وسط إجراءات أمنية مشددة، تحول وسط العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم السبت، إلى ساحة مواجهات بين قوى الأمن ومتظاهرين ناقمين على السلطة السياسية في البلاد، ومطالبين برحيلها. واقتحم المتظاهرون، الذين قدموا من مناطق عدة، مبنى وزارة الخارجية اللبنانية، وطالبوا بإعلان بيروت مدينة منزوعة السلاح، وسط تصاعد كبير للمواجهات خلال الساعات الأخيرة بين القوى الأمنية والمتظاهرين. وقد توافد آلاف المتظاهرين إلى وسط العاصمة اللبنانية اليوم السبت تحت شعار "يوم الحساب"، مطالبين بمعاقبة المسؤولين عن التفجير الضخم في مرفأ بيروت الذي حوّل عاصمتهم إلى ساحة خراب وأسفر عن قرابة 160 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح و21 مفقودا. وانطلقت مسيرة حاشدة من شارع مار مخايل المتضرر بشدة إلى وسط بيروت، ورفع المشاركون في المسيرة لافتة كبيرة ضمت أسماء قتلى الانفجار. وسرعان ما سجلت مواجهات بين القوى الأمنية ومحتجين في طريق مؤد إلى مدخل البرلمان، وأطلق الشبان الحجارة على عناصر الأمن الذين ردوا بإطلاق القنابل المدمعة، في محاولة لتفريقهم. وردد المتظاهرون شعارات عدة، بينها "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"انتقام انتقام حتى يسقط النظام"، و"بالروح بالدم نفديك يا بيروت"، كما رفعت في مواقع عدة في وسط بيروت مشانق رمزية، وذلك دلالة على الرغبة في الاقتصاص من المسؤولين عن التفجير. من جانبها، دعت قيادة الجيش اللبناني إلى ضبط النفس، والتعبير بشكل سلمي، وتجنب الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة. كما طالبت قوى الأمن الداخلي المتظاهرين بعدم التعرض لعناصرها الذين قالت إنهم يقومون بواجبهم للحفاظ على الأمن. ولليوم الرابع على التوالي تلملم بيروت جراحها، ويعمل متطوعون وسكان في أحيائها المتضررة على رفع الركام والزجاج المحطم وإصلاح ما يمكن إصلاحه جراء الانفجار الذي يعد من بين الأضخم في التاريخ الحديث. ويشعر بعض السكان -الذين يواجهون صعوبات لإعادة بيوتهم المدمرة إلى حالها- أن الدولة التي يعتبرونها فاسدة خذلتهم مرة أخرى. وخرجت احتجاجات لأشهر قبل كارثة الأسبوع الماضي اعتراضا على الطريقة التي تعالج بها الحكومة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.