يواصل عداد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد، انخفاضه منذ الأسبوع الثاني من شهر شتنبر الجاري بجميع عمالات وأقاليم جهة فاس- مكناس، حيث ما تزال هذه الجهة تصنف، بحسب المعطيات التي أوردتها "نشرة كوفيد-19′′، والتي قدمتها وزارة الصحة خلال ال24 ساعة الأخيرة لأول أمس الأربعاء، ضمن الجهات الأربع، بمؤخرة ترتيب المناطق الموبوءة بالمغرب، وهي جهات "كلميم-واد نون"، و"الداخلة – واد الذهب"، و"العيون-الساقية الحمراء"، التي سجلت أقل من 20 إصابة بمرض الفيروس التاجي لكل مائة ألف نسمة، وهي النسبة الأقل وطنيا، بحسب مؤشر الإصابات التي رصدتها مصالح مديرية الأوبئة وفرق التدخل السريع لليقظة والرصد الوبائي خلال المدة الممتدة ما بين 14 إلى 20 شتنبر الجاري، أي قبل أربعة أيام من الآن. ولمزيد من التحكم في الوضعية الوبائية على صعيد جهة فاس – مكناس والوصول إلى حالات العدوى بشكل استباقي، كشفت مصادر جيدة الإطلاع ل"أخبار اليوم"، بأن السلطات الصحية وباقي المتدخلين باللجنة العليا الجهوية لليقظة والرصد الوبائي، تعول كثيرا على خدمات الوحدة المتنقلة للكشف السريع عن الفيروس، والتي جرى اقتناؤها من قبل وزارة الصحة بشراكة مع برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بكلفة إجمالية تزيد عن 2 مليون درهم، بحسب ما سبق وأعلن عنه وزير الصحة، خالد آيت الطالب، خلال اطلاعه منتصف شتنبر الجاري على سير خدمات الوحدة المتنقلة للاختبارات السيرولوجية السريعة التي دعمت العرض الصحي بهذه الجهة لمواجهة فيروس كورونا. هذا، وأعلنت المديرية الجهوية للصحة بفاس، أول أمس الأربعاء، بأنها تمكنت بفضل الوحدة المتنقلة للكشف السريع عن الفيروس، من إنجاز أزيد من 30 ألف اختبار سيرولوجي سريع في المراكز الصحية لجهة فاس، خلال الفترة الممتدة من منتصف شهر غشت الماضي حتى أول أمس الأربعاء، حيث استفاد من هذا الكشف السريع، 73 مركزا صحيا جرى اختيارهم بمناطق متفرقة في عمالتي فاس(6 مراكز) ومكناس (8 مراكز)، فيما توزعت باقي المراكز التي استفادت من خدمات الكشف السيرولوجي السريع عن كوفيد-19 على أقاليم تازة (12 مركزا) بولمان(10 مراكز)، وصفرو (9 مراكز)، والحاجب ومولاي يعقوب (8 مراكز لكل منهما)، و6 مراكز بكل من إقليمي تاونات وإفران. من جهته، قال مصدر بالمديرية الجهوية للصحة بفاس، بأن لجوء السلطات الصحية للاختبارات السيرولوجية الخاصة بالكشف السريع عن حالات العدوى، فرضتها المرحلة القلقة التي عاشتها مختلف مناطق عمالتي فاسومكناس وباقي أقاليم الجهة، خلال فترة تغول الفيروس شهر غشت الماضي، والتي عرفت ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات المؤكدة تجاوزت بكثير مائة حالة يوميا، حيث أضاف المصدر ذاته، بأن الكشف السريع الذي تعزز بالوحدة المتنقلة التي وفرتها وزارة الصحة بشراكة مع برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مكن السلطات الصحية بجهة فاس من بلوغ نسبة متقدمة في عمليات الكشف السريع المنجزة، وكذا التكفل بالحالات المصابة منها والمشتبه فيها وفق البرتوكول العلاجي التي تعتمده وزارة الصحة في علاجها للمصابين. من جانبه، أوضح مصدر طبي بأن فرق التدخل السريع لليقظة والرصد الوبائي المنتشرة بجميع أقاليم هذه الجهة، تعطي أولوية للاختبارات السيرولوجية السريعة، خاصة بالنسبة إلى المناطق والتجمعات السكانية المصنفة بحسب مصالح المديرية الجهوية للصحة، ضمن خانة النقط الأكثر تعرضا لخطر انتشار الفيروس، مردفا بأنه في حال أظهرت نتائج الاختبار السريع إصابة الحالة المشتبه فيها، يخضع المصابون بالفيروس لاختبار ثان عن طريق ال"PCR"، أو ما يعرف ب"فحص تفاعل البوليمراز المتسلسل" المتميز بالدقة لإثبات الإصابة من عدمها، مما يتيح التأكد من نتيجة الاختبار السيرولوجي السريع، قبل أن تقرر لجان تتبع الحالات المشتبه فيها، بعد ظهور النتائج النهائية لعينات مسالكهم التنفسية، إخضاعهم لمرحلة العلاج وفق البروتوكول الصحي لوزارة الصحة، حيث غالبا ما يطلب من المصابين، يزيد مصدر جيد الإطلاع، التزام فترة العلاج بمنازلهم ضمن الخطة التي اعتمدتها مؤخرا السلطات الصحية بالمغرب لتخفيف الضغط المتزايد على المستشفيات من قبل مرضى كوفيد-19، فيما استثنت وزارة الصحة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو في مرحلة متقدمة من الإصابة بالفيروس، والذين يتم استقبالهم بالمراكز المخصصة للمصابين بالفيروس التاجي. هذا، وتعيش الحالة الوبائية بجهة فاس- مكناس، منذ الأسبوع الثاني من شهر شتنبر الجاري على ايقاع انخفاض عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس، حيث سبق لوزير الصحة خالد آيت الطالب خلال زيارته لمدينة فاس الثلاثاء ما قبل الأخير، أن أشاد بتجربة هذه الجهة في تدبير الجائحة والحد من تغولها، حيث أعزى حينها الوزير، ما اعتبره تحكما موفقا في الوضعية الوبائية على صعيد فاس – مكناس، إلى عامل الاستباق في الوصول إلى الحالات المصابة وتتبع البروتوكول الصحي واعتماد مراكز القرب في مواجهة الفيروس.