قال تقرير نشرته صحيفة Telegraphالبريطانية يوم الجمعة 27 نوفمبر إن قارة إفريقيا ربما تواجه أزمة بخصوص القدرة على بدء حملات التطعيم ضد فيروس كورونا قبل إبريل/ نيسان من عام 2021 وذلك وفقاً لما ذكره أكبر مسؤول في مجال الصحة العامة بالقارة. حيث حذر مدير المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، الدكتور جون نكنغاسونغ، من أن استبعاد بعض الدول في خضم التدافع العالمي للحصول على اللقاح سيكون له تداعياتٍ "ضخمة" و"خطيرة". احتياجات إفريقيا من اللقاح: وقال نكنغاسونغ إن إفريقيا تحتاج إلى 1.5 مليار جرعة لقاح لتصل إلى 20% من سكانها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة بحلول نهاية عام 2021، غير أن التكاليف، والنقل والإمداد، وديناميات القوى العالمية قد تجعل هذا أمراً مستحيلاً، ويتوقع ألا تبدأ حملات التطعيم في القارة قبل الربع الثاني من عام 2021. كذلك وفي حديثه لصحيفة The Telegraph البريطانية، قال الدكتور نكنغاسونغ إنه إذا أخفقت إفريقيا في الحصول على اللقاحات الكافية "ستكون العواقب وخيمة (من حيث) الوفيات المتواصلة". وأضاف: "سيؤدي تعطيل التجارة وحركة الأشخاص إلى خسارة اقتصادية كبيرة". بالإضافة إلى ذلك، فالآن أصبحت إفريقيا في قبضةٍ مُحكمةٍ لموجة ثانية، إذ تتسبب بلدان شمال إفريقيا في ارتفاع معدلات الإصابة بالعدوى نظراً لانخفاض درجات الحرارة فيها. كذلك شهدت جنوب إفريقيا وكينيا استفحال العدوى مجدداً. غير أن منظمة الصحة العالمية قد حذرت من أن الدول غير مستعدة بشكل كامل للتطعيم ضد اللقاحات، وذلك بعد دراسة مسح شاملة على مستوى القارة بأكملها تناولت جوانب أساسية مثل لوائح اللقاحات، والجوانب اللوجستية والتأهب المجتمعي. وفي حديثه في وقت سابق مع الصحافيين في مؤتمرٍ صحفي يوم الخميس 26 نوفمبر/تشرين الثاني، قال الدكتور نكنغاسونغ: "لقد رأيت كيف تُهمَل إفريقيا عندما تكون الأدوية متوفرة". وأضاف أنه سيكون من "الخطورة البالغة" أن تمنح الدول الغنية التطعيم لسكانها ثم تفرض قيوداً على السفر على من لا يملكون دليلاً يثبت حصولهم على التطعيم. تجارب على اللقاحات: ووفقاً لنكنغاسونغ، قدمت عدة تجارب أجريت على اللقاحات بيانات واعدة للغاية في الأسابيع الأخيرة، ولكن هناك تحديات قد تتسبب في تأخير في توزيع اللقاح في إفريقيا، ومنها نقص المخزون المطلوب من سلسلة التبريد اللازمة للحفاظ على اللقاحات. وقال إن المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) تجري محادثات مع دول مثل روسيا والصين للمساعدة في تجنب استبعاد القارة. في حين انضمت بعض الدول الإفريقية بالفعل إلى مرفق كوفاكس الذي تقوده منظمة الصحة العالمية لتجربة اللقاحات ومحاولة الحصول عليها. حيث تعد هذه المبادرة، التي يشترك في قيادتها منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع (غافي) والائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة (CEPI)، جزءاً من تعاونٍ عالمي يهدف إلى ضمان تكافؤ فرص الحصول على لقاحات فيروس كورونا على مستوى العالم. دعم مالي لإفريقيا: من ناحية أخرى فهناك العديد من البلدان الإفريقية مؤهلة للحصول على الدعم المالي في إطار آلية التزام السوق المسبق لكوفاكس (Covax Advance Market (AMC)، والتي من شأنها أن توفر دعماً مالياً للدول ذات الدخل المنخفض. لكن وافقت جنوب إفريقيا وناميبيا وبوتسوانا، وجميعها من الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى، على دفع ملايين الدولارات لضمان الحصول على جرعاتها. وسوف تحصل جنوب إفريقيا على جرعاتٍ تكفي 10% من سكانها البالغ عددهم 58 مليون نسمة، بينما دفعت ناميبيا ثمن اللقاحات التي تغطي 20% من سكانها البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة. بينما يفوق الطلب على اللقاح العرض، تخطط الدول لتطعيم الفئات السكانية ذات الأولوية- الأكثر ضعفاً والأكثر عرضة- من أجل إنهاء المرحلة الحرجة للجائحة في أقرب وقت ممكن.