قضت محكمة الدارالبيضاء، اليوم الخميس، بالحبس في حق الناشط المغربي، المقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، شفيق العمراني، الذي كان قد تم توقيفه مباشرة بعد وصوله إلى أرض الوطن. وعائلة العمراني قالت إن هذا الأخير حكم عليه، اليوم، بثلاثة أشهر حبسا نافذا، وغرامة قدرها 40 ألف درهم، معبرة عن صدمتها من الحكم، بينما كانت تأمل في براءته. وكان وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الزجرية في الدارالبيضاء قد قال، قبل أيام، إن المعني بالأمر كان مبحوثا عنه من أجل الاشتباه في ارتكابه أفعالا تكتسي صبغة جرمية، بنشره مجموعة من الفيديوهات، تتضمن عبارات مسيئة، ومهينة في حق مؤسسات دستورية، وهيآت منظمة، وموظفين عموميين. وشفيق العمراني، الذي يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب جنسيته المغربية، كان معروفا بانتقاداته الشديدة للدولة المغربية، وحظيت محاكمته بمراقبة أمريكية حثيثة، إذ حضرها القنصل الأمريكي شخصيا، وزاره في السجن. وتأتي محاكمة الناشط المذكور، بعد أيام من تقدم السلطات الأمنية في المغرب بشكاية أمام النيابة العامة في المحكمة الابتدائية في الرباط، في مواجهة أشخاص يقطنون خارج المملكة، وذلك من أجل إهانة موظفين عموميين أثناء مزاولتهم لمهامهم، وإهانة هيآت منظمة، والوشاية الكاذبة، والتبليغ عن جرائم وهمية، وبث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة والتشهير. وذكر بلاغ مشترك للمديرية العامة للأمن الوطني، والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والمديرية العامة للدراسات والمستندات، صدر نهاية شهر دجنبر الماضي، أن تقديم هذه الشكاية أمام السلطات القضائية المختصة، يأتي في إطار ممارسة حق التقاضي المكفول لهذه المؤسسات الأمنية، وفي نطاق تفعيل مبدأ "حماية الدولة"، المكفول لموظفي الأمن جراء الاعتداءات اللفظية، التي تطالهم بمناسبة مزاولتهم لمهامهم، وذلك نتيجة تواتر أفعال التشهير، والإهانة، والقذف، المرتكبة من طرف الأشخاص المشتكى بهم.