اندعلت بالعاصمة اللبنانية بيروت، اليوم السبت، احتجاجات عارمة تعبيرا عن الغضب الشعبي المتساعد من النخبة السياسية والسلطات، وذلك إثر الإنفجار الكبير الذي هز مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي وتسبب في دمار هائل بالمدينة. وخرج الآلاف من المتظاهرين في مسيرات متفرقة في المدينة في مشهد أسماه أحد الكتاب الصحافيين ب"يوم الحساب"، حيث حاصروا عددا من الدوائر الحكومية والمؤسسات الإستراتيجية، معبرين عن نفاذ صبرهم على كل السياسيين، كما تم اقتحام عدد من الوزارات بينها وزارة المالية والخارجية، وكذا جمعية البنوك اللبنانية. وتسببت الإحتكاكات بين الشرطة وبين المتظاهرين في إصابة المئات، فيما أفاد وأفاد الصليب الأحمر اللبناني بنقل 63 جريحا إلى المستشفيات ومعالجة أزيد من 280 شخصا آخرين في موقع المظاهرات في وسط بيروت. كما أعلنت قوى الأمن اللبنانية مقتل أحد أفرادها أثناء مساعدة محتجزين داخل أحد الفنادق التي اقتحمها متظاهرون. ونصب المتظاهرون في ساحة الشهداء مشانق لعدد من الرؤساء ورؤساء الأحزاب تحت عنوان "سبت تعليق المشانق" وفق ما نقلت صحيفة القدس العربي، حيث شوهدت مجسّمات لكل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل وقد لُفّت حبال المشانق حول أعناقهم. وتخلّل التحرك الاحتجاجي الغاضب هتافات وشتائم ضد عون وحزب الله ومطالبة بمحاكمتهم. وجرت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والقوى الأمنية لمنعهم من اقتحام مجلس النواب، حيث تمّ إلقاء القنابل المسيلة للدموع بكثافة، وسُجّل إطلاق رصاص مطاطي ووقوع إصابات حرجة بين المتحتجين. كما أطلق الجيش اللبناني النار في الهواء لحسم اشتباك في منطقة بشارة الخوري التي تخضع لسيطرة الثنائي الشيعي حيث يُعتقَد أن مناصري الثنائي رفضوا تعرّض المتظاهرين لكل من بري ونصرالله. وأقام الجيش اللبناني حواجز على عدد من الطرقات الرئيسية على مداخل العاصمة لإعاقة قدوم المتظاهرين بسهولة إلى ساحة الشهداء، تزامناً مع بيان لقيادة الجيش أعربت فيه عن "تفهمها لعمق الوجع والألم الذي يعتمر قلوب اللبنانيين وتفهمها لصعوبة الأوضاع الذي يمرّ بها وطننا"، لكنها ذكّرت المحتجين"بوجوب الالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الأملاك العامة والخاصة"، كما ذكّرتهم أن "للجيش شهداء جراء الانفجار الذي حصل في المرفأ". بموازاة ذلك، اقتحم متظاهرون مبنى وزارة الخارجية في منطقة الأشرفية والذي دمّره عصف الانفجار، ورفعوا على المبنى شعارين الأول "بيروت عاصمة الثورة"، والثاني "بيروت مدينة منزوعة السلاح". وشوهدت امرأة وهي تُمسك بصورة رئيس الجمهورية وتحطّمها على الأرض. وأفيد لاحقاً بأن الثوار قرروا اعتماد مبنى الخارجية كمقر للثورة. كما اقتحم متظاهرون غاضبون مقر جمعية المصارف في وسط بيروت وأضرموا النيران في الطابق الأرضي منه، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني لصد هم، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس. وافاد أن عناصر الجيش دخلوا من باب خلفي وبادروا إلى إخماد النيران ودفع المتظاهرين الى الخارج، فيما كانوا يرددون هتاف "يسقط يسقط حكم المصرف".
إقتحام وزارة الإقتصاد اللبنانية وهذا ما يحصل الآن داخلها. #بيروت pic.twitter.com/v5GUiCAsyf