بعدما كانت بؤرة للوباء تسببت فيها رحلة سياحية قادمة من مصر، تحولت مدينة مكناس إلى نموذج في تدبير جائحة كورونا، إذ إنها استطاعت أن تسجل انخفاضا كبيرا في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد. وحسب آخر الأرقام، التي أعلنت عليها وزارة الصحة، نهاية الأسبوع الجاري، حول الوضع الوبائي لانتشار فيروس كورونا في المغرب، فإنه لم يبق في مكناس سوى حالة واحدة فقط، لا تزال تخضع للعلاج من فيروس كورونا، في الوقت الراهن. المدينة، التي سجلت أول بؤرة محلية للفيروس في المغرب، ووصل عدد مصابيها إلى 119 حالة، تعافت فيها 104 حالة، فيما سجلت 14 حالة وفاة بسبب الفيروس. ويأتي التراجع الكبير للحالات المسجلة في مدينة مكناس، تزامنا تعزز العرض الصحي لمدينة مكناس بوحدة خاصة للكشف عن كوفيد 19 بمختبر التحاليل الطبية بالمركز الاستشفائي الإقليمي في مكناس، بعد أن تمت تهيئته، وتجهيزه بمعدات مخبرية من الجيل الحديث للكشف عن الفيروس. وحسب المديرية الإقليمية لوزارة الصحة في مكناس، فإن المختبر الجديد يتوفر على قدرة إجراء الاختبار في دورتين على العينات، بفضل أطقم صحية مختصة، تؤمن المداومة 24 في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع. وقد مكنت هذه المنشأة من تنزيل مقتضيات الاستراتيجية الوطنية للكشف المبكر عن الفيروس، والمتمثلة أساسا في توسيع قاعدة المستفيدين من الاختبارات يوميا، وربح الوقت في الكشف عن الحالات، حيث فاق عدد الاختبارات 2000 اختبار خلال فترة وجيزة، سواء لفائدة الحالات المشكوك في إصابتها، أو للمخالطين، أو لأشخاص من دون أعراض في المؤسسات السجنية، ومراكز الرعاية الصحية، والوحدات الصناعية. وكانت مدينة مكناس قد تسببت في ارتفاع الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد في جهة فاس – مكناس، بعدما عرفت تسجيل أول بؤرة وبائية ل6 أفراد قادمين من رحلة سياحية من مصر، بدورهم تسببوا في نقل العدوى إلى 44 شخصا، حسب الأرقام المعلن عنها من طرف وزارة الصحة.