تتواصل بجهة فاس-مكناس، والتي تعيش عاصمتها تحت الحجر المشدد والإغلاق الشامل لجميع منافذها، حالة استنفار صحي وأمني للحد من الانتشار المتصاعد للإصابات بالفيروس التاجي، حيث تتابع "خلية الأزمة"، التي يترأسها العاملان الموفدان من قبل وزارة الداخلية، تطورات الحالة الوبائية بالحاضرة الإدريسية التي تحولت إلى بؤرة لكورونا، وذلك لحصر الأحياء التي تعرف منحى تصاعديا للإصابات بالفيروس، والتي تنتظرها قرارات إغلاقها وتشديد المراقبة لضبط حركة التنقل عبر المنافذ المؤدية لهذه الأحياء عبر الأحزمة الأمنية، وذلك تنفيذا للتدابير الوقائية والاحترازية التي أقرها القرار الحكومي الأخير بالأحياء السكنية بفاس، والتي تعرف تفشي الوباء، إذ أسفرت حتى الآن عن إغلاق حيين شعبيين كبيرين بمقاطعة "جنان الورد"، جرى عزلهما منذ أول أمس الأربعاء، عن باقي أحياء المدينة، تورد مصادر "أخبار اليوم". وبمدينة صفرو عاشت عاملات بفرع شركة أجنبية، الذي يوجد مقرها الاجتماعي بمدينة فاس، والمتخصصة في صناعة الملابس الداخلية للنساء، أجواء من الرعب والهلع عقب رصد فرق التدخل السريع لليقظة والرصد الوبائي، لإصابات بالفيروس وسط العاملات واللواتي ظهرت عليهن أعراض المرض من بينها السعال والحمى وآلام بالرأس وصعوبات في التنفس. ويتعلق الأمر، بحسب معلومات حصلت عليها الجريدة من العاملات المعنيات، بإصابة 18 عاملة بكورونا، حيث اكتشفن حملهن للفيروس عقب تدهور في صحة زميلتين لهن، ظهرت عليهما أعراض المرض في ثاني أيام عيد الأضحى، وتقدمتا بداية الأسبوع الجاري إلى المصالح الطبية المكلفة بالحالات المشتبه فيها، حيث تأكدت إصابتهما بالمرض، فيما أظهرت نتائج التحليلات المخبرية لباقي زميلاتهما، والتي توصلت بها السلطات الصحية بصفرو صباح أول أمس الأربعاء، إصابة 16 عاملة، مما رفع عدد المصابات حتى صباح أمس الخميس إلى 18 حالة، فيما تنتظر السلطات بقلق شديد نتائج الكشف المخبري لباقي العاملات اللواتي يزيد عددهن عن 600 عاملة يشتغلن بالشركة الأجنبية بالحي الصناعي لصفرو، وكذلك مخالطيهن بالوسط العائلي. ظهور هذه البؤرة وسط عاملات الشركة الأجنبية بصفرو، خلقت جدلا كبيرا بين العاملات ومسؤولي الشركة بخصوص مصدر العدوى بالفيروس التاجي، الذي انتشر بين العاملات الموجودات منذ ال28 من يوليوز الأخير في عطلة سنوية، حيث رجحت العاملات تعرضهن للمرض من خلال عملهن الأخير المكثف بمعمل الشركة، قبل عيد الأضحى المتزامن مع العطلة السنوية وإغلاق المعمل لمدة 17 يوما، وذلك لتأمين "طلبية" كبيرة من الملابس الداخلية للنساء الموجهة للسوق الألماني، تضيف إحدى العاملات المصابات في حديثها للجريدة، وهو ما دفعهن إلى التشديد عن إصابتهن بالمرض خلال مزاولتهن لعملهن، حيث ظهرت عليهن أعراض كورونا بعد أسبوع من حصولهن على العطلة السنوية في ال28 من يوليوز الأخير، أي قبل انقضاء المدة الزمنية المحتملة لاحتضان أجسامهن للفيروس والمحددة