تجاوز عدد الوفيات اليومية جراء فيروس كورونا المستجد الألفي وفاة، بعدما ظل عدد الوفيات مرتفعا ولم يتراجع كما كانت تتوقع وزارة الصحة. وحسب الإحصائيات التي نشرتها الوزارة، فإن المغرب سجل أول أمس السبت 43 حالة وفاة، وهو رقم مرتفع مقارنة بما سُجل في الأيام الماضية، فيما ارتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 2041 حالة. ورغم تجاوز عدد الوفيات الألفين، فإن معدل الفتك ظل مستقرا في 1.8 في المائة، وهو ما يعتبره البروفيسور مصطفى الناجي، في حديثه ل«أخبار اليوم»، معدلا متحكما فيه، موضحا أن «نسبة الوفيات متحكم فيها مقارنة بعدد الإصابات، إذ إن نسبة 1.8 في المائة تبقى نسبة ضعيفة مقارنة بنسبة الوفيات في العالم». وحول استمرار ارتفاع حالات الوفيات، قال الناجي إن ذلك يرجع إلى أن الحالات الحرجة تصل إلى المستشفيات في وقت متأخر، حيث يكون الفيروس قد تمكن منهم، ودمر الجهاز التنفسي، خصوصا الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة. ومنذ بداية شهر شتنبر إلى كتابة هذه السطور، سجل المغرب 860 حالة وفاة، وهو رقم قياسي تجاوز أرقام شهر غشت، حيث سجلت 788 حالة وفاة، إذ إنه خلال شهرين فقط سجل المغرب ما يناهز 1648 حالة وفاة، في حين أنه من 2 مارس إلى غاية 30 يوليوز لم يسجل المغرب إلا 393 حالة وفاة، ما يعني أن حالات الوفيات ارتفعت بأزيد من 123 في المائة خلال شهرين فقط. وفي هذا الشأن، أظهرت أبحاث جديدة نشرت بمجلة «Science» أن نسبة كبيرة من المرضى المصابين بكوفيد19، والذين تظهر عليهم أعراض خطيرة، يعانون عيوبا وراثية، أو مناعية تضعف قدرتهم على مقاومة الفيروس، إذ وجد الباحثون المشرفون على الدراسة أن أكثر من 10 في المائة من الذين يصابون ب«كوفيد-19» الحاد لديهم أجسام مضادة مضللة تهاجم جهاز المناعة بدلا من الفيروس المسبب للمرض. ووفقا لصحيفة «الغارديان البريطانية»، فإن C.H.G.Effort، وهو اتحاد دولي يهدف إلى اكتشاف العيوب الخلقية في المناعة الكامنة وراء الأشكال الشديدة من كوفيد-19، كشف وجود خللين في مرضى كورونا المصابين بحالات خطيرة يمنعانهم من صنع جزيء مناعي في الخطوط الأمامية يسمى إنترفيرون نوع 1، وهو عبارة عن 17 بروتينا تنتجها الخلايا المصابة من أجل المساعدة في وقف انتشار كل ما يصيبها. كما أن هناك 3.5 في المائة أو أكثر من الأشخاص الذين يصابون بالمرض الحاد يحملون نوعا معينا من الطفرات الجينية التي تؤثر في المناعة. وقد يساعد هذا الاكتشاف في تفسير الغموض الذي يحيط بفيروس كورونا، خاصة السبب الذي يجعل حالة بعض المصابين به خطيرة، أو يموتون في العناية المركزة، فيما يكون البعض الآخر مصابا بحالة خفيفة أو دون أعراض. وفي الوقت الذي كانت تعول فيه وزارة الصحة على تسطيح المنحنى، سجل المغرب، في النصف الثاني من شهر شتنبر، أزيد من 23 ألف إصابة جديدة، مقابل 25 ألفا و287 حالة إصابة جديدة في الأسبوعين الأولين من الشهر ذاته، ما مجموعه 48 ألفا و399 حالة خلال شهر شتنبر، إذ يعادل تقريبا 25 في المائة من نسبة الإصابة منذ تسجيل أول حالة في المغرب. ورغم الأرقام الكبيرة المسجلة، فإن البروفيسور الناجي يرى أن المغرب مازال مسيطرا على الفيروس، من خلال كشف حالات الإصابة والتحكم في الحالات الحرجة، وأضاف أن الارتفاع كان متوقعا، ومن المرتقب أن يرتفع عدد الحالات بشكل أكبر في الأيام المقبلة إثر عودة الدراسة الحضورية ودخول فصل الخريف. من جهة أخرى، أوضحت وزارة الصحة، خلال النشرة اليومية لنتائج الرصد الوبائي لكوفيد-19، أن الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 115 ألفا و241 حالة منذ إعلان أول حالة في 2 مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 94 ألفا و150 حالة، بمعدل تعاف يناهز 81,7 في المائة. وتتوزع الحالات المسجلة خلال ال24 ساعة الأخيرة عبر جهات المملكة، بين كل من جهات الدارالبيضاء-سطات (1397)، والرباط-سلا-القنيطرة (315)، ومراكش-آسفي (283)، ودرعة-تافيلالت (143)، وجهة الشرق (134) وطنجة-تطوان-الحسيمة (109)، وسوس-ماسة (106)، كما سجلت 95 حالة بجهة بني ملال-خنيفرة، و64 بجهة مكناس-فاس، و43 بجهة العيون الساقية الحمراء، و21 بجهة الداخلة-وادي الذهب، و9 حالات بجهة كلميم-واد نون. أما توزيع حالات الوفيات، فيظهر، حسب نشرة الوزارة، تسجيل 18 حالة وفاة بجهة الدارالبيضاء-سطات، و5 بجهتي مراكش-آسفي والشرق، و4 بكل من جهتي سوس-ماسة وفاس-مكناس، و3 بجهة درعة-تافيلالت، و2 بكل من جهة الرباط-سلا-القنيطرةوبني ملال-خنيفرة. وأصبح معدل الإصابة التراكمي بالمغرب يناهز 317,3 إصابة لكل 100 ألف نسمة، ومؤشر الإصابة 7,5 لكل 100 ألف نسمة خلال ال24 ساعة المنصرمة، مع استثناء 21 ألفا و527 حالة من كونها مصابة بالمرض، ليرتفع إجمالي الحالات المستبعدة إلى مليونين و414 ألفا و156 حالة. ويبلغ مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حاليا 19 ألفا و50 حالة، أي بمعدل 52,5 حالة لكل 100 ألف نسمة. ويصل مجموع الحالات الخطيرة أو الحرجة الموجودة حاليا بأقسام الإنعاش والعناية المركزة إلى 374 حالة، 40 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي.