بعد خيبة اندحارها في الكركرات، تجرب جبهة "البوليساريو" الانفصالية لعب أوراق جديدة في أروقة المنطمات الدولية، متهمة المغرب هذه المرة، باستعمال الألغام. ووجهت الجبهة الانفصالية، الأسبوع الجاري، اتهامات للمغرب بزرع ألغام مضادة للأفراد، والدبابات على طول الجدار الجديد، الذي يتم بناؤه لمنع أي عرقلة جديدة لمعبر الكركارات. وتأتي اتهامات الجبهة الانفصالية، بينما يسهر الجيش المغربي على إعادة تأهيل منطقة الكركارات، لعدم تكرار سيناريو عرقلة حركة نقل الأفراد، والسلع بين المغرب، وموريتانيا، وقطع الطريق على استفزازات الانفصاليين. وتزامنا مع الاتهامات المذكورة، جدد المغرب في جنيف التأكيد على تشبثه بالمبادئ الإنسانية الأساسية لاتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد "ضمن التزام استراتيجي، منذ المراحل الأولى للتفاوض بشأنها، وإلى غاية اعتمادها، واليوم أيضا". وأكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدة في جنيف، عمر زنيبر، خلال مناقشة عامة للاجتماع ال18 للدول الأطراف في الاتفاقية المتعلقة بالألغام المضادة للأفراد، التي عقدت، الأسبوع الماضي، في جنيف، أنه "انطلاقا من هذا الوعي المسؤول، تشارك المملكة المغربية بفعالية، سواء من خلال قواتها المسلحة الملكية، أو مع الخبراء من مختلف القطاعات، وكذا المجتمع المدني، في جميع الاجتماعات المتعلقة بالاتفاقية، وتحترم أسسها، ومبادئها الإنسانية، وتساهم بشكل طوعي في تعزيزها عبر التقديم الطوعي للتقرير الوطني للشفافية، بموجب فصلها السابع". وتابع المتحدث نفسه أنه "في هذا السياق يعد الانضمام إلى اتفاقية أوتاوا أولوية وطنية، سيتم الامتثال لها فور حل النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية على النحو الواجب". وقال زنيبر إن جميع هذه العمليات مكنت من القضاء على التهديد، الذي كان موجودا على مساحة تقدر ب5763,88 كيلومترا مربعا من خلال اكتشاف، وتحييد 96758 لغم أرضي، من بينها 49336 لغم مضاد للأفراد، و21035 بقايا متفجرات من مخلفات الحرب. كما ذكر زنيبر بأن المملكة تقوم بحملات تحسيسية متعددة حول مخاطر الألغام، والمتفجرات من مخلفات الحرب، على مستوى الأقاليم الجنوبية للمملكة، وذلك بفضل المكاتب الجهوية للقطاعات المعنية في المناطق الثلاث للصحراء المغربية، بالتعاون مع الهلال الأحمر المغربي، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعدد كبير من الفاعلين في المجتمع المدني. وأضاف السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدة في جنيف أن لأمر مؤسف، وفاة 813 حالة بسبب الألغام، التي زرعتها الميليشيات الانفصالية بطريقة فوضوية في الأقاليم الجنوبية، وتابع أن المغرب يقدم لهؤلاء الضحايا مساعدة متكاملة، وتكفلا إجماليا من العلاجات إلى العمليات الجراحية، وإعادة التأهيل، وتركيب الأطراف الاصطناعية، والدعم النفسي، والاجتماعي. وأبرز السفير نفسه أن الضحايا يستفيدون، أيضا، من المقتضيات الواردة في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي انضم إليها المغرب في عام 2009، بهدف تمكينهم من إعادة الإدماج في المجتمع الوطني بشكل فعال.