كما انفرد بذلك “اليوم 24” أمس، فإن قائمة أعضاء المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، كما يشكلها أمينه العام عبداللطيف وهبي تُبرز سيطرة كاملة لشخصيات تيار “المستقبل” على مفاصل القيادة الجديدة، وإبعادا تاما لوجوه من كانوا خصوما في الحزب، أي تيار “الشرعية” الموالي للأمين العام السابق، حكيم بنشماش. منصب النائب الأول سيؤول إلى سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب، وهو واحد من قادة تيار “المستقبل”. بينما منصب النائب الثاني ما يزال متأرجحا بين عادل بركات، وصلاح أبو الغالي. بركات هو نائب رئيس فريق الحزب بمجلس المستشارين، بينما أبو الغالي، هو الأمين الجهوي للحزب في جهة الدارالبيضاء-سطات. وتتنافى عضوية المكتب السياسي مع مناصب الأمناء الجهويين للحزب إلا إن تخلوا عن مواقعهم الجهوية، وإذا تخلى أبو الغالي عن منصبه الجهوي، فإن بركات غالبا سيقبل بعضوية المكتب السياسي فحسب، لاسيما أن هناك بعض الانتقادات الموجهة له بخصوص مؤهلاته لشغل منصب نائب للأمين العام. محمد الحموتي، الذي يعد رجل التنظيم في الحزب، لم يبد رغبته في عضوية المكتب السياسي، أو في أي من مناصب النيابة عن الأمين العام. لكنه سيستلم زمام الهيئة الوطنية للانتخابات في الحزب، وهي الهيئة العليا في “البام” التي تعالج الترشيحات للانتخابات، وتعين المرشحين الذين سيجري تزكيتهم من لدن الحزب. قرار الحموتي سيفسح الطريق لمحمد الدريسي، أحد أقطاب الحزب في شمال البلاد لتعيين شخص آخر من لدنه في المكتب السياسي، وقد يكون ابنه. وعلى عكس ذلك، تخلى الأمين العام الجهوي في الشمال، عبداللطيف الغلبزوري، عن العضوية في المكتب السياسي، مفضلا أن يحتفظ بمنصبه أمينا جهويا. مصدر “اليوم 24″، أشار إلى أن المكتب السياسي سيتكون بشكل كامل تقريبا في اللائحة التي سيقدمها الأمين العام من شخصيات تيار “المستقبل”، وكذلك حال الأسماء الأربعة التي يمنح القانون الأساسي للحزب صلاحية تعيينها في المكتب السياسي للأمين العام. وسيكون المهدي بنسعيد وعزيزة الشكاف من بين هؤلاء دون شك. وليس هؤلاء فحسب، بل إن القائمة الأولية التي جرت مناقشتها تضم كل من زهور الوهابي، وهي عضو في مجلس النواب، وجمال مكماني، العضو السابق في المكتب السياسي، وواحد من يعتبرون “مثقفي الحزب”، مثله في ذلك مثل سامر أبو القاسم، الذي كان صاحب الوثيقة السياسية التي صودق عليها في المؤتمر ولم تكن في مستوى تطلعات أمينه العام. وسرحان الأحرش، وهو رئيس لجنة الفرز في اللجنة التحضيرية، والساعد الأيمن لكودار، وزهير العليوي، وهو الأمين الجهوي السابق للحزب بجهة فاس-مكناس (قبل أن يقوم بنشماش بعزله في سياق صراعه مع تيار المستقبل). ثم هناك اسم رشيد العبدي، العضو في البرلمان عن دائرة سلا. وهبي ظل متمسكا بشرط الكفاءة لعضوية المكتب السياسي، لكن يبدو أن منطق “الترضيات” داخل تيار “المستقبل” قد فرض نفسه أيضا. ولسوف يترك بعض الأسماء لمزيد من المناقشات، ويتعلق الأمر بكل من محمد بودرا، رئيس جماعة الحسيمة، حيث سيجري الحسم بين اسمه وعبداللطيف اليونسي (كلاهما من إقليمالحسيمة)، وهي أيضا حالة هشام الصابري، العضو في البرلمان، وهشام الصغير، رئيس المجلس الإقليمي لوجدة- أنكاد، وقد كان مرشحا لمنصب أمين عام قبل أن يتخلى مبكرا عن ذلك في اليوم الثاني للمؤتمر. كما أن نجوى كوكوس، وهي رئيسة منظمة شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة، تبحث لنفسها عن مقعد هذه المرة، بعدما جرى حذف العضوية بصفات رؤساء المنظمات الموازية، لكن غالبا سيجري الاختيار بينها وبين سيدة أخرى اسمها إيمان عزيزو. المناصب المتبقية يحاول قادة تيار “المستقبل”، الذين سيطروا على الحزب، تركها لبعض الموالين لخصومهم السابقين في تيار “الشرعية”، لكن الموقف من ضم بضعة أفراد من هذا التيار “لم يحسم أيضا بشكل نهائي”، كما يشدد مصدر “اليوم 24″، مضيفا: “هناك مناقشة لضم أربعة أفراد مشهود لهم بالنزاهة والكفاءة، وأيضا بالاعتدال.. لكن هناك رأيا آخر يطالب بألا يكون لهؤلاء وجود في المكتب السياسي تجنبا لأي تشويش جانبي”. تسعة أعضاء آخرين حازوا مسبقا على العضوية بالمكتب السياسي، بواسطة الصفات التي يخولها لهم القانون الأساسي للحزب، وهو رؤساء الجهات، ورئيس مجلس المستشارين، ورئيسا فريقي الحزب في البرلمان، ورئيسة المجلس الوطني للحزب.