في ظل جائحة كورونا، وتعثر دول إفريقيا في تدبيرها، طالب المغرب، أمام الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، بإحداث منصة للخبراء الأفارقة، تعنى بمكافحة الأوبئة في القارة الإفريقية. وشد السفير، الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي، واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، التابعة للأمم المتحدة، محمد عروشي، أمس الاثنين، خلال الدورة ال41 للجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي، التي واصلت أشغالها عبر تقنية الاتصال المرئي، تحضيرا لقمة الاتحاد الإفريقي المقبلة، على ضرورة إحداث هذه المنصة، من أجل مواكبة السلطات المختصة في البلدان الإفريقية بالخدمات الاستشارية اللازمة لمكافحة الأوبئة في إفريقيا، وتعزيز تبادل التجارب لتوطيد التعاون بين بلدان القارة. وأشار عروشي، الذي يقود الوفد المغربي، إلى أشغال الدورة المذكورة، إلى أن الاقتراح السالف الذكر يندرج في إطار جهود الاتحاد الإفريقي، الهادفة إلى تعزيز المعرفة، والخبرة الإفريقية، علاوة على ضمان استقلاليته في مجال المنتجات، والمعدات، واللوجستيات الطبية. وأضاف المتحث نفسه أن المغرب أكد، من خلال اقتراح إحداث منصة للخبراء الأفارقة، لمكافحة الأوبئة في إفريقيا، على أهمية البعد العملي في إطار المبادرات الإفريقية المشتركة للاستجابة للتطلعات المشروعة للمواطنين الأفارقة. وفي هذا السياق، ذكر الوفد المغربي بالتضامن الفعال للمملكة بإرسال مساعدات طبية (منتجات ومعدات طبية) إلى مفوضية الاتحاد الإفريقي، وعدد من البلدان الإفريقية الشقيقة، من أجل مواكبتها في جهود محاربة جائحة كورونا. كما انتهز الدبلوماسي المغربي هذه الفرصة للتأكيد على أن جميع المنتجات، والمعدات المكونة لهذه المساعدات، التي تم تصنيعها في المغرب، على أرض إفريقية، ومن قبل أفارقة، وتابع أن هذا المعطى يعد مثالا ملموسا على قدرة إفريقيا على اكتساب خبرتها الخاصة في مجالات جد محددة، بمجرد أن تتاح لها الفرصة لذلك. وعلاوة على ذلك، دعا عروشي المفوضية إلى توظيف هياكلها لتعزيز قدرة إفريقيا على الصمود في مكافحة الأوبئة، لا سيما من خلال التفعيل الكامل، والفعلي لوكالة الأدوية الإفريقية، التي ستتيح للقارة استقلالية أوسع في توفير الأدوية لجميع المواطنين الأفارقة. وكانت لجنة الممثلين، الدائمين للاتحاد الإفريقي قد افتتحت أشغال دورتها العادية، الأربعاء الماضي، وذلك تحضيرا للدورة العادية ال38 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي (وزراء الشؤون الخارجية)، والدورة العادية ال34 لقمة رؤساء دول، وحكومات الاتحاد، التي ستنعقد هذه السنة تحت شعار: "الفنون، والثقافة، والتراث: رافعات لبناء إفريقيا، التي نريد".