بعد تفشي فيروس كورونا في معظم الأحياء الشعبية والمناطق بمدينة الدارالبيضاء، وأمام فشل الحملة التحسيسية التي باشرتها وزارة الصحة، وأيضا فشل تدابير متخذة في ظرفية مواجهة الجائحة العالمية بالمغرب، والتي قادت إلى تضاعف حالات الإصابة، من العشرات إلى المئات، وقد تصل إلى الآلاف يوميا، نزلت السلطات العمومية بكل ثقلها في الأيام الأخيرة، لتطويق انتشار فيروس كورونا. وفي هذا الصدد، أمرت السلطات العمومية بمعظم عمالات ومقاطعات الدارالبيضاء باتخاذ تدابير صارمة في الأحياء التي ظهرت بها بؤر وبائية للفيروس التاجي، وارتفع عدد الأحياء والأزقة التي جرى تسييجها بالحواجز الحديدية أو الإسمنتية، مع التشديد على ضرورة التوفر على رخصة التنقل بالنسبة إلى الساكنة، وبرمجة مواعيد للإغلاق بخصوص المحلات التجارية والمقاهي وإجراءات أخرى. وفي هذا الصدد استعانت سلطات عمالة سيدي البرنوصي بمتاريس حديدية لإغلاق مجموعة من الأحياء، كأناسي، ودرب لمعاكيز، وسيدي مومن، مع تحديد أوقات الإغلاق بالنسبة إلى المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية، حسب خصوصية كل حي على حدة، وفق تتبع السلطات العمومية للوضع بالمنطقة، كإغلاق قاعات الألعاب في الثالثة زوالا، والأسواق في السادسة زوالا، وهو التوقيت عينه الذي اختارت وزارة الداخلية تطبيقه في مناطق مختلفة من عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، في حين قرر مسؤولون آخرون تحديد إغلاق المحلات في الثامنة مساء، وإرجاء توقيت الإغلاق بالنسبة إلى المقاهي والمطاعم إلى العاشرة ليلا، كل حسب تقديره ودراسته للمنطقة المشرف عليها. وفي عين السبع قرر المسؤولون بالعمالة والباشوية والقيادة إغلاق مجموعة من منافذ الحي الصفيحي "دوار بيه"، التابع لعمالة مقاطعة عين السبع، بعد تزايد عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا، حيث ظهرت بؤر عائلية فرضت على السلطات العمومية التدخل وإغلاق الأزقة، وتشديد المراقبة على المواطنين، في مقاومة شديدة لتفشي الوباء الذي سبق وضرب الحي الصفيحي أثناء بؤر صناعية شهدها الحي الصناعي بالمنطقة، خاصة شركات صناعة الأحذية. حي مولاي رشيد، الذي يضم حيا صناعيا كبيرا، بدوره كان محط إجراءات صارمة قادت إلى إغلاق أزقة كثيرة بالمجموعة 5 منه، وذلك بعد ظهور بؤر عائلية مقلقة، لتقرر السلطات التابعة لوزارة الداخلية إغلاق مجموعة من منافذ الحي السكني، وتشديد المراقبة على السكان وعلى المداخل والمخارج في محاولة لتطويق تفشي الوباء، كما جرى بالموازاة اتخاذ إجراءات وتدابير أخرى كإغلاق بعض المقاهي المخالفة لتعليمات التدابير الوقائية والتباعد الاجتماعي ونقل المقابلات في كرة القدم للزبائن، كما حددت السلطات مواقيت للإغلاق بالنسبة إلى المقاهي والمحلات التجارية، وأيضا الأسواق العمومية. ورغم قرار السلطات بعمالة مولاي رشيد تطويق المجموعة 5، فقد أصدرت تعليمات مختلفة في مجموعة الأحياء التابعة لها، لتحديد مواقيت الإغلاق للمحلات المختلفة الأنشطة، وفق الحالة الوبائية، وتقديرات الباشوات وقياد المناطق التابعة لها، حيث تختلف الأوامر بالإغلاق بين السادسة والعاشرة مساء، حسب كل منطقة. وغير بعيد من منطقة مولاي رشيد، قررت السلطات المحلية إغلاق بعض الأحياء بحي السالمية المحاذي لأحد أكبر الأسواق لقطع السيارات المستعملة "لافيراي" بالمغرب، حيث تأكد انتشار العدوى بين مجموعة عائلات، مما استوجب التدخل الصارم لوضع متاريس أمام الفيروس التاجي الذي انتقل من الأحياء الصناعية بالدارالبيضاء إلى الأحياء السكنية، والذي كشفه ارتفاع وتيرة التحاليل المخبرية التي انتهجتها وزارة الصحة، والتي أظهرت إصابات بالمئات في صفوف المواطنين والمخالطين على حد السواء. وكانت السلطات المحلية والعمومية بعمالة الفداء مرس السلطان قد قررت إغلاق أزقة ببوشنتوف، ضمنها أزقة بحي بوجدور، إثر تطور الحالة الوبائية وتفشيها بين السكان في إشارة تندر بفقدان السيطرة على الفيروس التاجي، بعد ظهور بؤر عائلية في المنطقة، وذلك على غرار القرارات التي جرى اتخاذها بخصوص "المشروع" بعمالة الحي المحمدي، وإغلاق كافة مداخله وتعزيزها بالحراسة، لضبط بؤرة سكنية أفرزتها نتائج الإصابات المرتفعة بالمنطقة في الأيام الأخيرة، كما سبق للسلطات بعمالة آنفا أن اتخذت تدابير صارمة في المدينة القديمة، ضمنها إغلاق بعض شرايين المنطقة كباب مراكش والسور الجديد، وشارع الطاهر العلوي، وأزقة موحى وسعيد وعبد الرحمان المخنث، وغيرها، وذلك بهدف الحد من انتشار الوباء الذي لم تسعفه مجهودات وزارة الصحة من التغلغل في الأحياء السكنية. وسجلت مدينة الدارالبيضاء لوحدها 1922 إصابة بفيروس كوفيد 19، في ظرف أسبوع واحد، مواصلة الارتفاع الصاروخي للحالات المسجلة، حيث بلغ عدد الإصابات في أسبوعين فقط 4231، كما سجلت أول أمس 259 من أصل 351 سجلت بجهة الدارالبيضاءسطات، ضمن 1245 سجلها المغرب.