في إطار تغطيته للانتخابات الأمريكية 2020، سينشر موقع "اليوم 24" تقارير بشكل دوري عن استحقاقات أقوى دولة في العالم، التي لا تفصلنا عنها سوى أسابيع قليلة, وسينقل "اليوم 24" أخبارا، وتغطيات حصرية، إثر مشاركته في التغطية الإعلامية لواحد من أهم الأحداث السياسية، التي يشهدها العالم هذه السنة. من المنتظر أن يصوت الأمريكيون، يوم الثلاثاء 3 نونبر 2020 على الرئيس الأمريكي المقبل، وذلك بعد مرور 4 سنوات كاملة من انتخاب الرئيس الحالي، الجمهوري، دونالد ترامب، الذي تشتد المنافسة بينه والديمقراطي، جو بايدن، الذي يسعى بدوره إلى إسقاطه في أكثر من ولاية، يتأرجح فيها التصويت بين الجمهوريين، والديمقراطيين. وعلى عكس النظام الانتخابي في المغرب، وفي عدد من دول العالم، فإن العملية الانتخابية للرئاسة الأمريكية معقدة نوعا ما، فالمرشح الفائز، لا يحصل بالضرورة على أغلب عدد من الأصوات على المستوى الوطني، ويتم اختياره بشكل مباشر عن طريق صناديق الاقتراع، بل تتم عملية انتخاب الرئيس عن طريق مجمع انتخابي، هذا الأخير، الذي يحسم المنزلة بين الطرفين. ويعرف النظام السياسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية هيمنة حزبين سياسين فقط، والمرشح الفائز بالرئاسة ينتمي حصرا إلى أحدهما، الحزب الجمهوري وهو الحزب السياسي المحافظ في البلاد، والحزب الديمقراطي وهو الحزب الليبرالي. ما هو المجمع الانتخابي؟ تعتبر أمريكا هي البلد الوحيد، الذي تعتمد في دستورها نظام الاقتراع غير المباشر، وهو النمط الانتخابي المعتمد منذ 50 سنة، فالمجمع الانتخابي كهيأة انتخابية مهمتها الأساسية اختيار رئيس أمريكا، ونائبه، فبدلا من التصويت المباشر، يصوت المواطن الأمريكي على أعضاء هذا المجمع الانتخابي، وهؤلاء يختارون من سيحكم البلاد. يبلغ عدد أعضاء المجمع الانتخابي 538 عضوا، ينتمون إلى خمسين ولاية أمريكية، بالإضافة إلى المقاطعة الفيدرالية، التي تقع في واشنطن العاصمة، وهم الذين يصوتون على الرئيس بشكل مباشر، بعد حصولهم على عدد من الأصوات في ولاياتهم من طرف الناخب الأمريكي، وعلى المرشح الفائز أن يحصل على الأقل على 270 صوتا. يتناسب أعضاء المجمع الانتخابي مع الكثافة السكانية لكل ولاية، فمثلا في ولاية كاليفورنيا، نجد 55 عضوا من أعضاء المجمع، وهو أكبر عدد مقارنة مع كل الولاياتالأمريكية، نظرا إلى ارتفاع عدد سكان الولاية. في المقابل، هناك ولايات لا تتوفر سوى على الحد الأدنى من المرشحين، من بينها العاصمة واشنطن، التي لديها 3 أعضاء فقط. وتعقد انتخابات المجمع الانتخابي كل أربع سنوات، بعد أسابيع من يوم الانتخابات، وذلك بغرض التصويت على الرئيس، ونائبه. ويتم ترشيح أعضاء المجمع الانتخابي من طرف الأحزاب السياسية في الولاياتالأمريكية أشهرا قبل يوم الانتخابات، وذلك عن طريق نظام انتخاب خاص تختاره كل ولاية وفق ما يخوله لها الدستور. وبشكل عام يمنح المجمع الانتخابي أصواته في كل ولاية للمرشح، الذي يحصل على أغلبية أصوات الناخبين