توافد آلاف اللبنانيين إلى وسط بيروت السبت للتظاهر ضد الطبقة السياسية تحت عنوان "يوم الحساب"، بعد أربعة أيام من انفجار المرفأ الدامي الذي أوقع 158 قتيلاً وأكثر من ستة آلاف جريح وفق آخر حصيلة. وشاهد مراسلو فرانس برس في وسط بيروت متظاهرين غاضبين وهم يرددون شعارات مطالبة ب"الانتقام" لضحايا الانفجار رافعين أسماء هؤلاء على لافتة بيضاء كبيرة، بينما وقعت مواجهات بين قوات الأمن ومجموعة من المحتجين حاولوا التقدم باتجاه شارع مؤد إلى مقر البرلمان".
وذكرت الوكالة أن مجموعة من المتظاهرين اقتحموا مبنى وزارة الخارجية في محلة الأشرفية في بيروت، مضيفة أن بينهم عسكريون متقاعدون، ومعلنين اتخاذه "مقراً للثورة".
وضمت المجموعة نحو مئتي متظاهر اقتحموا باحة الوزارة ثم مبناها، حيث انتزعوا صورة لرئيس الجمهورية ميشال عون وأقدموا على حرقها في الخارج أمام عدسات وسائل الاعلام.
ورفع المتظاهرون على مبنى الوزارة التي لم تسلم من تداعيات انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء، لافتتين على الواجهة الخارجية، الأولى تحمل قبضة الثورة مع شعار "بيروت عاصمة الثورة" والثانية تحمل عبارة "بيروت مدينة منزوعة السلاح".
وقال المتحدث باسم المجموعة "لسنا ضد شخص بعينه.. بل ضد منظومة دمّرت البلد وأفقرته".
وعشية مؤتمر دعم دولي تنظمه فرنساوالأممالمتحدة لمساعدة لبنان في تخطي محنة الانفجار الذي أوقع خسائر بشرية ومادية هائلة، دعت المجموعة "الدول العربية الشقيقة وكافة الدول الصديقة وجامعة الدول العربية والأممالمتحدة إلى اعتبار ثورتنا الممثل الحقيقي للشعب اللبناني". وكان لبنانيون دعوا للخروج في تظاهرات غاضبة اليوم السبت، بعد أربعة أيام من الانفجار الضخم الذي ضرب بيروت، متسبباً بمقتل أكثر من 150 شخصاً وإصابة خمسة آلاف آخرين، بينما ستون آخرون على الأقل في عداد المفقودين.
وأثار الانفجار، الذي حوّل بيروت ساحة خراب كبيرة وشرّد نحو 300 ألف شخص من منازلهم، تعاطفاً دولياً مع لبنان، الذي يصله مسؤولون غربيون وعرب تباعاً وتتدفق المساعدات الخارجية إليه عشيّة مؤتمر عبر تقنية الفيديو تنظمه فرنسا بالتعاون مع الأممالمتحدة غداً الأحد دعماً للبنان وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشاركته فيه.