أثار تسجيل حالات إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد في مدينة الداخلة حالة من الاستياء الشديد بين سكان المدينة، التي لم تسجل سابقا إلا حالتين، تماثلت آخرهما للشفاء قبل 3 أسابيع خلت. وبعدما أعلنت المديرية الجهوية للصحة “للداخلة وادي الذهب” بشكل رسمي، مساء أمس الخميس، تأكيد إصابة اثنين من العاملين بقطاع الصيد البحري، بالإضافة إلى إحدى العاملات بمصنع لتصبير السمك، حمل عدد كبير من فعاليات المجتمع المدني بالمدينة المسؤولية للسلطات المحلية، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، التي سمحت باستئناف تنقل البحارة بين مدن المملكة دون تدابير احترازية. يوسف باري، أحد النشطاء الجمعويين، اعتبر أن جلب بحارة من مدن فيها بؤر وبائية، والسماح بوصولهم مباشرة إلى ميناء المدينة دون فرض الحجر الصحي عليهم هو استهتار من طرف المسؤولين، ومساهمة منهم في نشر الوباء، مضيفا، في تدوينة ثانية “جابو بحارة باش يحركو عجلة الاقتصاد ساعة صدقو فشو العجلة ووقفو الاقتصاد.. ومن الغباء ما قتل”. من جهته أصدر الفرع المحلي لللحزب الاشتراكي الموحد، بلاغا، اطلع “اليوم 24” على نسخة منه، ندد فيه بتأشير والي الجهة، وترخيصه بدخول البحارة من مدن موبوءة إلى مدينة الداخلة، وعدم فرض رقابة صارمة عليهم، والتراخي عن حماية الصحة العامة للمواطنين. كما ندد الحزب نفسه بما أسماه “جشع لوبيات الصيد البحري في الجهة وقوة علاقاتهم المشبوهة بالمسؤولين محليا إلى درجة الترخيص باستقدام يد عاملة من خارج المدينة..”، مطالبا باتخاذ كافة التدابير الوقائية لمحاصرة الفيروس، وحماية صحة المواطينين، الذين التزموا بتدابير الحجر الصحي، ومحاسبة من كان سببا في هذا الوضع. وكانت سلطات مدينة الداخلة قد طوقت، أمس الخميس، ميناء المدينة بعد تسجيل 3 حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد توسيع دائرة الكشف بالتحاليل المخبرية بالوحدات الصناعية، والفضاءات الكبرى. الحالات الثلاث، التي سجلت في مدينة الداخلة تعد الوحيدة في جهة الداخلة – وادي الذهب، وكلها رصدت داخل الميناء، ونقلت إلى المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني في المدينة. ويتعلق الأمر بمواطنين مغربيين، يشتغلان في مراكب للصيد الساحلي بميناء الداخلة، قادمين من إحدى المدن ي شمال المملكة، خضعا للتحاليل المخبرية لتشخيص وباء “كوفيد-19″، وجاءت نتائجها إيجابية. أما الحالة الثالثة، فتتعلق بمواطنة مغربية تشتغل في إحدى وحدات تجميد، وتصبير الأسماك في الحي الصناعي لمدينة الداخلة، وخضعت بدورها للتحاليل المخبرية لتشخيص وباء “كوفيد-19″، وثبتت إصابتها بالفيروس.