بلغ الخلاف بين الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، عبد اللطيف الغبلزوري، وبين أحمد الإدريسي، رجل الأعيان البارز في الحزب في طنجة، مستوى غير مسبوق، يشعر فيه قادة محليون بهذا الحزب بأن مساره قد "يتخذ منحى يتسم بالخطورة، ويأخذ لنفسه طابعا شخصيا حادا". الغلبزوري كتب على حسابه في فايسبوك، تدوينة في وقت متأخر من ليل الأربعاء، يلمح بواسطتها إلى وجود حرب عليه من لدن "فاسدين"، لكنه لم يشر إلى أحد بالإسم. لكنها رغم ذلك، تقدم إضاءة على حجم الخلافات بينه وبين الإدريسي. ويقول مقرب من الغلبزوري: "من المؤكد أن الخلافات التنظيمية عادة ما تتخذ لنفسها أشكالا طبيعية وتتطور وفقا لها، لكنها هذه المرة قد تأخذ شكلا أكثر عنفا، وعلى الغلبزوري أن يحذر أكثر فأكثر من الآن فصاعدا". الإدريسي، وقد كان مساندا بارزا لتيار "المستقبل" في صراعه ضد تيار الشرعية المحيط بحكيم بنشماش، الأمين العام السابق لهذا الحزب، يحاول منذ فترة أن يبرز دوره كقطب تنظيمي للحزب في شمال البلاد، دون الاكتراث للصلاحيات المسندة إلى الأمين الجهوي للحزب، بل وإن الإدريسي سعى إلى التقليل من شأن هذا المنصب وصاحبه ضمن حرب المواقع التي يرغب في نيلها. ويواجه الإدريسي الساعي إلى السيطرة المطلقة على الحزب هناك، مقاومة من لدن الأمين الجهوي للحزب ومحيطه. يقول مقرب من الغلبزوري إن الإدريسي "يملك خطة واحدة للحزب، وهي أن يصبح الجميع خدما عنده". ورغم أن القيادة المركزية للحزب قدمت اعتراضاتها على سعي الإدريسي إلى فرض نفسه مجددا، إلا أنها منحته على ما يبدو، تسوية بمقتضاها يصبح لأحد أبنائه بعض النفوذ داخل الحزب. لكن الإدريسي عمل على إضعاف تلك التسوية، بإعلان نفسه "حاكما فرديا" للحزب بغض النظر عن المناصب التنظيمية التي آلت إلى أعضاء آخرين بالحزب. ويستفيد الإدريسي من تاريخ قديم من المعاملة التفضيلية لصالحه داخل "البام" حيث كانت لديه القدرة على تنفيذ خططه في الانتخابات، وكذلك في التنظيم. ولسوف يهدد القيادة المركزية للحزب بمغادرة صفوفه إن جرى المس بصلاحياته، ثم تراجع عن ذلك لاحقا، عقب التوافق على منحه بعض الأفضلية لكن دون المساس بصلاحيات الأمين الجهوي هناك. غير أن الإدريسي ضرب كل شيء عرض الحائط فيما بعد. الكاتب الجهوي للحزب الذي يعمل مديرا لغرفة الصناعة التقليدية في طنجة، سيجد نفسه موضع ضغوط كبيرة من لدن الإدريسي "وهي تتطور بشكل مثير للمخاوف في الفترة الأخيرة"، وفقا لعبارة مسؤول للحزب هناك. ولسوف يجري إخبار القيادة المركزية بطبيعة الضغوط التي باتت تضع الأمين الجهوي في موضع تهديد. وليست هناك حتى الآن، معلومات حول طريقة إدارتها لهذه الأزمة. وما كان يبدو فتورا في علاقة الرجلين عقب مؤتمر الحزب في فبراير الماضي، تحول إلى حرب شرسة حول النفوذ. الغلبزوري اكتفى بالقول ل"اليوم 24′′، بأن "بعض الخلافات التنظيمية يجب تسويتها بسرعة قبل أن تتحول إلى أشياء منفلتة من عقالها".