قرر «مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط»، في دورته للعام الجاري 2020، والتي يطفئ عبرها هذا العام شمعته السادسة والثلاثين (36) من 7 إلى 12 نونبر 2020، تكريم الفنان المخرج والمصور الفوتوغرافي المغربي داود أولاد السيد، احتفاء به وبأعماله السينمائية، إلى جانب أسماء فنية أخرى من مصر وبلدان عربية وأجنبية. وعبر المخرج السينمائي المراكشي، الذي كانت آخر أعماله الروائية بعنوان «كلام الصحرا» وآخر أعماله الوثائقية تحت عنوان «الحب التضحية» و«الختان»، عن شكره لهذه المبادرة التي تأتي من مهرجان عريق له مكانته الرمزية. ويعد أولاد السيد المخرج المغربي الوحيد الذي صدرت عن تجربته السينمائية، إلى الآن، سبعة كتب بالعربية والفرنسة هي تباعا: «سينما داود أولاد السيد: المرتكزات والخصوصية» (2007) و«مجازات الصورة: قراءة في التجربة السينمائية لداود أولاد السيد» (2011) و«سيناريو وتقطيع فيلم الجامع» (2013) و«فيزياء السينما: قراءة في المنجز السينمائي لداود أولاد السيد» (2013) و«داود أولاد السيد.. من الفوتوغرافيا إلى السينما» (2016) و«داود أولاد السيد.. السينما وصورتها» (2017) و«سينما بشكل آخر» (2018)، كما تجدر الإشارة إلى حضوره المكثف في جل المهرجانات والتظاهرات السينمائية المنظمة في المغرب، إلى جانب مشاركاته المتعددة في مهرجانات أروبية وعربية وإفريقية وغيرها، وحصده جوائز معتبرة شرفت وجه الإبداع السينمائي المغربي خارج الوطن وداخله. ومعلوم أن هذا الأستاذ الجامعي سابقا (67 سنة) هو فنان فوتوغرافي ومخرج سينمائي وتلفزيوني من مواليد مراكش يوم 14 أبريل 1953. تلقى تكوينا في الرياضيات والفيزياء في المغرب وفرنسا، وبعد حصوله من جامعة نانسي على دكتوراه في العلوم الفيزيائية سنة 1981، أصبح مدرسا بكلية العلوم في الرباط إلى حدود سنة 2005. وكانت انطلاقته الفنية فوتوغرافية بالأساس، حيث نظم ابتداء من سنة 1986 ومازال معارض لصوره في كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا والمغرب وفرنسا وبلجيكا وهولندا وسويسرا، ويرجع الفضل إلى المبدع الراحل أحمد البوعناني في توجيهه إلى السينما، حيث أخرج على امتداد ثلاثة عقود من الزمان خمسة أفلام قصيرة وستة أفلام طويلة، هي: «كاريكاتير» و«باريس 13 يوليو» (1989) و«الذاكرة البنية» (1991) و«بين الغياب والنسيان» (1993) و«الواد» (1995) و«باي باي السويرتي «(1998) و«عود الريح» (2001) و«طرفاية أو باب البحر» (2004) و«في انتظار بازوليني» (2007) و«الجامع» (2010) و«كلام الصحرا» (2017)، بالإضافة إلى الأفلام التلفزيونية الروائية الطويلة التالية: «نهاية أسبوع في العرائش» (2001) و«طريق مراكش» (2004) و«المكروم» (2005) و«ولد مو» (2009) و«زمان كنزة» (2011) و«الصباط» (2012) و«إر + 4» (2014)، وأربع حلقات من سلسلة «المفتش حمادي» (2019)، والفيلمين الوثائقيين «الحب التضحية» (2017) و«الختان» (2018)، حسب ما جاء في ورقة للناقد والمؤرخ السينمائي المغربي أحمد السجلماسي، الذي يؤكد أن أفلام داود أولاد السيد السينمائية تسمها بصمة خاصة في كتابتها، وبتركيز على شخصيات وفضاءات الهامش في مضامينها، الشيء الذي جعلها تلقى ترحيبا في المهرجانات ولدى نقاد السينما. وفي الشق الفوتوغرافي، أصدر داود إلى حد الآن أربعة كتب تتضمن عينات مختارة من صوره، هي: «مغاربة» (1989) مع تقديم بقلم الراحل عبد الكبير الخطيبي، و«أبي الجعد.. فضاء وذاكرة» (1996) مع مقدمة بالفرنسية بقلم عبد الله نجيب الرفايف، وأخرى بالعربية بقلم إدريس الخوري، و«مجالات اللحظة» (2000)، مع نصوص شعرية بقلم المبدع الراحل أحمد البوعناني، و«داود أولاد السيد» (2015) مع تقديم لمنى مكوار، وهي باحثة مغربية، وجان لوك مونطيروسو، المشرف على الدار الأوروبية للتصوير الفوتوغرافي بباريس، الجهة التي صدر عنها الكتاب.