قالت المندوبية السامية للتخطيط إن المغرب في طريقه إلى الالتحاق بمجموعة من الدول، التي اقتربت من القضاء على فيروس كورونا، والتي طبقت الحجر الصحي بشكل صارم، وحرصت على التحكم برفعه بشكل تدريجي، لتجنب عودته بقوة. وجاء ذلك في دراسة مقارنة كشفتها المندوبية السامية للتخطيط، اليوم الخميس، وضمت عددا من دول العالم الأكثر تضررا من الوباء، بالإضافة إلى الجوار العربي، والإفريقي، معتبرة أن المغرب يصنف ضمن مجموعة الدول، التي تعتبر -نسبيا- الأقل تأثرا بالوباء في هذه المرحلة. 4 مجموعات وصنفت الدراسة، التي عممت، اليوم، الدول المعنية إلى 4 مجموعات، تتكون الأولى من البلدان، التي عرفت أكبر عدد من الإصابات، والتي لم تتمكن إلى الآن، بدرجات متفاوتة، من التحكم في تطور الوباء، وفي طليعتها البرازيل، البؤرة الجديدة للوباء عالميا، والبيرو، وروسيا، والولايات المتحدة، والسعودية، وبريطانيا، وإيران، وغيرها. فيما تضم المجموعة الثانية البلدان، التي عرفت أكبر عدد من الإصابات بالوباء، والتي تمكنت من التحكم بشكل جيد في انتشاره، وتشمل هذه المجموعة على الخصوص الدول الأوربية الرئيسية (إسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا). أما المجموعة الثالثة، فتشمل البلدان، التي شهدت إصابات قليلة نسبيا، والتي لم تتمكن بعد من التحكم بشكل كلي في انتشار الوباء، ومن بينها جنوب إفريقيا، والهند، والمكسيك، ومصر، والجزائر، والأردن، والمغرب.. فيما تتكون المجموعة الرابعة من البلدان، التي تمكنت من السيطرة على الوباء، أو التي عرفت تأثيرا محدودا للجائحة، من بينها تونس، واليونان. وحسب الدراسة نفسها، فإن المغرب يصنف في المجموعة 3، أي من بين البلدان نسبيا الأقل تأثيرا بالجائحة في هذه المرحلة، والتي لا تزال في بحث عن السيطرة على انتشار الوباء، حيث سجلت المندوبية أن عدد تكاثر الفيروس R0 في المغرب أصبح أقل من 1 مؤكدة أن تطور انتشاره على مدى الأيام العشرة الأخيرة في انخفاض مستمر. وسجلت الدراسة نجاح المجموعة الرابعة من الدول في التقليل من أثر الجائحة، حيث تبنت بشكل عام الحجر الصحي المبكر، والصارم، الأمر الذي مكنها من الاقتراب من السيطرة على انتشار الوباء. رفع الحجر التدريجي ونبهت الدراسة من الخطر، الذي وقعت فيه دول، مثل إريان في رفع الحجر الصحي بطرق غير مدروسة، ما أنعش انتشار الوباء من جديد، وقدمت الوثيقة نموذج تدبير اليونان للأزمة، مستدلة بتطور الوباء في هذا البلد (الرسم البياني) حيث قامت برفع الحجر الصحي بطريقة تدريجية، مع بداية شهر ماي الجاري، على الرغم من بعض الارتفاع، الذي سجلته أعداد الإصابات الجديدة، وذلك لكون المنحنى يتجه بالأساس نحو الانخفاض. وأكدت الدراسة أن الوضع في هذه الدول ما بعد رفع الحجر الصحي قد يستمرفي الاتجاه نفسه، كما كان من قبل، أي نحو الاختفاء التدريجي للوباء على الرغم من بعض الزيادات، التي تعرفها أعداد الإصابات الجديدة، التي تبقى طفيفة في هذه المرحلة. وأضافت الدراسة ذاتها أنه على الرغم من أن احتمال موجة ثانية للوباء يظل غير مستبعد بشكل كلي (في حالة ارتخاء قواعد الحماية الذاتية على سبيل المثال)، فإن البلدان المذكورة وصلت إلى وضعية لم يعد فيها تأثير كبير لأي ارتداد محتمل للوباء. المغرب على خط تماس وخلصت الدراسة إلى أن المغرب، بعد كل الجهود المبذولة، يوجد على خط التماس تقريبا مع منطقة النجاح، والالتحاق بالمجموعة الرابعة، التي تضم الدول، التي تمكنت من السيطرة على الوباء، خصوصا إذا تواصل المنحى التنازلي لعدد التكاثر المسجل، حاليا. كما أن من شأن تعزيز إجراءات اليقظة، وتكثيف التحاليل المخبرية الجارية، حاليا، أن تجعل رفع الحجر الصحي في المغرب، بما تمليه ضرورات اقتصادية، واجتماعية واضحة، في الطريق إلى أن يكون عملية متحكما فيها.