بالموازاة مع الارتفاع الصاروخي للإصابات بفيروس كورونا المستجد بالمغرب، رغم ادعاء وزارة الصحة أن أغلبهم من ذوي الأعراض الطفيفة، فقد ارتفع عدد الوفيات بشكل مقلق، بلغ 888 في موجة وفيات يومية صار إحصاؤها بالعشرات، بعدما كان المغرب يسجل أياما بدون وفيات، أو حتى تسجيل وفاة واحدة أو اثنتين، وبالطبع، فقد كان للدار البيضاء النصيب الأوفر من الوفيات المسجلة بالمغرب، والتي ارتفعت نتيجة تسجيل أعلى الإصابات، وتزايد عدد الحالات الصعبة والحرجة بمستشفيات العاصمة الاقتصادية. وبلغت مدينة الدارالبيضاء في أسبوع واحد 53 وفاة، متأثرة بفيروس كورونا المستجد، وهي الحصيلة التي استغرقت جهة الدارالبيضاءسطات بأكملها أزيد من ثلاثة أشهر لتسجلها، حيث أعلنت في 6 يونيو الماضي عن 51 وفاة ضمن مرضى الفيروس التاجي بمستشفياتها، فيما كان المغرب برمته على موعد مع تسجيل هذا الرقم، بعد مضي أزيد من شهر على مواجهته مع الجائحة العالمية، إذ سجلت مستشفيات البلاد 50 وفاة جراء الفيروس إلى حدود نتائج 4 أبريل الماضي، وهو ما يشير إلى حجم التصاعد الخطير لأعداد الوفيات بالمغرب، والذي كان قد حصل قبل أسابيع على إشادة المتتبعين الدوليين بطريقة تدبيره للجائحة ومسار مواجهته مع كوفيد 19. وكانت المندوبية الجهوية لوزارة الصحة لجهة الدارالبيضاءسطات قد صرحت في بداية غشت الجاري أن المستشفيات صارت تستقبل حالات تظهر عليها الأعراض الواضحة، وتثبت أنها مصابة بفيروس كورونا المستجد في مراحل متقدمة، وهو أمر مقلق للغاية، وهي إشارة من جهة مسؤولة عن القطاع الصحي بالجهة إلى تبرير ارتفاع عدد الوفيات التي صارت تسجل بالعشرات في المغرب، ودائما يكون نصيب الدارالبيضاء منها كبيرا، مما رفع الأعداد بطريقة مهولة. وسجلت مدينة الدارالبيضاء أول أمس الأحد 9 وفيات من أصل 30 حالة وفاة في المغرب، بعدما أحصت 531 إصابة من أصل 639 حالة جديدة بجهة الدارالبيضاء، وذلك حفاظا على النسق المرتفع لعدد الوفيات بالمدينة، الذي سجل قبل يوم فقط، 10 وفيات من 41 جرى إحصاؤها بالمغرب، مع الإشارة إلى أن الجهة سجلت إصابة 405 حالات بالفيروس التاجي، ضمنها 337 فقط، بمدينة الدارالبيضاء، محافظة على استمرارية 10 وفيات، والتي سبق تسجيلها أيضا يوم الجمعة الماضي، من بين 42 وفاة سجلها المغرب، وهي وفيات جاءت بالموازاة مع تسجيل 420 حالة بالعاصمة الاقتصادية من أصل 488 حالة جرى تسجيلها بجهة الدارالبيضاءسطات. وكان الأربعاء والخميس المنصرمين قد سجلا على التوالي 8 وفيات، حيث سجلت لوائح المتوفين يوم الخميس 8 وفيات بالبيضاء من أصل 32 جرى تسجيلها بالمغرب، حيث عرفت المدينة إصابة 208 مواطنين بالفيروس التاجي، من مجموع 301 بالجهة ككل، لتواصل سيطرتها على عدد الإصابات بالجهة وبالمغرب، وجاء عدد الوفيات نفسه المسجل قبل ذلك بيوم واحد، حيث أحصت وزارة الصحة يوم الأربعاء الماضي 8 حالات وفيات بالدارالبيضاء من مجموع 29 بالبلاد، مع الإشارة إلى تسجيل 409 إصابات جديدة بالمدينة وحدها، من حصيلة 478 جرى تسجيلها بالجهة. وكان ارتفاع وتيرة الوفيات بعدما سجلت مدينة الدارالبيضاء يوم الثلاثاء الماضي 5 وفيات من أصل 33 وفاة جرى تسجيلها بالمغرب، حيث أحصت المديرية الجهوية لوزارة الصحة بجهة الدارالبيضاءسطات تسجيل 351 حالة إصابة جديدة بالفيروس بالجهة، منها 259 بالدارالبيضاء، بعدما كانت أعلنت عن 3 وفيات بمستشفيات العاصمة الاقتصادية يوم الاثنين الماضي، ضمن 23 حالة وفاة جرى إحصاؤها بالتراب الوطني، علاوة على تسجيل 263 حالة بالجهة ضمنها 218 بالعاصمة الاقتصادية، وهي أرقام مفزعة بالنظر إلى حجم الإصابات، والتي وجهت ضربة مزلزلة لمنظومة الصحة بالمغرب، وبجهة الدارالبيضاءسطات على الخصوص، التي تحاول جاهدة إعادة سيطرتها على الوضع، ومحاصرة انتشار الفيروس في معظم الأحياء السكنية، بتنسيق مع وزارة الداخلية.