صوت أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس لاختيار رئيس جديد للحزب اليميني في انتخابات تمهيدية طالب بها خصمه الرئيسي جدعون ساعر المصمم على انتزاع القيادة منه. وسيتولى الفائز في هذه الانتخابات التمهيدية مهمة قيادة الحملة الانتخابية للحزب في الانتخابات التشريعية في مارس 2020، الثالثة في أقل من عام. فتحت مراكز التصويت أبوابها الخميس عند الساعة التاسعة (07,00 ت غ) ودعي أعضاء الحزب البالغ عددهم نحو 116 الفا للتصويت حتى الساعة 23,00 (21,00 ت غ). ومع غلق المكاتب في الساعة 21 ت غ كانت نسبة المشاركة 49 بالمئة. ويتوقع ان تعرف النتيجة فجر الجمعة. وكان نتانياهو دعا في تغريدة مناصريه إلى التصويت بأعداد كبيرة. وقال "نسبة المشاركة ضئيلة جدا وفوز اليمين يتوقف عليكم". كما نشر شريط فيديو عبر فيسبوك يظهره وهو يتصل هاتفيا باعضاء الحزب لاقناعهم بالتصويت. اما منافسه جدعون ساعر (53 عاما) فأعتبر اثناء تصويته قرب تل أبيب أن "هذا اليوم مصيري لليكود ولبلدنا. اليوم، نحن قادرون على الفوز اليوم زسلوك درب جديد يتيح لنا تشكيل حكومة قوية ومستقرة". وهذه الانتخابات الاشبع باستفتاء على شعبية نتانياهو داخل الحزب، يصعب ان يفوز فيها ساعر. لكن اذا كانت النتيجة متقاربة سيكون ذلك بمثابة ضربة قوية لرئيس الحكومة الذي يرأس الليكود منذ 1993، باستثناء ست سنوات قاده فيها ارييل شارون، ورئيس الحكومة الاسرائيلي الاطول بقاء في الحكم. كما ياتي هذا التصويت بعيد شهر من اتهام نتانياهو بالفساد وتزوير وخيانة مؤتمن، وهي اتهامات يرفضها نتانياهو. واثر توجيه الاتهام لنتانياهو دعا منافسوه داخل الليكود واولهم ساعر الى تنظيم هذه الانتخابات التمهيدية. وقال ساعر مخاطبا مؤيديه "إذا كنتم تعتقدون أن الليكود ونهجه يجب أن يقودا إسرائيل فامنحوني اصواتكم"، مشيرا إلى أنه يتمتع "بالمعرفة والخبرة لقيادة إسرائيل في العقد المقبل". وأكد انه "وجب التغيير حتى يستمر الليكود في الحكم". في مركز الاقتراع في حي كريات موشي بالقدس الغربية، قال رامي ديفيد إنه صوت لساعر لأنه "سيعطي لليكود صورة جديدة". اما ناثان مواتي (26 عاما) فقد أكد أنه يؤيد نتانياهو ولا يعتقد أن مناصريه قلقون من لائحة الاتهام. وقال إن "الأهم بالنسبة لنا هو التصويت بغالبية ساحقة لصالح نتانياهو اي تصويت بنسبة 80 بالمئة%". ودعت غيئولا ديشون (88 عاما) المحاربة القديمة من منظمة اتسيل الصهيونية الى انتخاب ساعر. وقال ستيفان ميلر خبير استطلاعات الرأي الذي شارك في حملات إسرائيلية متعددة "أيا تكن النتيجة، لا يمكن لنتانياهو إلا أن يخسر". وأضاف ميلر أنه بغض النظر عن حجم الدعم الذي يحصل عليه ساعر "هذه هي المرة الأولى منذ عشر سنوات التي تعبر فيها علنا مجموعة من الناخبين من اليمين، عن رغبتها في التخلص من نتانياهو". وتابع "إذا حصل ساعر على اكثر من ثلث أصوات الحزب، فسيلحق هذا ضررا كبيرا بنتانياهو". شغل جدعون ساعر مقعدا في الكنيست ومنصبي وزير الداخلية ووزير التربية والتعليم في حكومات نتانياهو. وقد أعلن عن استقالته من منصب وزير الداخلية عام 2014، الا انه عاد إلى الحياة السياسية عام 2019 وحل رابعا على قائمة الليكود في الانتخابات. واتهم ساعر نتانياهو مرارا بتهميشه وتحرك لتحدي رئاسته لليكود بعد فشل رئيس الوزراء في تشكيل ائتلاف حكومي. وينتهج ساعر السياسة اليمينية نفسها التي يتبعها نتانياهو في العديد من القضايا الرئيسية بما في ذلك العلاقة مع الفلسطينيين. وقد دعا إلى التشدد حيالهم. تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن فوز ساعر بزعامة الليكود سيؤدي إلى فوز الحزب بعدد أقل من المقاعد في الانتخابات لكنه سيسمح بزيادة حجم الكتلة اليمينية في البرلمان ما يعني تشكيل حكومة ذات غالبية يمينية. المصدر: الدار أ ف ب