في ظروف خاصة واستثنائية وتقليص لأعداد الحجاج، أدى نحو 10 آلاف من ضيوف الرحمن طواف الإفاضة في المسجد الحرام، اليوم الجمعة، أول أيام عيد الأضحى المبارك، فيما يجوز لمن رغب منهم أن يؤخر طواف الإفاضة ليؤديه مع طواف الوداع طوافا واحدا. ورمى الحجاج الجمرة الكبرى صباح الجمعة في مِنى، وسط تدابير صحية مشددة، خشية تفشي فيروس "كورونا، وذلك بعد وقوفهم الخميس على صعيد عرفات، حيث أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، كما قضى الحجاج الليل في مشعر مزدلفة. كما شرع الحجاج بذبح الهَدي، وهي الإبل أو البقر أو الغنم، بالنسبة للحاج المتمتع والقارن فقط، ثم يحلق شعره أو يقصره، ويتحلل التحلل الأول من الإحرام. وبداية من السبت يبدأ الحجاج أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 ذي الحجة)؛ إذ يتوجه الحجاج بداية من صباح كل يوم من مزدلفة إلى منى لرمي الجمرات، لكن هذه المرة لرمي 21 جمرة بداية من الجمرة الصغرى ثم الجمرة الوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى، بسبع حصيات لكل جمرة، ويُكبرون مع كل واحدة منها، ويدعون بما شاؤوا بعد الصغرى والوسطى فقط مستقبلين القبلة رافعين أيديهم. ويبدأ رمي الجمرات في يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة من زوال الشمس، وهو وقت دخول صلاة الظهر، وينتهي بغروب الشمس، فيما أجازت فتاوى الرمي قبل الزوال. ومناسك الحج هذا العام استثنائي، في ظل تغييرات كبيرة فرضتها الجائحة؛ إذ يقتصر عدد الحجاج على نحو 10 آلاف من داخل المملكة فحسب، مقارنة بنحو 2.5 مليون حاج، العام الماضي، من كافة أرجاء العالم. وتحدّدت نسبة الحجاج غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة ب70 بالمئة، ونسبة السعوديين 30 بالمئة، وهم من الممارسين الصحيين (الأطقم الطبية) ورجال الأمن، الذين تعافوا من "كورونا"، وذلك تقديرا لجهودهم في خدمة المجتمع. واستبقت السلطات بدء المناسك بإجراء فحوص "كورونا" لضيوف الرحمن، قبل إخضاعهم لحجر صحي مدته 10 أيا، منها 7 في منازلهم فور ترشيحهم لأداء الشعيرة، و3 في فنادق مكة.
وإذا رمى الحاج الجمار يومي السبت (أول أيام التشريق/11 ذي الحجة) والأحد (ثاني أيام التشريق/12 ذي الحجة)، أباح الله له الانصراف من مِنى إذا كان متعجلا، وهذا يسمى النفرة الأولى، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي الجمرات في اليوم الأخير (ثالث أيام التشريق/13 ذي الحجة) بشرط أن يخرج من مَنى قبل غروب الشمس، وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث. وفي اليوم الثالث من أيام التشريق الذي يصادف الإثنين، يرمي الحاج كذلك الجمرات الثلاث كما فعل في اليومين السابقين، ثم يغادر مِنى إلى مكة ويطوف حول البيت العتيق للوداع، ليكون آخر عهده بالبيت. ونُسك الحج على ثلاث أوجه هي: "حج إفراد" وفيه ينوي الحاج نية الحج فقط، و"حج قِران" وفيه ينوي فيه الحاج نية الإتيان بحج وعمرة معا، و"حج تمتع" وفيه يؤدي العمرة في أشهر الحج (شوال، ذي القعدة وأول 8 أيام من شهر ذي الحجة) بنية أداء المناسك في موسمها. وتم تزويد كل حاج بأدوات ومستلزمات، بينها إحرام طبي ومعقم وحصى الجمرات وكمامات وسجادة ومظلة، فيما ذكر حجاج أنه طُلب منهم وضع سوار لتحديد تحركاتهم. وشددت السلطات السعودية إجراءات التعقيم في المشاعر، والمسجد الحرام، وفرضت تعليمات بمنع الحجاج من لمس كسوة الكعبة. وعند انتهاء موسم الحج، سيخضع ضيوف الرحمن للحجر المنزلي، للتأكد من سلامتهم. وبلغ إجمالي إصابات "كورونا" في المملكة، حتى الخميس، 274.219، بينها 2.842 وفاة، و231.198 حالة تعاف.