أعلنت تنسيقيات صحية، نهاية الأسبوع الماضي، خوضها سلسلة احتجاجات تصعيدية، مباشرة بعد رفع الحجر الصحي، من أجل تحقيق مطالبها بالتوظيف، وصرف المستحقات، وإصلاح منظومة قطاع الصحة، إلا أن الحكومة كانت لها كلمة أخرى بتمديد حالة الطوارئ في البلاد. وبعد أن كان مقررا أن تنظم التنسيقيات مظاهرات بعد 10 يونيو الجاري، في مختلف جهات المملكة، وأمام وزارة الصحة في الرباط، إذ كان الرأي العام ينتظر احتقاناً فئوياً جديداً، في أول الأيام بعد رفع الحجر، قررت الحكومة تمديد حالة الطوارئ الصحية إلى ال10 يوليوز المقبل، مع التفاوت في تخفيف القيود بين منطقتين 1 و2. وفي هذا الصدد، قال عضو التنسيقية الوطنية لطلبة الطب في المغرب، أيوب أبو بيجي، في حديث مع "اليوم 24′′، إن الاحتجاجات، التي قررتها التنسيقية، الأحد الماضي، تعني الأطباء الداخليين في المستشفيات الجهوية، والإقليمية، وهم طلبة السنة السابعة في كلية الطب. وأشار المتحدث نفسه إلى أنه لن يتم التراجع عن هذه الخطوة، لأن الاحتجاجات ستُنظم داخل المستشفيات من خلال حمل شارات سوداء، تعبيراً عن الغضب تجاه إهمال صرف المستحقات، ووقفات سلمية، وصامتة، وأشكال إبداعية، حسب خصوصية كل جهة في إطار احترام الاجراءات الاحترازية، المعمول بها، من أجل توجيه رسائل التنسيقية إلى الحكومة، والوزارة الوصية. ونبه أبو بيجي إلى أنه لن يتوقف عمل الطلبة الأطباء، خصوصا في الجهات، التي تتزايد فيها أعداد الإصابات، وتعيش وتيرة عمل كبيرة، مثل الدارالبيضاء، وسلا، ومراكش، وطنجة، "لأن الوطن والمواطنين والمستشفيات في حاجة إلينا"، حسب تعبيره. وأضاف المنسق الوطني السابق لطلبة الطب أنه، في المرحلة الحالية، سيتم التركيز على تمرير الرسائل، وستختلف الأشكال النضالية بين المنطقتين 1 و2، مشيراً إلى أنه، على الرغم من تخفيف القيود في الجهات المنتمية إلى المنطقة رقم 1، سيخوض الطلبة الأطباء المظاهرات وفق الإجراءات الاحترازية، واحترام مسافة الأمان في الوقفات الاحتجاجية. سنوجه هذه الرسالة، في هذه المرحلة.. ولفت المتحدث نفسه الانتباه إلى أنه إذا لم تستجب الحكومة لمطالب طلبة الطب، فإن تنسيقيتهم ستمر إلى مراحل أكثر تصعيداً حتى يتم صرف مستحقاتهم، والتفاعل "بكل جدية" مع الاتفاق، الذي وقعته معهم، في غشت الماضي، من خلال وزارتي الصحة، والتعليم العالي. وذكر أبو بيجي أنه ستتم مواصلة العمل في الجهات الأكثر تضرراً، على الرغم من عدم توصل الأطباء الداخليين بمستحقاتهم الشهرية، "لأن الأهم اليوم هو القضاء على هذه الجائحة"، لافتاً الانتباه إلى أنه في حالة "تعنت الوزارة، وتماطلها في صرف المستحقات" ستمر التنسيقية إلى التصعيد، وستخوض، آنذاك، "حتى الإضراب المفتوح، الذي لا نفضله في هذه المرحلة، لأن الوطن والمواطنين في حاجة إلينا"، يضيف المتحدث، قائلاً: "لكن بعد الأزمة سنتجه إلى إضرابات أسبوعية، قد تصل إلى هذه الدرجة في حال استمرار التماطل". وكانت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان قد أعلنت، في بلاغ، توصل "اليوم 24" بنسخة منه، تدشين معركة وطنية "لرد الاعتبار لطلبة السنة السابعة، ابتداء من أول أمس الاثنين 8 يونيو، بوضع الشارة السوداء أثناء أدائهم لمهامهم، تعبيراً عن إحباطهم، وغضبهم من الإهمال، الذي عرفه صرف مستحقاتهم". وطالبت التنسيقية وزارة الصحة بالصرف العاجل، والآني لمستحقات طلبة السنة السابعة، مع اعتبار الرفع في قيمتها، حسب الاتفاق النهائي، الموقع بتاريخ 28 غشت 2019، بين طلبة الطب، والحكومة، والذي ساهم في إخماد احتجاجات العام الماضي، كما طالبوها باعتماد آلية شهرية لصرف التعويضات الآنية للطلبة بدل التأخر الدائم، ما يؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية. وبدورها كانت التنسيقية الوطنية للمروضين الطبيين قد أعلنت، نهاية الأسبوع الماضي، تنظيم وقفات احتجاجية بعد رفع الحجر الصحي مباشرة، أمام مقر وزارة الصحة في الرباط، للمطالبة بتوظيف أزيد من 400 مروض طبي عاطل، واستفادة المترشحين المدرجين في لوائح الانتظار من المناصب المتبقية من ميزانية 2019. وقالت المنسقة الوطنية في تنسيقية المروضين الطبيين، خولة الخلفي، في حديث مع "اليوم 24′′، إن التنسيقية تناقش الاتجاه المنسجم مع الوضع، الذي تقرر، أمس الثلاثاء، بتمديد فترة حالة الطوارئ الصحية، مشددة على ضرورة الاستمرار في إيصال صوت هذه الفئة، مع تقييم الوضع خلال الأسبوع الجاري. وأوضحت الخلفي أنه يتم التفكير في إطلاق عريضة وطنية، ونهج آساليب الاحتجاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتعريف بقضية المروضين الطبيين، وأهمية الترويض، والنقص، الذي يعيشه القطاع، مشيرة إلى انخراط نقابات الترويض في معركتهم. وأكدت المتحدثة نفسها أن قرار تنظيمهم، التابع للجنة التنسيق الوطنية لطلبة، وخريجي، وممرضي المعاهد العليا للمهن التمريضية، وتقنيات الصحة، بالاحتجاج الميداني، والتظاهر أمام مقر وزارة الصحة في الرباط لايزال قائماً، في انتظار رفع الحجر الصحي.