تسود مخاوف متزايدة وسط أطر قطاع الصحة في مستشفيات ومراكز التكفل بمرضى “كوفيد 19” في مدينة طنجة، بسبب تزايد عدد المصابين وسط عناصر الصف الأمامي في مواجهة الفيروس التاجي، حيث أكدت مصادر موثوقة ارتفاع مجموع المصابين بكورونا من مهنيي الصحة بطنجة إلى 6 أفراد، فيما لا يزال مخالطون ينتظرون نتائج فحوصاتهم المخبرية. وأفاد مصدر مسؤول بمستشفى محمد الخامس بطنجة، في حديثه مع “اليوم 24″، أن نتائج تحاليل ممرضة متعددة التخصصات تشتغل هذه الأيام كمساعدة إسعافية في نقل مرضى كورونا على متن سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية، ظهرت نتائج فحوصاتها المخبرية إيجابية، ليتقرر على الفور إخضاعها لبروتوكول العلاج والتتبع المعتمد من قبل وزارة الصحة. وأوضح نفس المصدر أن عدد المصابين في جسم المهنيين، الذين يؤمنون الحراسة والتتبع اليومي للمرضى والمخالطين، ارتفع إلى 6 مصابين، موزعين على أطر التمريض وتقنيي الإسعاف وطبيبين، وهو ما خلف قلقا لدى زملائهم المرابطين وسط بؤرة الوباء، ما يعني أن الأعباء ستتضاعف عليهم خلال الأيام المقبلة، بالنظر إلى الخصاص الحاصل في أعداد الأطر المتفرغة لمواجهة مرضى “كوفيد 19”. ومما يزيد الضغوط النفسية على مهنيي الصحة، حسب نفس المصادر، وخاصة الممرضين وأطباء التخدير، هو أن نشاط انتشار الوباء في مدينة طنجة حسب الأرقام التحديثية كل يوم، تبين أن منحنى انتقال العدوى لم يصل بعد إلى مرحلة الاستقرار، ويترنح صعودا تارة وهبوطا تارة أخرى، وهو ما يعني أن أمد مكوثهم بين جدران المستشفيات وجدران الفنادق ملتزمين في إطار تدابير الحجر الصحي، سيطول شهورا إضافية. وطالبت مصادر مهنية تحدثت مع الجريدة، مسؤولي وزارة الصحة الجهويين بإيجاد خطة لسيناريوهات انهيار القدرة البدنية والنفسية والذهنية للأطر العاملة في بؤر الوباء منذ شهرين، حيث أكدوا أن طاقة التحمل بدأت تنفد، نتيجة حرمانهم من زيارة أبنائهم وأفراد أسرهم مدة طويلة، وهو ما جعل بعض الأصوات تقترح الاستعانة بالممرضين والأطباء الموظفين في مستشفيات أقاليم مجاورة خالية من الفيروس، لتقديم الدعم والسند لزملائهم المرابطين بمبدأ المناوبة على مدار الأسبوع في مستشفيات ومراكز التكفل بمدينة طنجة. وإلى جانب الموارد البشرية، قالت أطر صحية تعمل بمستشفى محمد السادس الذي يستقبل الحالات الحرجة، إن أسرة الإنعاش تقترب من طاقتها الاستيعابية القصوى، حيث يرقد حاليا 8 مرضى 5 منهم في حالة خطيرة، و3 آخرين في مستوى أقل خطورة رغم معاناتهم مع مرض القصور الكلوي، موضحة أن المشكل يكمن في كون أسرة الإنعاش ليست كلها مجهزة بالأجهزة المرافقة، وهو ما يزيد من أعباء الأطر التمريضية التي تضطر إلى نقل الأجهزة بين الأسرة. من جانب آخر، كشف مصدر من الإدارة الجهوية لوزارة الصحة، بأن المديرة الجهوية لوزارة الصحة بمعية لجنة الطوارئ الصحية، تدرس خطة لتعزيز الطواقم الطبية والتمريضية من القطاع الخاص، لكن مصدرا من لجنة هذا الأخير المشرفة على مراكز التكفل بمرضى كورونا، قال ل “اليوم 24” إن القطاع الخاص في طنجة ساهم بأقصى إمكانياته البشرية واللوجيستية، وهو ما جعل مسؤولي وزارة الصحة يفكرون في بدائل أخرى لم تعلن تفاصيلها بعد. وفي انتظار حلول عما قريب، تأمل الأطر الصحية المكلفة بمرضى فيروس كورونا، أن تستجيب وزارة الصحة لصرخاتهم الصامتة قبل أن يجثو الجسم الطبي على ركبتيه من العياء. يذكر أن عدد الإصابات بمدينة طنجة ارتفع إلى أكثر من 710 حالات مؤكدة، من بين 965 في عموم تراب الجهة، فيما ارتفع عدد المتعافين إلى 355 حالة إلى غاية نهار أول أمس.