على وقع الضغط والارتباك، يزاول أطباء أقسام الإنعاش مهمتهم منذ فترة تعقب استمرار ارتفاع الحالات الحرجة المصابة بفيروس "كورونا"، مقابل مخاوف جدية من استنفاذ الطاقة الاستيعابية لوحدات أقسام الإنعاش والعناية المركزة المخصصة للتكفل بالحالات الحرجة التي قاربت ال200 ما ينذر بأيام مقبلة "عصيبة"، بحسب توقعات الخبراء. ودفع التطور الوبائي المقلق ببلدنا، وزارة الصحة إلى دق ناقوس الحذر وتجديد تحذيراتها للمواطنين، خاصة وأن معدل الإصابة بفيروس "كورونا" في ارتفاع مستمر كما لم تشهده الحالة الوبائية من قبل، إذ إنه وفي غضون 24 ساعة فقط، بلغ 4,2 حالات لكل مائة ألف نسمة، بعد تسجيل 1537 إصابة مؤكدة جديدة عشية أول أمس الأحد، فيما تعرف نسبة الفتك الإجمالية بدورها استمرارا في الارتفاع، إذ بلغت 1.7 في المائة نتيجة 30 وفاة إضافية رفعت حصيلة الوفيات إلى 888 حالة. وحذرت الفيدرالية الوطنية لأطباء التخدير والإنعاش من جانبها، من الارتفاع المستمر في عدد الحالات الحرجة، والذي "يقابله نقص كبير في الموارد البشرية المتخصصة في التخدير والإنعاش والمستعجلات، وكذا في المواد الأساسية والموارد الطبية داخل المستشفيات"، بحسب ما كشف عنه جمال الدين الكوهن، رئيس الفيدرالية المغربية لأطباء الإنعاش والتخدير. الكوهن، رئيس الفدرالية المغربية لأطباء الإنعاش والتخدير، التي سبق أن حذرت من هذا الوضع الذي تشهده المستشفيات، واقترحت، أيضا، توحيد الجهود بين القطاع الخاص والعام لتدبير الأزمة الوبائية، اعتبر أن الحالة الوبائية وطنيا مقلقة، لكنها "تشتد قلقا كلما اقتربنا من المدن ذات الحركية والكثافة السكانية، على غرار الدارالبيضاء التي تشهد انتشارا متسارعا للعدوى وارتفاعا ملحوظا لعدد الحالات الحرجة والوفيات". وأشار المتحدث إلى أن "الحالات الحرجة متمركزة عموما في أقسام الإنعاش والعناية المركزة في المدن الكبرى كالدارالبيضاء، طنجة، مراكش وفاس، حيث تقدر نسبة ملء الأسرّة بأقسام الإنعاش ب 80 في المائة إلى 85 في المائة، أما في باقي المدن كأكادير، الراشيدية وورزازات، فتقدر ب 40 إلى 50 في المائة". ولفت المتحدث في تصريح للجريدة إلى أن الحالات المؤكدة أصبحت تلج المستشفى بشكل متأخر، أي وهي في حالة جد حرجة، ما يعسر مهمة العلاج، وبالتالي سرعان "ما تفارق هذه الحالات الحياة بعد ساعات أو أيام قليلة، وهذا ما يفسر ارتفاع الوفيات"، كل هذا مقابل "الخصاص الكبير الذي تعرفه الجهة على مستوى أسرة الإنعاش والعناية المركزة". وكانت الفدرالية الوطنية لأطباء التخدير والإنعاش في المغرب، قد أكدت أن التزايد المتسارع لحالات الإصابة بفيروس كورونا يتوافق مع بداية الموجة الثانية من الفيروس في المغرب. ولفتت الفدرالية الانتباه، عبر بلاغ لها، إلى الخصاص في الموارد البشرية، المتخصصة في التخدير، والإنعاش، وطب المستعجلات، مشددة على أن التجهيزات المطلوبة، والأدوية الضرورية باتت في تناقص. وطالب المصدر نفسه، وزارة الصحة بتفعيل تعاون فعلي بين القطاع الطبي العام والخاص، كما حدث في طنجةوالدارالبيضاء، ليس فقط، على مستوى التشخيص السريري، والبيولوجي للمرض، لكن، أيضا، على مستوى مراقبة، وعلاج المرضى المصابين بفيروس كوفيد-19، مع السماح باستشفاء الحالات الإيجابية في المؤسسات الطبية الخاصة، والمعتمدة، والمتطوعة، مثل ما حدث في طنجةوالدارالبيضاء.