أنهت الأمانة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة بالشمال، كل آمال أحمد التوهامي، الرئيس السابق للجنة التحضيرية للمؤتمر (تركيبة حكيم بنشماش)، التي أطاحت بها المحكمة لاحقا. فقد أعلن الأمين العام الجهوي هناك، عبد اللطيف الغلبزوري، اليوم الأربعاء، عن تعيين العربي المرابط منسقا إقليميا على عمالة المضيقالفنيدق، وهي المجال الذي كان مغلقا لصالح التوهامي منذ 2009. والمرابط هذا، يعد خصما للتوهامي داخل الحزب، وطالما كانت الخلافات بينهما قد أفضت إلى إخفاق الحزب في نيل مقاعده سواء على صعيد البرلمان أو على صعيد الجماعات المحلية. وهذه إحدى خطوات إعادة الهيكلة التي شرعت القيادة الجديدة لهذا الحزب في تنفيذها بالشمال، عقب استعادة العربي المحارشي إلى مكانه الأصلي في هذه القيادة باعتباره مشرفا عاما على هيئة منتخبي حزبه. وكان التوهامي يأمل في أن تكون عودة المحارشي لصالحه، لكن على ما يبدو، فإن الترتيبات الجديدة لم تسمح بذلك، بل ولسوف يدعم المحارشي نفسه تولي المرابط لمهمته هذه. وضعف مركز التوهامي بشكل كبير منذ تخلي إلياس العماري عن رئاسة حزبه في 2017، ثم بمغادرته لرئاسة جهة الشمال كذلك. وكان التوهامي نائبا في البرلمان باسم هذا الحزب، ويعد من بين مؤسسيه، وكان يحظى بعناية من العماري. وفي غمرة الخلافات داخل الحزب العام الماضي، قرر التوهامي الانحياز إلى صف بنشماش-وقد كان مسنودا بالعماري- ضد خصومه في تيار المستقبل حيث كان عبد اللطيف وهبي أبرز قادته. وأسند بنشماش إلى التوهامي مهمة رئاسة تركيبة مغايرة للجنة التحضيرية عن تلك التي رسا عليها قرار المجلس الوطني للحزب، لكن محكمة بالرباط سرعان ما ألغت هذه اللجنة التي قادها التوهامي لفترة وجيزة. وعانى التوهامي أيضا من خلافات حادة بينه وبين الأمين العام الجهوي للحزب في الشمال، وقد ساد لغط بينهما على الشبكات الاجتماعية في خضم صراع الأجنحة الذي كان مندلعا وقتها. وحتى وهبي لم يكن يكن له مشاعر ود، فقد بلغ إلى "اليوم 24" وجود نفور كبير بين الرجلين تسببت فيه حوادث جرت في البرلمان خلال المرحلة التي كان فيها العماري أمينا عاما للحزب. ويفسر ذلك قيام وهبي بالتخلص من الخبراء الذين كان الفريق النيابي للحزب قد تعاقد بينهم، وكان ضمنهم التوهامي. التوهامي الذي كان يوما عضوا في المكتب السياسي للحزب، ونائبا في البرلمان، بل ورئيسا للفريق النيابي للحزب، ورئيس جماعة كذلك، لم يعد اليوم، يحتفظ سوى بعضويته في مجلس جماعة الفنيدق حيث يقود سبعة مستشارين آخرين من حزبه يقبعون في المعارضة. ويقول قادة الحزب إن التوهامي "لن يحصل على تزكية البام" مجددا، في أي انتخابات مقبلة، بل وعليه أن يغادر. أما خصمه الذي عين منسقا إقليميا للحزب، فيشغل منصب رئيس مجلس عمالة المضيقالفنيدق، ولديه فريق أيضا في مجلس جماعة مارتيل (معارضة)، وكان كاتب فرع حزبه في تلك المدينة منذ سنوات، وتسبب خلافه مع التوهامي بشأن الترشح للانتخابات البرلمانية في 2016، في تخليه عن دعم المرشح الذي فرضه العماري آنذاك، وأدى ذلك إلى خسارة البام لمقعد كان يعتقد مضمونا.