يبدو أن السيناريو الأفضل، المتاح أمام زعيم حزب "الليكود" اليميني بنيامين نتنياهو، لتشكيل حكومة، هو الحصول على دعم "القائمة العربية الموحدة"، برئاسة منصور عباس. والسيناريو المذكور تعترضه صعوبات، أولها قبول عباس، ذي الخلفية الإسلامية، بدعم حكومة يُشكلها نتنياهو، ومن ناحية ثانية رفض قادة من "الليكود"، وأحزاب اليمين الأخرى الحليفة، تشكيل حكومة بدعم من قائمة "عربية". ويمتنع نتنياهو، حتى اللحظة، عن الإدلاء بموقف محدد إزاء هذه الإمكانية، ربما لاستنفاذ الفرص قبل اللجوء إليها. وطبقا للنتائج الأولية لفرز الأصوات، فإن الكتلة الداعمة لنتنياهو تحصل على 52 من مقاعد الكنيست الإسرائيلي ال 120. ويمكن لنتنياهو أن يرفع العدد إلى 59 حال انضمام حزب "يمينا" اليميني برئاسة نفتالي بينيت إلى حكومته، ولكنه سيبقى بحاجة إلى مقعدين من أجل الوصول إلى 61 مقعدا المطلوبة لتشكيل حكومة. وأعلن القيادي السابق في حزب "الليكود"، ورئيس حزب "أمل جديد" اليميني، جدعون ساعر، الذي حصل على 6 مقاعد، رفضه الانضمام إلى حكومة نتنياهو. وترى وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المأزق المذكور قد يدفع نتنياهو إلى محاولة التوصل إلى اتفاق مع القائمة العربية الموحدة، الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية، برئاسة عباس، الذي يحصل على 4 مقاعد، ولكن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قالت، اليوم الخميس، إن حزب الليكود منقسم حيال الموضوع. وبحسب الصحيفة نفسها، يدور جدل حاد بين عناصر، وقادة الحزب، عبر مجموعات "واتس اب"، حيث تبرز أغلبية معارضة واضحة، وكذلك بين أعضاء الليكود في الكنيست". وبعد وقت قصير من قوله لهيأة البت الإسرائيلية، أمس الأربعاء، إن حزب "الليكود" يعارض تشكيل حكومة بدعم من عباس، عاد ميكي زوهار، المقرب من نتنياهو، وكتب كلاما مختلفا على حسابه في تويتر. وكتب زوهار "من واجبنا أن نفعل كل شيء، كل شيء، لمنع الانتخابات الخامسة"، وأضاف" "يجب استنفاد جميع الخيارات السياسية، الموجودة من أجل تشكيل حكومة تعمل لصالح جميع مواطني إسرائيل، لأن هذا هو المهم بالنسبة إلى بلدنا في الوقت الحالي". وبرزت معارضة شديدة لهذه الفكرة من حزب "الصهيونية الدينية" اليميني برئاسة، بتسلئيل سموتريتش، الذي يحصل على 6 مقاعد، والذي أعلن انضمامه إلى حكومة نتنياهو. ويتشكل الحزب من متشددين يمينيين تقول وسائل الإعلام الإسرائيلية إنهم يحملون فكر حزب "كاخ"، المصنف إرهابيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأوربا، وحتى إسرائيل. وكتب سموتريتش على حسابه في تويتر، اليوم، "أخرجوها من رؤوسكم، لن يتم تشكيل حكومة يمينية بدعم من عباس، وهذا لن يحدث أبدا". وفي المقابل، فقد أضاف "أدعو نفتالي بينيت، وجدعون ساعر، إلى تنحية الأمور الشخصية جانباً، والتكاتف ووضع شروط على نتنياهو لتشكيل حكومة يمينية برئاسته"، وحدد من بين هذه الشروط "ضم إسرائيل جميع يهودا، والسامرة (الضفة الغربية)". ومن جهته، قال عباس لموقع "بانيت" الإخباري العربي: "الجميع ينتظر الآن رسم الخارطة السياسية النهائية، وبعد ذلك، فإن كل طرف سيجري حساباته بالنسبة إلى موضوع التوصية، وتشكيل الحكومة بعد ذلك". وتابع عباس: "نحن في القائمة العربية الموحدة موقفنا واضح بالنسبة إلى لهذه الأمور، فقد قلنا إنه بعد الانتخابات سندرس هذه الملفات، ونُشخّص ما هي المصلحة المرجوة لمصلحة مجتمعنا العربي من أي قرار سياسي". وردا على سؤال إن كان على استعداد لدعم نتنياهو، قال عباس: "الموضوع هو ليس شخص نتنياهو، الموضوع هو أننا كنا سابقا موضوعين في جيب اليسار، والقائمة العربية الموحدة قالت إن التعويل على اليسار بات تعويلا فاشلا، وكان تعويلا فاشلا، وأيضا التعويل على اليمين هو تعويل فاشل". وزاد عباس: "نحن نعوّل فقط على أنفسنا، وبالتالي من يستعد أن يغيّر سياسته ويخاطب المجتمع العربي، ومستعد أن يمضي قدما في خطوات لتصحيح أوضاع، وأزمات، وإخفاق، وإهمال المجتمع العربي، ممكن أن نتعامل معه، ونحاول أن نتفاهم معه". ومن المرتقب الإعلان، غدا الجمعة، عن النتائج النهائية للانتخابات. ويرجح أن يبدأ الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، الأسبوع المقبل، المشاورات مع الأحزاب الفائزة بالانتخابات حول شخصية النائب، الذي سيكلفه بتشكيل الحكومة.