علميا في فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين و3 أسابيع. من جهته، علق مصدر قريب من الشركة، والتي عادت مؤخرا لنشاطها الأصلي بعدما شرعت منذ 25 من شهر مارس الماضي، في إنتاج الكمامات وتعليق بشكل مؤقت إنتاجها للملابس الداخلية الخاصة بالنساء الموجهة للتصدير، (علق) بأن مصدر انتشار الفيروس بين عمالها لم يعرف حتى الآن مصدره هل من داخل مقر العمل أم من خارجه، فيما شدد على أن الشركة حرصت منذ إعلان المغرب دخول كورونا إلى ترابه بداية شهر مارس الماضي، على تنزيل كل التدابير الوقائية الخاصة بضمان سلامة العمال والعاملات بالمقر الرئيس للشركة بفاس وبفرعها بصفرو، كتوفير وسائل التعقيم الطبية، وتنظيف وسائل العمل، وتعقيم كل جنبات المصنع وحافلات نقل العمال التي تلتزم بنسبة 50 في المائة من طاقتها الاستعابية، فيما لجأت الشركة إلى تخفيض عدد العاملات والعمال، وتوزيعهم على فرق للعمل بالتناوب ضمن خطة تحترم البعد المكاني. وزاد المصدر ذاته بأن الشركة كثفت من اتصالاتها بالعاملات بصفرو، وطلبت من كل عاملة ظهرت عليها أعراض المرض، بالتقدم إلى الوحدة المكلفة بالحالات المشتبه فيها بالمندوبية الإقليمية للصحة بصفرو، والتي جرى التنسيق معها من قبل الشركة لإجراء تحليلات الكشف الفيروسي لعاملاتها اللواتي ظهرت عليهن الأعراض، أو اللواتي اشتبهن في حالتهن الصحية. باقي الإصابات بكورونا، والتي سجلها إقليمصفرو خلال ال24 ساعة الأخيرة حتى صباح أمس الخميس، والمحددة في 48 حالة دفعة واحدة، وهو رقم غير مسبوق بهذا الإقليم، مست حالات منعزلة رصدتها فرق التدخل السريع بعدد من أحياء مدينة صفرو، وبالخصوص المشهورة بالمدينة، منها "حبونة"، و"بنصفار"، و"ستي مسعودة"، و"درب الميتر"، و"لمقاسم" وطريق فاس والرشاد، فيما سجلت حالة واحدة بكل من مدينتي البهاليل وإيموزار كندر. وبخصوص الوضع الوبائي بباقي أقاليم جهة فاس- مكناس، أظهرت آخر المعطيات، التي تضمنتها نتائج حصيلة الرصد الوبائي المعلن عنها من قبل وزارة الصحة حتى صباح أمس الخميس، تسجيل 201 إصابة جديدة وحالة وفاة واحدة، حيث تراجعت جهة فاس إلى المرتبة الثالثة بفارق 121 حالة عن جهة الدارالبيضاء، و49 حالة عن جهة طنجة، فيما توزعت الإصابات على مدينة فاس الخاضعة للحجر الصحي المشدد، ب110 حالات جلها تنحدر من الأحياء التي جرى إغلاقها بمقاطعة "جنان الورد"، وباقي الحالات سجلت بأحياء متفرقة بالمقاطعات الجماعية لبنسودة، والمرينيين، وسايس وفاسالمدينة القديمة. أما مدينة مكناس التي جرى استثناؤها معية بقية أقاليم الجهة من تدابير الحجر المشدد الذي فرض على عاصمة الجهة فاس، فقد رصدت بها 25 إصابة جديدة تعود لعملية تدبير المخالطين، تليها مولاي يعقوب ب12 حالة، وبولمان ب3 إصابات بالمرض، وحالة واحدة فقط، بإفران، فيما لم تسجل خلال ال24 ساعة الأخيرة لحصيلة أول أمس الأربعاء، أي إصابة جديدة بأقاليم الحاجب وتازة وتاونات.