في الوقت الذي تنكب فيه الحكومتان المغربية والإسبانية ومختلف المؤسسات الأمنية والحزبية في البلدين، بدرجات متفاوتة، على محاربة فيروس كورونا المستجد، الذي يعصف بالصحة والاقتصاد والتجارة؛ مازال حزب فوكس اليميني المتطرف يناور مستعملا ورقة المغرب لتحقيق مكاسب سياسية، في محاولة لاستغلال الوضع الراهن وتوظيفه لصالحه. لكن يبدو أن الحكومة الإسبانية ضاقت ذرعا بمناورات «فوكس»، حيث رفضت محاولة هذا الحزب اليميني ربط الحدود الفاصلة بين الداخل المغربي والثغريين المحتلين سبتة ومليلية ب«الإرهابيين المغاربة العائدين من بؤر التوتر»، وسعي فوكس إلى الربط بين المهاجرين الآتين من المغرب والإرهاب. بل أكثر من ذلك، أكدت مدريد أن تبادل المعلومات مع المغرب وفرنسا لم يسبق أن أكد «مخاوف» فوكس. في هذا الإطار، توجهت النائبة البرلمانية عن حزب فوكس، ماركارينا أولونا، بسؤال كتابي إلى وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو كراندي مارلاسكا، تستفسر فيه عن احتمال وجود علاقة بين العدد المرتفع للجهاديين المغاربة العائدين من بؤر التوتر والمهاجرين غير النظاميين الذين يقتحمون سياجات سبتة ومليلية، في محاولة لتخويف المواطنين الإسبان من المهاجرين غير النظاميين الذين يلجون الثغرين للعبور إلى أوروبا. وجاء رد وزير الداخلية الإسبانية واضحا قائلا: «لم يُرصد أن اقتحام السياجات الحدودية لسبتة ومليلية طريقة مفضلة للجهاديين العائدين»، مشيرا إلى أن تبادل المعلومات بين الرباطومدريد وباريس لم يسبق أن رصد معطيات توافق مزاعم فوكس. في سياق آخر، كشفت معطيات مثيرة وجود نشيد دعائي يستعمله التنظيم الإرهابي داعش لتحريض بعض المتطرفين المغاربة على تنفيذ اعتداءات إرهابية بإسبانيا، وفق ما كشفته التحقيقات مع الجهادي المغربي «محمد.ع»، الذي اعتقله الأمن الإسباني يوم 8 ماي الجاري ببرشلونة، بعدما كان يستعد لتنفيذ اعتداء محتمل في برشلونة. وتبين فيما بعد أنه تلقى أوامر بتفجير ملعب برشلونة من خلال استعمال طائرة دون طيار. وقالت صحيفة «لارثون» إن المغربي «محمد.ع» أرسل قبل اعتقاله صورته الشخصية مغطى الوجه إلى قائده محمد ندير، بطلب من هذا الأخير، مبرزا أن هذا النوع من الصور ينشره التنظيم بعد تنفيذ عناصره الاعتداءات الإرهابية بهدف تأكيد وقوفه وراء العملية. وتشير التحقيقات الأمنية إلى أن القائد الداعشي محمد ندير يقيم في سوريا، حيث يشارك مباشرة في أنشطة التنظيم، فيما قال المغربي «محمد.ع» أثناء استنطاقه إن محمد ندير كان يقيم في العراق عندما استقطبه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال، أيضا، إنه هو الذي أمره بتنفيذ الاعتداء باستعمال طائرة دون طيار محملة بالمتفجرات وإطلاقها في ملعب برشلونة (كامب نو). فضلا عن ذلك، تقول التحقيقات إن المغربي الموقوف كان يربط اتصالات مع عناصر متعاطفة مع التنظيم، بينهم شخص يدعى أبو عمر الشارني، الذي كان يحفزه على السفر إلى سورياوالعراق؛ كما كان يتواصل مع شخص يسمى أبو كلش المغاربي، والذي كان يحثه على الالتحاق بداعش أو الإقامة في المغرب وتأسيس خلية فيه.