عاد فيروس كورونا المستجد ليضرب مجددا مدن الشمال، إذ عمدت السلطات إلى فرض مجموعة من القيود على حركة المواطنين في كل من شفشاونووزانوالقصر الكبير، بهدف الحد من انتشار الفيروس، الذي سجل رقما مئويا جديدا بجهة طنجةتطوانالحسيمة، تخطى 375 حالة مؤكدة، موزعة بشكل متفاوت على مختلف الأقاليم، بما فيها المدن الصغيرة. وفي مدينة شفشاون، التي باتت تسجل معدل إصابات يومي يقارب 10 حالات بعدما ظلت خالية من الفيروس طيلة الأشهر الأولى من الجائحة، حيث يعاني مستشفى المدينة تحت الضغط، ويضطر إلى إحالة الحالات الصعبة لتلقي العلاج في مدينة تطوان؛ ارتفع عدد الأطر الصحية المصابة بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس في شفشاون إلى 16 حالة مؤكدة. وحسب مصادر "أخبار اليوم"، فإن الأطقم الصحية بمدينة شفشاون باتت تعاني من الإجهاد، بسبب قلتها والضغط المتزايد على الجناح الخاص بمرضى كورونا، فضلا عن حالة الخوف والهلع التي أصابت الموظفين، بعد اكتشاف إصابة إطار في مقتصدية المستشفى بالفيروس. وقال عبد الرحيم بوعزة، رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون، في تدوينة له على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك، إن تفشي الوباء في الإقليم صار يثير المخاوف، خصوصا وأن مستشفى شفشاون يفتقر إلى قسم الإنعاش والعناية المركزة، إذ بات مطلب تشييدها مستعجلا بالنسبة لمنتخبي الإقليم. وأمام هذا الوضع، أوصت لجنة اليقظة الصحية المحلية السلطات المحلية في المدينة، بالإبقاء على نفس الإجراءات والتدابير الصارمة المقيدة للأنشطة الاقتصادية والحركة التجارية، للحد من انتشار الفيروس بالمدينة، من ضمنها إغلاق الحدائق والمقاهي والمنتزهات والأماكن السياحية في "قرطبة المغرب". في غضون ذلك، لجأت السلطات المحلية بإقليم وزان إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير المماثلة، للحد من استمرار ارتفاع نسبة الإصابات بالفيروس داخل المدينة، التي وصفتها مصادر صحية محلية بأنها وصلت إلى "مستوى مقلق"، حيث سجلت الجمعة الماضي 38 إصابة جديدة بكورونا، قبل أن تنخفض أول أمس الأحد إلى 16 حالة مؤكدة. ومن جملة القرارات التي أعلنتها سلطات وزان المحلية، هناك إغلاق سوق الجملة للخضر والفواكه في الساعة الثانية زوالا، والسوق البلدي، فضلا عن إغلاق المحلات التجارية على الساعة السابعة مساء، ومنع كل التجمعات والتجمهرات بالفضاءات العمومية، وإغلاق المقاهي على الساعة الثامنة ليلا، مع منع نقل مباريات كرة القدم، وأكدت السلطات أن هذه القرارات ستستمر لمدة 15 يوما، مع إمكانية تمديد العمل بها على ضوء التطورات التي تعرفها الوضعية الوبائية بالمدينة. وفي مدينة القصر الكبير، وعلى إثر الارتفاع الجديد لعدد الإصابات بكورونا؛ قررت السلطات المحلية، ابتداء من يوم أمس، إغلاق كافة المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم في حدود الساعة الثامنة مساء، وشددت على أن هذا القرار يبقى ساري المفعول حتى إشعار آخر، وهي نفس الإجراءات التي ما تزال مفروضة في كل من المضيق والفنيدق.