أعلن وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، مولاي حفيظ العلمي، أول أمس الخميس بالدارالبيضاء، عن تصنيع أول سرير إنعاش مغربي الصنع بشكل تام، سيوجه لتلبية حاجيات القطاع الصحي بالمغرب، خاصة في الظرفية الاستثنائية لوباء كورونا، مشيدا بجودته وسعره التنافسي، ومثنيا على الكفاءات المغربية التي ساهمت في تصنيعه بمواصفات دولية من ناحية معايير السلامة، ووعد المصنعين برفع الإنتاجية لتصل إلى 500 سرير شهريا، لتلبية الاحتياجات الوطنية بخصوص اللوازم الصحية مع إمكانية تصديرها، خاصة نحو الدول الإفريقية. وكانت موجة من الانتقادات قد غطت الشبكات الاجتماعية، بسبب عدم ظهور أجهزة التنفس الاصطناعي التي وعد بها العلمي، وقال إن عددها 500 جهاز، خاصة مع تزايد حالات الوفيات في صفوف المصابين بفيروس كورونا المستجد وارتفاع عدد الإصابات، وما تم تداوله بخصوص النقص المهول في أجهزة التنفس الاصطناعي، الأمر الذي يتسبب في اختناق العديد من الحالات وفقدان حياتها، ولم يكد ينطفئ هذا الجدل حول أسباب عدم وفاء الوزارة بوعدها، حتى أعلن العلمي عن تصنيع أول سرير إنعاش محلي الصنع، في ظرفية صحية تحتاج فيها البنية الصحية إلى مثل هذه التجهيزات، وقال العلمي، خلال عرض المنتوج، "هذا السرير تم تصنيعه بالمغرب مائة في المائة من اليد العاملة، وحتى المهندسين مغاربة، والشركة التي قامت بتصنيعه مغربية أيضا، لحد الآن نستورده بأثمنة خارقة للعادة، ولا يتم تشغيل يد عاملة مغربية والشباب المغربي، الذي يمكنه اليوم أن يشتغل في هذه المشاريع"، مضيفا أن المغرب ينفق أكثر من 183 مليار درهم سنويا لاستيراد منتجات في مجالات مختلفة، في حين تم تحديد 134 مليار درهم لإنتاج منتجات محلية الصنع عوض استيراد مثل هذا السرير المخصص للإنعاش، مثنيا على الكفاءات المغربية، و"الشباب المغربي يجب أن تكون للمواطن الثقة فيه"، يقول العلمي مؤكدا أن السرير بمواصفات دولية ومن أحسن ما يوجد في السوق. إدريس المسري، مدير عام Altran Maroc المتخصصة في البحث والتطوير، أكد خلال عرض المنتوج أن مجموعة من المهندسين والمهندسات المغربيات ساهموا في إخراجه للوجود، وأنه بناء على طلب من وزارة العلمي، تم تجميع كفاءات من تخصصات مختلفة، سواء في الميدان الكهربائي أو الإلكتروني أو في الأتوماتيك وغيرها من التخصصات، وكان الهدف هو "سرير إنعاش مغربي يجيب عن مشكل قلة أسرة الإنعاش لمواجهة الفيروس"، معلنا أنه موجه للسوق المغربية وكذلك للتصدير، خاصة لفائدة الدول الإفريقية، ومؤكدا أن السرير "يحترم جميع المعايير الدولية، ومستعدون للإنتاج على نطاق واسع، لتزويد المستشفيات المغربية بأثمنة جد تنافسية، مقارنة مع أثمنة الأسرة التي يتم استيرادها من الخارج". في انتظار بداية تزويد السوق المغربية بسرير الإنعاش الموعود، طفا نقاش حول أن أزمة القطاع الصحي بالمغرب لا تقتصر فقط على ضعف التجهيزات، بل هي أيضا أزمة موارد بشرية، تتمثل في محدودية الأطقم المتخصصة في الإنعاش التي لا تتجاوز 700 بين القطاع العام والخاص والجامعي والعسكري، حسب عزيز غالي، خبير في مجال الصحة، فقد يتم إنتاج 500 سرير شهريا وفق الوعد الذي تم إطلاقه يوم الخميس من الدارالبيضاء، لكن صناعة المنعش، أي الطبيب(ة) المختص(ة) في الإنعاش، يتطلب حوالي 12 سنة من التكوين، هذا في الوقت الذي يعاني فيه المغرب من هجرة كفاءاته، ففي فرنسا وألمانيا لوحدهما، يوجد 12000 طبيب (ة) مغربي في مجالات مختلفة، دون الحديث عن عدد الأطباء المغاربة بكندا ودول أخرى، "لأن القطاع الصحي بالمغرب لا يجذب بسبب ضعف الأجور خاصة، وشروط الحياة عموما بالمغرب"، يقول غالي.