بعد قرارها السابق بمحاكمتهم عن بعد، عن طريق التخاطب المباشر عبر الشاشة من سجن "الأوداية"، عادت الغرفة الجنحية التلبسية التأديبية بابتدائية مراكش وقررت، أول أمس، الإحضار من السجن لستة متهمين بترويج الكوكايين والخمور المغشوشة بالملاهي الليلية في المدينة ذاتها، بينهم ابن شيخ سلفي، من أجل محاكمتهم حضوريا ابتداءً من الجلسة الثالثة، المقرر انعقادها الثلاثاء المقبل. قرار الغرفة، برئاسة القاضي سعيد الشطبي، جاء استجابة لملتمس تقدمت بها محامية، من هيئة مراكش، خلال الجلسة الثانية من المحاكمة الابتدائية الملتئمة صباح أول أمس، والذي تشبثت فيه بحق مؤازرها في المحاكمة الحضورية، في الوقت الذي لم يمانع فيه دفاع أربعة متهمين آخرين، خلال الجلسة الأولى المنعقدة بتاريخ 17 نونبر الفارط، من إجراء المحاكمة عن بعد. وأرجأت الغرفة، خلال جلسة أول أمس، المحاكمة لأسبوع، استجابة منها لملتمس بالتأخير من أجل الإطلاع على وثائق الملف وإعداد الدفاع تقدمت به أمامها المحامية نفسها، التي أعلنت مؤازرتها للمتهم "م.ع" (32 سنة)، المتابع بجنح "المشاركة في الاتجار في الخمور بدون رخصة، عرقلة سير العدالة بإزالة أشياء وإخفاء شيء متحصل عليه من جنحة،ومحاولة تهريب شخص من البحث"، وقد تورط هذا العامل المياوم في القضية بعدما طلب منه أحد المتهمين، بتاريخ 10 شتنبر الماضي، التوجه إلى منزله في مراكش وجمع قنينات خمر للتخلص منها في مكان خلاء، متفقا معه على أن يمنحه مبلغا ماليا قدره 600 درهم كأجر مقابل الخدمة المكلف بها. وقد اعترف الشخص الذي كلفه بالمهمة، خلال مرحلة البحث التمهيدي، بأنه كان يقتني قنينات المشروبات الكحولية الفارغة من الأشخاص الذين يقومون بجمع النفايات ليعيد بيعها مقابل 5 دراهم للقنينة الواحدة لشخصين من الدارالبيضاء، أحدهما يسير ملهى ليليا بالعاصمة الاقتصادية، والثاني ليس سوى متهم آخر في الملف. وتابع المتهم المذكور، ويُدعى "ك.س" (40 سنة)، خلال الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية، بأن القناني كانت تتم تعبئتها بخمور مهرّبة وتُقفل بسدادات جديدة وتوضع عليها ملصقات مزورة لإدارة الجمارك،ليجري بيعها في الحانات والعلب الليلية، كما اعترف المتهم، المزداد بمدينة المحمدية، التي يقيم فيها بدرب "مكناس"، كما يقطن في مراكش بحي "إسيل"، بأنه كان يتزود من الشخصين المذكورين بكميات مهمة من الخمور "المضروبة" التي يروّجها في العديد من الملاهي الليلية بالمدينة الحمراء. وقد أحيل على المحاكمة بجنح: "حيازة ونقل وترويج مخدر الكوكايين ومحاولة ترويجه، الاتجار في الخمور بدون رخصة، تزييف منتجات والغش عن طريق الخداع، حيازة بضاعة بدون سند واستعمال وثيقة مزورة تصدرها الإدارة العامة، خرق حالة الطوارئ الصحية". ويتابع معهما في الملف عينه "س.م" (36 سنة)، وهو ابن شيخ سلفي، بجنح: حيازة مخدر الكوكايين واستهلاكه، الحيازة غير القانونية للمخدرات، محاولة النصب، ادعاء لقب مهنة نظمها القانون، والمشاركة في ترويج المخدرات الصلبة"، وقد علل قاضي التحقيق في استنتاجاته الواردة في الأمر بإحالة المتهمين ال 6 على المحاكمة، الصادر بتاريخ 11 نونبر المنصرم، متابعة "ابن الشيخ" بصك الاتهام المذكور بأنه ثبت، من خلال الأبحاث الأمنية والقضائية، بأن المتهم يتعاطى استهلاك المخدرات الصلبة، وأنه ضُبطت بحوزته كمية معدة للاستهلاك، كما أن أحد الأشخاص قدمه لأحد معارفه على أنه قاضٍ، دون أن يبادر المتهم إلى تصحيح المعلومة، ناهيك عن أنه وجّه رسالة نصية لأحد مزوديه بالمخدرات حول إطلاعه على ملف قضائي وتدخله فيه، وتابع قاضي التحقيق بأن "إنكار المتهم لباقي الأفعال المنسوبة إليه مجرد وسيلة للتنصل من المسؤولية والإفلات من العقاب". كما يحاكم متهم آخر، يُدعى،"م.أ.أ" (35 سنة)، بجنح "حيازة واستهلاك ونقل وترويج مخدر الكوكايين محاولة الاتجار فيه والمشاركة في ذلك، الحيازة غير القانونية للمخدرات، ادعاء مهنة نظمها القانون، حمل شارة رسمية، تزوير وثيقة تصدرها الإدارة العامة، وخرق حالة الطوارئ الصحية". أما المتهم الخامس، "ر. ق" (45 سنة)، فقد تابعه قاضي التحقيق بجنح "حيازة واستهلاك المخدرات، تزييف منتجات والغش عن طريق الخداع، الاتجار في الخمور بدون رخصة والمشاركة في ذلك،حيازة بضاعة بدون سند،وحيازة ونقل بضائع خاضعة للرسوم عند الاستيراد عندما تكون الحيازة غير مبررة"، فيما تابع متهما سادسا، يُدعى "ه. أ" (35 سنة)، وهو مروج كوكايين مشهور بلقب "الحاج هشام"، بجنح"حيازة مخدر الكوكايين واستهلاكه وترويجه والحيازة غير القانونية للمخدرات". وقد جاء سقوط المتهمين الستة تباعا، بعدما أوقفت الشرطة، بتاريخ الاثنين 14 شتنبر الفائت، سيارة سوداء اللون من نوع "مرسيديس" في السد الأمني بالطريق السيار عند المدخل الشمالي لمراكش،وهو التوقيف الذي جرى بناءً على معلومات دقيقة توصلت بها المصالح الأمنية حول قدوم شخصين ينقلان مخدرات صلبة للمدينة عبر الطريق السيار الذي يربطها بالدارالبيضاء. وقد كانت السيارة تحمل شعار المديرية العامة للأمن الوطني بواجهتها الزجاجية الأمامية، وبعد إجراء عملية تفتيش، حجز بها الأمن كمية من الكوكايين بلغ وزنها 130 غراما، وجهازا لا سلكيا، ووثيقتين إداريتين عبارة عن رخصتين استثنائيتين للتنقل إلى الدارالبيضاء خاصتين بالسائق ومرافقه.