وجه الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، شكاية إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية في طنجة، ضد مجهول بخصوص واقعة تلطيخ النصب التذكاري، المخصص للزعيم الراحل عبد الرحمان اليوسفي في مدينة طنجة. وطالب لشكر في شكايته، التي حصل “اليوم 24” على نسخة منها، بمعاقبة الذين أقدموا على تلطيخ النصب التذكاري للمجاهد عبد الرحمان اليوسفي، واصفاً الواقعة بالاعتداء الوحشي، والشنيع. وجاء في الشكاية، التي وضعها لشكر عبر المحامي، والكاتب العام السابق للشبيبة الاتحادية، محمد غدان، “حيث إنه صباح يوم الأحد 31 ماي 2020 فوجئت شرائح واسعة من المواطنات والمواطنين… باعتداء وحشي ووسخ من طرف مجهولين طال النصب التذكاري لفقيد الوطن الأستاذ والمجاهد عبد الرحمان اليوسفي، والمثبت في الشارع الذي يحمل اسمه بهذه المدينة". وأضاف المحامي المذكور نيابة عن حزب اليوسفي، "معلوم أن شارع عبد الرحمان اليوسفي تم تشييده في الذكرى 17 لعيد العرش، حيث أشرف الملك محمد السادس على تدشينه، وتسمية أحد شوارع طنجة باسم ابنها البار المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، وفي مبادرة ملكية تحمل معاني التقدير، والاحترام لهذا الرمز الوطني الكبير". وتابع المحامي ذاته: "وفي الوقت الذي هب فيه الطنجاويات و الطنجاويون في اتجاه شارع عبد الرحمان اليوسفي منذ الساعات الأولى من إعلان وفاته لوضع أكاليل الزهور على نصبه التذكاري، وكتابة عبارات الحب والتقدير لروحه الطاهرة، تسللت أيادي الغدر من جديد وكعادتها لتلطخ النصب المذكور معبرين عن حقدهم وكراهيتهم لكل ماهو جميل في هذا الوطن". وأشار غدان إلى أن “الأفعال الإجرامية” المذكورة يمكن معاينتها بموجب تعليمات النيابة العامة من طرف الشرطة القضائية المختصة، “علما أن المكان مزود بكاميرات المراقبة، مما يسهل إمكانية التعرف على الفاعل الأصلي والمساهمين والمشاركين في الأفعال الجرمية التي مست بكرامة الراحل.. كأحد رجالات الدولة المغربية، وألحقت ضررا معنويا بذويه وأقاربه وبالشعور الوطني العام لكافة المواطنين والمواطنات". وشدد المحامي على أن "خطورة الأفعال الجرمية تتجلى في محاولة إشاعة الحقد والكراهية بين المواطنين، والإساءة إلى الرموز الوطنية، الأمر الذي يقضي الإسراع في الكشف عن هوية المتورطين وتقديمهم إلى العدالة”. وأوضح غدان أنه "علاوة على الاعتداء على الاعتبار الشخصي للفقيد، فإن الفعل الجرمي موضوع الشكاية مجرم ومعاقب عليه، كذلك بمقتضى الفصل 595 من القانون الجنائي المغربي الذي يعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم كل من خرب، أو هدم، أو كسرط أو عيب، عمداً بناء، أو تمثالا، أو رسما، أو أي شيء آخر مخصص للزينة أو المنفعة العمومية أنشأته أو وضعته السلطة العامة أو أذنت به". وختم المحامي شكايته بالقول: "لهذه الأسباب يلتمس منكم المشتكي بكل احترام إصدار أمركم للضابطة القضائية المختصة قصد فتح بحث في موضوع الشكاية مع الاستعانة بكاميرات المراقبة المثبتة بالشارع المعني، والشوارع والمحلات التجارية المحادية له، قصد إلقاء القبض على الجناة وتقديمهم في حالة اعتقال ومتابعتهم طبقا للقانون". يذكر أن الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن طنجة باشرت، أمس الأحد، تحقيقاتها لتحديد هوية المتورطين في تشويه نصب الراحل عبد الرحمان اليوسفي التذكاري. وكشفت مصادر مطلعة ل "اليوم24" أن عناصر الشرطة القضائية انتقلت إلى الشارع المذكور، مرفوقة بعناصر من الشرطة العلمية والتقنية، من أجل رفع البصمات، وأخذ تسجيلات الكاميرات المحيطة بالشارع، لتحديد هوية الفاعلين. كما بادر مواطنون إلى وضع زهور، وشموع، مرفوقة بعبارات تأبين للوزير الأول السابق، عبد الرحمان اليوسفي، الذي وافته المنية، يوم الجمعة الماضي، عن عمر ناهر 96 سنة، قبل أن يقدم مجهولون على إتلافها، وتلطيخ جدران النصب بالطين، ما أثار استنكار عدد من المواطنين.