البروفيسور جمال الدين البوزيدي من جانبه، اعتبر أن الارتفاع المسجل في عدد الوفيات يمكن إرجاعه، أساسا، لحالة التراخي التي سادت في المجتمع ما إن أعطت الحكومة الضوء الأخضر لتخفيف الحجر الصحي. وأوضح البروفيسور الأخصائي في الأمراض التنفسية والصدرية في تصريحه ل"أخبار اليوم" أن "الوضعية الوبائية ببلدنا عموما كانت دائما تحت السيطرة ومقاربة المملكة للوباء كانت رائدة في المجال بدون مبالغة أو مداهنة وهو ما تعبر عنه المؤشرات الوبائية التي يسجلها المغرب عموما خاصة وأن عدد المرضى في الإنعاش أو في حالة حرجة لم يصل إلى حدود يونيو إلى 28 حالة كما هو الحال اليوم"، يقول المتحدث، مضيفا: "لكن مع الأسف، مع رفع الحجر الصحي لم يعد المواطنون يقظين وحذرين، ولم يعتمدوا التباعد الاجتماعي كما أوصتهم السلطات الصحية والأخصائيون". ونبه البوزيدي إلى أن "الأخطر هو الموجة الثانية التي كانت موضع خلاف بين الخبراء حول العالم قبل أن يحسموا في الأمر، إذ أصبحت مؤكدة"، مضيفا: "وفي الموجة الثانية يكون عدد الضحايا كبيرا جدا، وهذا ما أبانت عنه جميع الأوبئة السابقة، بما فيها الأنفلونزا الإسبانية". وأبرز الطبيب الأخصائي أن انعدام المسؤولية والوعي والتهاون الذي نهجه وينهجه المواطن جعل النتائج الإيجابية التي سبق أن حققناها مهددة وأصبحنا نضرب أنفسنا بأنفسنا، أو نقتل أنفسنا بأنفسنا"، متابعا: "العالم يئن تحت وطأة الجائحة هذا نتيجة مباشرة وأولية للتراخي". ويرى البوزيدي أن العدوى في "تسارع كبير" ببلدنا وحول العالم، إذ إن كوفيد 19 مخاطره في قوة معاداته، والتراخي والتغافل قد يؤدي بنا إلى مصير مجهول"، مستحضرا بذلك واقع أمريكا التي وبإمكانيات وقدراتها الصحية الخارقة، لم تستطع مجابهة الجائحة وتفشى بها الوباء، وذلك لأنها لم تأخذ معايير التباعد الاجتماعي والإجراءات الوقائية بجدية تماما". ولدعم أطروحته استحضر البوزيدي الدول التي أخذت في نظره أمر الوباء بجدية "وكمثال، نموذجي اليابان التي يفرض دستورها أنه لا توجد إلزامية، بل إن الناس منضبطون استطاعوا التعافي من المرض"، مضيفا: "هذا الالتزام أنقذ دول آسيا في ما عدم الالتزام أغرق دول الغرب وانعدام الوعي سيقضي على الدول النامية". وبخصوص ما إذا كانت الطاقة الاستيعابية أو الرعاية الصحية في المغرب أو في طنجة خصوصا، هي المتسبب في المعطيات الوبائية المسجلة مع ارتفاع الوفيات، يقول البوزيدي: "ما وقفت عليه شخصيا أن الطاقة الاستيعابية بطنجة وصلت آخرها ويوجد مواطنون مرضى ينتظرون أدوارهم، وبالتالي، هذا متوقع. إما سنلتزم أو سيتفاقم الأمر أكثر وسيكون هو حال المغرب عموما، لأن البنية التحتية والطاقة الاستيعابية لا تتحمل".