يبدو أن استقبال الرئيس الموريتاني، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لعضو ما يسمى" الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو" بشير مصطفى السيد، خلال الأسبوع الماضي، بالقصر الرئاسي بنواكشوط، لم يكن ليمر دون إثارة الكثير من النقاش داخل موريتانيا تحديدا، خصوصا وأن انعكاسات هذا الاستقبال ستنعكس لا محالة على العلاقات المغربية الموريتانية التي عرفت تحسنا كبيرا على عهد الرئيس ولد الشيخ الغزواني، خلافا لسلفه محمد عبد العزيز. في هذا السياق، أكد ت وسائل إعلام موريتانية أن رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، كلف وزير خارجيته اسماعيل ولد الشيخ أحمد، للسفر إلى الرباط ومعه رسالة خاصة إلى عاهل المملكة المغربية الملك محمد السادس. وأشار موقع "أنباء أنفو" إلى أن وزير الخارجية الموريتاني، سيصل إلى العاصمة المغربية، الرباط، يوم غد الأربعاء، فى زيارة غير مبرمجة سلفا تأتى وسط انتقادات واسعة محليا فى موريتانيا وإقليميا فى المغرب وإسبانيا، على استقبال رئيس الجمهورية محمد ولد الشبخ الغزواني، نهاية الأسبوع الماضي للقيادي فى جبهة البوليساريو البشير مصطفى السيد، المتهم بتعذيب موريتانيين وصحارويين وملاحق بالتهم المذكورة فى إسبانيا. وكان نشطاء صحراويون، وموريتانيون قد ووجهوا رسالة احتجاج إلى الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، لتخصيصه استقبالا، رسميا، في القصر الرئاسي للبشير مصطفى السيد، مستشار زعيم جبهة البوليساريو، المكلف بالشؤون السياسية، لتورطه في "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في المخيمات". وقالت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، ومقرها برشلونة، في رسالتها إلى الغزواني، "إن بشير مصطفى السيد، موضوع عدة شكاوى للقضاة الإسبان حول انتهاكات حقوق الإنسان، ضحاياها مواطنون موريتانيون، وصحراويون" بحسب ما أورده موقع "صحراء ميديا" الموريتاني. وشددت الجمعية نفسها على أن بشير مصطفى السيد يعتبر جلادًا، وضعت ضده شكاوى عديدة، تتعلق بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان لعدة سنوات أمام الدائرة الجنائية للمحكمة الوطنية الإسبانية، المختصة في قضايا الجرائم الخطيرة، مثل "الإرهاب، والإبادة الجماعية والتعذيب." وعبرت جمعية ذاكرة، وعدالة، التي تضم مجموعة من ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف البوليساريو، عن تنديدها لاستقبال الرئيس الموريتاني لمصطفى السيد، وقالت في بيان"إنها كانت تتمنى أن لا يستقبل من قتل، وعذب أبناء موريتانيا، مضيفة "لا تلوثو تاريخكم بالجلوس مع هذ المجرم". وكانت السلطات الموريتانية قد منعت، أخيرا، الترخيص لنشاط مؤيد للبوليساريو، كان ينوي مكتب تابع لعناصر هذه الأخيرة تنظيمه في مدينة "بير أم اغرين"، أقصى شمال شرق موريتانيا.