الحمداوي: التيار الاستئصالي يعود اليوم بعد عشر سنوات من تفجيرات 16 ماي. الداودي: ذقنا مرارة الأغلبية بعد حلاوة المعارضة ونحن وزراء مناضلون في لقاء واحد، ردد كل من قياديي حزب العدالة والتنمية، وذراعه الدعوي، حركة توحيد والاصلاح، نفس الخطاب المتشائم والمتحور حول ما اسموه "ردة" عن المسار الإصلاحي الذي انطلق قبل عامين. رئيس حركة التوحيد والاصلاح، محمد الحمداوي، والوزير الذي سكت طويلا، لحسن الداودي، أبديا اتفاقا واضحا على تحذير الطلبة المنتمين إلى الفصيل الجامعي، منظمة التجديد الطلابي، من الوضع السياسي الراهن. الحمداوي ذكر مؤتمري المنظمة الطلابية خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الخامس التي انعقدت مساء امس الجمعة، 12 شتنبر، بأن السنة التي تأسست فيها هذه المنظمة، أي العام 2003، كانت قد شهدت الأحداث الإرهابية لمدينة الدارالبيضاء، يوم 16 ماي، وان "المشروع الإسلامي تعرض حينها لحملة قوية لاستئصاله وتحجيمه، وظن البعض أنها الفرصة للقضاء على هذا المشروع الذي أزعجهم بعمله السياسي والثقافي وحضوره في كافة مناحي الحياة، واعتمد هؤلاء على أشكال بئيسة وبحثوا عن مصطلح المسؤولية المعنوية، والعلاقة مع التنظيمات المسلحة، لكن ثبات هذا المشروع وصمود أبناءه، حال دون ذلك، ونحن طلبنا يومها عبر جريدة التجديد بمواصلة عقد الاجتماعات العادية واللقاءات التربوية". الحمداوي عاد ليربط الماضي بالحاضر، وقال: "اليوم يتم استدعاء نفس الأسطوانة بطريقة بئيسة ومتخلفة، ويتحدثون عن الإرهاب والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين". وأضاف الحمداوي ان هذه الأساليب "قد تحطمت على خيار ومنهج هذا المشروع، ولا يمكن ان نلتفت إليها لان خيارنا هو الإصلاح والاستقرار". وفي هجوم نادر من جانب المسؤول الأول عن حركة التوحيد والاصلاح، وجه الحمداوي مدفعيته نحو حزب الاصالة والمعاصرة الذي اسس ذراعا طلابيا مؤخرا، وقال إنهم "اعتقدوا ان قوة هذا المشروع تتمثل في توفره على ذراع طلابي، فأسسوا منظمتهم طلابية، ونسوا ان هذه المنظمة تجر خلفها مسارا طويلا، وبالتالي لا يمكنهم ان ينجحوا". وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لحسن الداودي، عزف بنفسه نفس النغمة، وقال بمجرد ما تناول الكلمة، إنه ورفاقه انتقلوا "من حلاوة المعارضة إلى مرارة الأغلبية والأسلاك الكهربائية والكواليس، لكن الله سينصرنا على هذا القوم"، عبارات اثارت حماس الحاضرين الذين رفعوا اصواتهم بتكبير. فيما مضى الداودي في حديثه، قائلا للشباب المؤتمرين: "كونوا على يقين ان الجميع يخافكم، يخاف شبابا سلاحه الإيمان وشبابا يناضل ليس من أجل القرش والدرهم بل عن قناعة وإيمان، لهذا السبب لا يمكن ان يهزم شباب مثلكم". الداودي قال إن الإصلاح انطلق "لكنهم لم يسمحوا لكم بذلك حتى جاءت الظروف الصعبة التي أوصلت المغرب إلى السكتة القلبية فنودي هل من منقذ؟ نقول نعم سنسعى لإنقاذ بلادنا، ونتحداهم ان نقارن ما قمنا به في اقل من سنتين وما قاموا به طوال السنين". وتحدى الداودي من يقولون ان الحكومة فشلت، وقال ذلك لو كان صحيحا لتم إسقاطها عبر ملتمس رقابة. "ياك حنا أقلية، واديروها، ما قادينش وما باغيينش الانتخابات وخايفين العدالة والتنمية يكتسح الساحة، لكن نحن أيضا لا نريد انتخابات سابقة لأوانها لاننا نراعي مصلحة البلد، ونقول جئنا للتضحية من أجل المغرب ولو على حساب الحزب".