تصاعد الجدل بين حزب العدالة والتنمية والمجلس الجهوي للسياحة بفاس حول أحقيته في تمثيل العاملين بالسياحة، كما بخصوص الوسائل التي يدافع بها هذا المجلس عن كيفية الخروج من أزمة القطاع بسبب الجائحة. ولقد تحول الجدل إلى مواجهة مفتوحة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة، ولسوف يتخذ لنفسه بذلك لبوسا سياسيا. وحسب المعلومات التي حصلت عليها "أخبار اليوم" من مصادرها المطلعة، فإن البرلماني بفريق العدالة والتنمية عن دائرة فاس، محمد الحارتي، الذي يشغل في نفس الوقت نائب عمدة المدينة وأحد برلمانييها إدريس الأزمي، أثار في مداخلته أمام الوزيرة ما اعتبرها "الوضعية غير القانونية" للمجلس الجهوي للسياحة بفاس، الذي ما يزال يشتغل بآليات تمثيلية لمجلس جهة "فاس – بولمان" سابقا. وطالب البرلماني ذاته من وزيرة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة، حسب ما جاء في مداخلته، بالإسراع لملائمة المجلس الجهوي للسياحة مع التمثيلية الجهوية الجديدة، ليضم جميع المهنيين بجهة فاس – مكناس، التي تضم تسعة مجالس إقليمية للسياحة، إذ نبه محمد الحارتي الوزيرة إلى المساءلة القانونية والتي يمكن أن تواجهها الوزارة والمكتب الوطني المغربي للسياحة وكذا المجالس المنتخبة بجهة فاس – مكناس، بخصوص الدعم العمومي الذي تخصصه هذه الجهات الرسمية للمجلس الجهوي للسياحة في فاس، بغرض صرفه على حملات فاشلة لفنانين للترويج للسياحة الداخلية كما قال، مردفا أن هذا المجلس يعيش وضعا استثنائيا لا يلائم وضع باقي المجالس الجهوية للسياحة، والتي خضعت قوانينها الأساسية والداخلية للملاءمة عقب اعتماد التقسيم الجهوي الجديد بعد انتخابات شتنبر 2015، باستثناء المجلس الجهوي لفاس – مكناس، الذي ما يزال يحافظ حتى الآن على نفس تركيبة مجلس جهة "فاس بولمان" سابقا. من جهته، أصدر المجلس الجهوي للسياحة بفاس، الذي يرأسه البرلماني بفريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب وصاحب المجموعة الفندقية "بارك بلاس" عزيز اللبار، بيانا يوم الجمعة الماضي يرد فيه المجلس على الحارتي، واصفا خرجته بأنها "مسيسة" ولا علاقة لها بالدفاع عن صورة فاس السياحية والنهوض بأوضاع مهنييها، فيما دافع البيان عن الوضعية القانونية السليمة للمجلس الجهوي للسياحة كممثل شرعي وقانوني لمهنيي القطاع السياحي بجهة فاس – مكناس، بحسب تعبير البيان، وحجتهم أنهم عقدوا جمعا عاما في ماي 2018 حضرته كل جمعيات مهنيي السياحة بالجهة، وحصلوا من مصالح وزارة الداخلية على الوصل النهائي الخاص بالإيداع القانوني لمكتب مجلسهم الجهوي. وفي هذا السياق، أوضح ياسر جوهر، نجل القيادي الاتحادي محمد جوهر، والرئيس المنتدب للمجلس الجهوي للسياحة بفاس في تصريح ل"أخبار اليوم"، بأن البرلماني الحارتي ظل منذ وصول حزبهم إلى تدبير شؤون المدينة، يمارسون التضييق على عمل المجلس الجهوي للسياحة بفاس، حيث قطعوا عنا الدعم العمومي، الذي تخصصه الجماعة لنا بحجة عدم قانونية المجلس، وعدم تمثيل تركيبته لكل مهنيي قطاع السياحة بجهة فاس – مكناس، على الرغم من تسليمنا لهم لكل وثائق الملف القانوني للمجلس. وزاد المتحدث عينه بأن محمد الحارتي استغل منصبه كنائب للعمدة الأزمي، لشن معية أنصاره من الحزب حملة ضد كل برامج ترويج صورة جهة فاس السياحية، آخرها هجومهم على حملة قادها حوالي 30 من الفنانين المغاربة في شتنبر الماضي، كلفت المجلس الجهوي للسياحة 65 ألف درهم، بحسب الصفقة التي حازتها شركة "بوك إيفنت المغربBook évent Maroc"، والتي