عبرت عدد من الفعاليات الحقوقية والسياسية والجمعوية، في وقفة احتجاجية بالرباط، عن تنديدها الشديد بالخطوات التطبيعية التي انخرطت فيها عدد من الدول العربية وفي مقدمتها البحرين والإمارات التين وقعتا اتفاق "سلام" مع إسرائيل مطلع الأسبوع الجاري. الناشطة والقيادية الحقوقية خديجة الرياضي، أكدت أن الوقفة التي شارك بها منتمون لمختلف المشارب السياسية والفكرية، جاءت للتعبير عن الموقف المناهض والمدين لكل صفقات "الخيانة" التي تتوالى في المنطقة، ولتحية "خيار المقاومة"، معتبرة أن قضية فلسطين قضية وطنية لا تقبل أي مقايضة. كما عبرت الرياضي عن إدانتها لموقف الجامعة العربية التي رفضت في اجتماعها الأخير مقترحا فلسطينيا لإدانة التطبيع، كما عبرت عن لومها موقف المغرب "المهادن" والذي لم يدعم المقترح الفلسطيني، مؤكدة في الوقت ذاته أن الشعب المغربي سيبقى داعما للقضية الفلسطينية إلى حين انتهاء الإحتلال وعودة اللاجئئين وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف. من جهتها طالبت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الإشتراكي الموحد، خلال مشاركتها في الوقفة، الدولة المغربية بتجريم التطبيع الذي اعتبرته خيانة، مشددة على وجوب عدم الرضوخ للضغوطات الصهيونية الأمريكي بشأن التطبيع. وعبرت منيب عن تنديدها بالانظمة التي وصفتها بالرجعية، والتي تسارع في التطبيع مع كيان محتل ظالم، مشددة على أن هذه الأنظمة تسير بهذا الإتجاه خوفا على المناصب والمصالح الشخصية وليس مصالح شعوبها. واعتبر ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمنهاضة التطبيع، أن كل عمل تطبعي أو اتصال بالكيان الصهيوني لا يمكن أن يتساهل معه الشعب المغربي. وفي السياق ذاته أكد عبد الرحيم الشخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أن الشعب المغربي له موقف موحد يدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الموحدة، التي أصدرت "البيان رقم واحد"، والذي تعبر من خلاله عن صمودها وعن مقاومتها لكافة، "الإتفاقات الخيانية الغادرة للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة". من جهته أكد حسن بن ناجح، عضو الأمانة العامة والناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، أن "الصفقات" و"المؤامرات" التي انخرطت فيها أنظمة عربية "معزولة عن شعوبها" لا يمكنها أن تكون اتفقات سلام، لأنها تتعلق بطرف لم يشارك بأي حرب أو خطوات متعلقة بمصير القضية وشدد بن ناجح على أن موقف الشعوب بخلاف ذلك هو في صف مقاومة المحتل، وألا حديث ممكن عن سلام واتفاقات إلا بجلاء هذا المحتل عن كل فلسطين"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "اتفاقات الأنظمة المطبعة مع الكيان المحتل، هي استمرار لمسلسل بدأ باكرا، وأن قصورهم تعتبر مستوطنات للكيان الصهيوني منذ عقود".