المباشرين، فمثلا إذا فاز المرشح الديمقراطي في ولاية ما بنسبة تفوق 50 في المائة، فإن أصوات المجمع الانتخابي في هذه الولاية تذهب لمرشح الحزب الديمقراطي، أي العمل بقاعدة "الفائز يحصل على كل شيء" وإذا صوت أحد الأعضاء على عكس ذلك فإنه يسمى "العضو الخائن". وعلى عكس ذلك، فإن الاستثناء في عملية تصويت أعضاء المجمع الانتخابي تكون في ولايتين، وهما مين ونبراسكا، اللتان تقومان بتقسيم أصوات مجمعهما الانتخابي بحسب نسبة الأصوات، التي يحصل عليها كل حزب. تم اختيار نمط التصويت غير المباشر عن طريق التجمع الانتخابي، في القرن 18 عشر، وتحديدا عام 1787، السنة التي وُضع فيها الدستور الأمريكي، حينها كان من المستحيل إجراء انتخابات مباشرة بتصويت شعبي لانتخاب الرئيس، وذلك بسبب اتساع مساحة البلاد، وصعوبة التواصل بين الولايات. أقر مشرع الدستور الأمريكي عملية التصويت على الرئيس عن طريق نظام الاقتراع غير المباشر، كي لا تُترك عملية التصويت في يد العاصمة واشنطن، ومن هنا جاءت فكرة المجمع الانتخابي، حيث تقوم كل ولاية بانتخاب ممثليها، هذا النظام الذي قوبل بترحيب، لاسيما من طرف الولايات الصغيرة، التي أصبحت تؤدي دورا كبيرا في عملية انتخاب رئيس البلاد. وبما أن عملية التصويت تكون محسومة داخل عدد من الولاياتالأمريكية، فإن تركيز المرشحين المتنافسين على سباق البيت الأبيض، تكون على الولايات المتأرجحة، لأنها هي من تحسم النتائج في الأخير، فما هي الولايات المتأرجحة؟ الولايات المتأرجحة؟ يطلق اسم الولايات المتأرجحة على الولاياتالأمريكية، التي لا يمكن التنبؤ بنتائج التصويت داخلها، هذه الولايات، التي يعتمد ويركز عليها المرشحون للفوز في الانتخابات، على عكس عدد من الولايات، التي تكون محسومة سابقا لأحد المرشحين. تحصر الولايات المتأرجحة في الانتخابات الأمريكية في 8 ولايات، وهي ويسكسونسن، وأوهايو، وبنسلفانيا، وأريزونا، وكارولينا الشمالية، وجورجيا، وفلوريدا، وميشغن، ووصل مجموع المندوبين في هذه الولايات داخل المجمع الانتخابي 135 شخصا. ويتوفر الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه الرئيس ترامب، على دعم 22 ولاية، أهمها ولاية تكساس، التي تتوفر على 33 عضوا في المجمع الانتخابي، في حين وصل عدد المندوبين داخل المجمع في مجموع الولايات، التي تساند الجمهوريين 170 عضوا. مقابل ذلك، تدعم 21 ولاية أمريكية الحزب الديمقراطي، الذي زكى بايدن في سباق الانتخابات الرئاسية، أهمها ولاية كاليفورنيا، التي تتوفر على أكبر عدد من أعضاء المجمع الانتخابي على مستوى البلاد، وبلغ عدد الأعضاء المساندين للحزب الديمقراطي، في مجموع الولايات 233 عضوا. ويعطي الدستور الأمريكي لكل مواطن أمريكي، يبلغ من العمر 18 سنة، أو أكثر الحق في التصويت في الانتخابات الرئاسية، إما بطريقة مباشرة، وذلك بالحضور إلى مركز التصويت، أو بطريقة غير مباشرة، وذلك بالتصويت عبر البريد، وهذا ما قام به 21 في المائة من الناخبين في استحقاقات 2016.