزواني عبرت عنها كذلك جمعية ذاكرة، وعدالة، التي تضم مجموعة من ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف جبهة "البوليساريو" الانفصالية، والتي يرأسها محمد فال القاضي أكاه. وقالت جمعية ضحايا جرائم الجبهة الانفصالية، في مراسلتها لولد الغزواني، إنها كانت تتمنى أن لا يستقبل من قتل، وعذب أبناء موريتانيا، مضيفة "لا تلوثوا تاريخكم بالجلوس مع هذا المجرم". وكان الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، قد استقبل، الأربعاء الماضي، البشير مصطفى السيد، مستشار زعيم الجبهة الانفصالية، المكلف بالشؤون السياسية، الذي سلمه رسالة خطية من إبراهيم غالي، تناولت تطورات الوضع في المنطقة.