قدم ضابط استخبارات سعودي سابق شكوى قضائية أمام محكمة أمريكية يتهم فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يإرسال فريق اغتيال لقتله في كندا سعيا للحصول على "تسجيلات مهمة". وجاءت محاولة القتل الفاشلة التي استهدفت الدكتور سعد الجبري، بعد أيام من اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، مطلع شهر أكتبور 2018. والجبري هو مسؤول استخباراتي سعودي سابق كان مقربا من ولي العهد السابق محمد بن نايف، ويقيم في المنفى منذ أكثر من 3 سنوات تحت حماية أمنية خاصة. ووفقا لمستندات الدعوى القضائية، فإن محمد بن سلمان أرسل فريقا إلى كندا لتنفيذ عملية قتل خارج القانون ضد الجبري، مستشار ولي العهد السابق محمد بن نايف، وإن مسؤولين أميركيين كبارا كانوا على علم بتفاصيل محاولة الاغتيال. وفي هذه المستندات -التي نشرتها وسائل إعلام كندية نقلا عن صحيفة "كاثارينز ستاندرد" الكندية- فإن "فرقة النمر" التي كانت مكلفة باغتيال الجبري حاولت دخول كندا بتأشيرات سياحية حصلت عليها في ماي 2018، وكانت تحمل حقيبتين من أدوات الطب الشرعي، وكانت تضم خبيرا مثل اختصاصي الطب الشرعي الذي قام بتقطيع خاشقجي. وجاء في الوثائق أن السلطات الكندية اشتبهت في أعضاء الفريق، الذين حاولوا التمويه بادعاء عدم معرفة بعضهم البعض، ولم تسمح سوى لأحدهم بالدخول لأنه يحمل جوازا دبلوماسيا. كما جاء فيها أن ولي العهد السعودي أخبر مستشاريه في ماي 2019 بأنه حصل على فتوى تجيز قتل الجبري. وتضمنت الدعوى القضائية نص رسالة من ولي العهد السعودي يطلب فيها من الجبري العودة خلال 24 ساعة وإلا سيقتل، وورد فيها أيضا أن بن سلمان يعتقد أن الجبري وراء خلاصة توصلت إليها وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" (CIA) بضلوع ولي العهد في اغتيال خاشقجي، وأنه أخبر الأميركيين بأن بدر العساكر، وهو أحد المقربين من بن سلمان، أدار عملية تصفية الصحفي الراحل بإسطنبول. وجاء في الرسالة أن محمد بن سلمان أرسل فريقا آخر لاغتيال الجبري خلال إقامته في مدينة بوسطن الأميركية عام 2017، وأنه حاول على مدى أشهر نشر عملاء سريين في الولاياتالمتحدة في محاولة لتعقب مكان الضابط السابق. من جهته، قال خالد، نجل سعد الجبري، في تغريدة على حسابه في تويتر إنهم استنفدوا السبل الودية لحل القضية، وإنه لم يبق لهم سوى إحقاق العدالة والمحاسبة عبر القضاء الأميركي. وأعرب عن أمله في أن تساهم الدعوى القضائية في حماية والده ولم شمل عائلته والإفراج عن أخته سارة وأخيه عمر. وأفاد الإعلام الكندي بأن ولي العهد السعودي تقفى أثر مستشار بن نايف في الولاياتالمتحدة لاغتياله والحصول على تسجيلات فائقة الأهمية، وأشار إلى أن التسجيلات تتضمن معلومات خطيرة للنشر في حال الاغتيال. وتطالب الدعوى التي رفعها ضابط الاستخبارات السعودي السابق بتعويضات من محمد بن سلمان ومقربين منه لتدبيرهم محاولة الاغتيال. وقد كشفت صحيفة "واشنطن بوست" Washington Post أن منظمة الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول) رفضت طلبا سعوديا باعتقال الجبري أوائل يوليوز 2018 ووصفته بأنه ذو دوافع سياسية. وأضافت الصحيفة أن "الإنتربول" اعتبر حظر السفر على عائلة الجبري غير مبرر، وأن للقضية دوافع سياسية وليست قانونية.