يديرها متعهد الحفلات المهدي بلخياط، وبعدها قام مؤخرا البرلماني من "البيجيدي"، يضيف الرئيس المنتدب للمجلس الجهوي للسياحة بفاس، بشن حملة تبخيس ثانية لعملية تسويق صورة فاس السياحية، على هامش زيارة المغني المغربي العالمي سعد المجرد لمدينة فاس بدعوة من صديقة له، وهي الفرصة التي استثمرها المجلس الجهوي للسياحة لأجل تسليم لمجرد هدية من الصناعة التقليدية بفاس تحمل "لوغوCRT"، "فيما تحملتُ تكاليف إقامته بالرياض السياحي الذي أملكه بالمدينة العتيقة، بخلاف مغالطات قدمها البرلماني من "البيجيدي" لوزيرة السياحة، ادعى فيها بأن المجلس هو الذي رتب زيارة لمجرد، وأدى تكاليفها من الدعم العمومي المخصص لتشجيع السياحة الداخلية في زمن كورونا". وأردف جوهر أن المجلس الجهوي للسياحة بفاس كان يدرك بأن نشر لمجرد لصور زيارته لفاس على صفحاته بمواقع التواصل، والتي يتابعها حوالي 11 مليون متتبع، سيساهم في الترويج السياحي لفاس، عقب الأضرار الجسيمة التي لحقت القطاع جراء جائحة كورونا، لكن برلمانيي حزب "البيجيدي" ومسؤوليه بجماعة فاس، اختاروا تسييس هذه الحملة عبر مهاجمتهم لاستقبال مغنٍ اعتبروه "فاقدا للمصداقية"، في إشارة منهم إلى المتابعات القضائية الواردة في حقه بفرنسا بسبب قضايا التحرش والاغتصاب. من جانبه، عقب محمد الحارتي بأن الضجة التي تسبب فيها رئيس المجلس الجهوي للسياحة بفاس عزيز اللبار، وزميله الرئيس المنتدب ياسر جوهر، صهر السفير المغربي ببروكسيل محمد عامر، لم يكن لها أي مبرر، بحكم أن الحارتي، كما يقول، برلماني مارس حقه الدستوري في مساءلة وزيرة السياحة، نادية فتاح العلوي، وقبلها الوزير السابق محمد ساجد، حول وضعية المجلس الجهوي للسياحة، والذي يحمل اسم فاس بدون اسم جهة "فاس – مكناس"، وما يتطلبه ذلك من تمثيلية لجميع المهنيين وجمعياتهم السياحية بالأقاليم التسعة المكونة للجهة بعيدا عن أي استغلال سياسي، في إشارة من البرلماني الحارتي إلى هيمنة مهنيي قطاع السياحة من أحزاب "البام" و"الاتحاد الاشتراكي" وتوجهات سياسية أخرى على تركيبة المؤسسة السياحية ذات الطابع المهني الصرف، بحسب تعبيره، وحجته على ذلك الشكايات التي وجهتها المجالس الإقليمية للسياحة بأقاليم مكناس وإفران وتازة، إلى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي نادية فتاح العلوي نهاية شهر أكتوبر الماضي، وقبلها شكايات حول عدم قانونية المجلس الجهوي للسياحة بفاس وضعت بداية شهر يونيو من الصيف الماضي على مكتب المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عادل الفقير.وبخصوص قضية المغني المغربي سعد لمجرد، أوضح البرلماني من حزب "المصباح" بأن إثارته لزيارة لمجرد إلى فاس في مداخلته أمام الوزيرة نادية فتاح العلمي، جاءت بطلب من حياة بنعبد الله، صاحبة وكالة تنظيم حفلات فنية، والتي رتبت لزيارة لمجرد وفريقه لمدينة فاس، قبل أن تتفاجأ كما جاء في فيديو نشرته على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، تفضح فيه ركوب نائب رئيس المجلس الجهوي للسياحة بفاس ياسر جوهر، على هذه الزيارة العائلية للمجرد، بغرض استغلالها إعلاميا في الترويج لرياضه السياحي الذي نزل به الفنان المغربي، وكذا تلميع صورة مكتب المجلس غير القانوني، على حساب حقوق مهنيي قطاع السياحة بجهة فاس – مكناس، وبالتالي فإن التغطية على حملة الترويج الفاشلة لصورة فاس السياحية، كانت لها تداعيات عكسية، بعدما استقطب لها المجلس الجهوي للسياحة فنانين صرفت عليهم مبالغ مالية مهمة من ميزانية المجلس.