يئن عشرات المرضى بسبب آلام الأسنان هذه الأيام دون أن يجدوا عيادة طبية مفتوحة في مدينة طنجة، يذهبون إليها لإجراء الفحوصات أو أخذ العلاجات المطلوبة، وكل ما يمكنهم فعله هو اقتناء مسكنات ومهدئات من الصيدليات، لكن مفعولها مؤقت وسرعان ما تعاود المريض آلام مسببة صداعا بحدة أكثر. وأفادت مصادر مهنية من نقابة أطباء الأسنان في طنجة، أن العيادات الطبية كانت بادرت من تلقاء نفسها إلى وقف العمل بشكل مؤقت، تماشيا مع قرارات مماثلة اتخذتها عيادات طب الأسنان في الدول الأوروبية، وذلك في سياق التدابير الاحترازية والوقائية من تفشي فيروس كورونا. لكن بتاريخ 4 أبريل الجاري، أصدرت وزارة الصحة مذكرة للهيأة الوطنية للأطباء، تحدثها على ضرورة إغلاق جميع العيادات والمصحات الخاصة بأمراض الأسنان حتى إشعار آخر، مع الإبقاء على مركز صحي عمومي في كل مدينة، من أجل التكفل بالحالات المستعجلة. لكن منذ ذلك التاريخ، لم توفر وزارة الصحة لأطباء الأسنان وسائل الوقاية من العدوى الوبائية، والمتمثلة في اللباس الواقي وكمامات الرأس، حسب ما استقته “أخبار اليوم” من معطيات عن مصادر مهنية، كما أن مصالح مندوبية وزارة الصحة في عمالة طنجةأصيلة، لم تحدد بعد أي مركز صحي لاستقبال مرضى الأسنان. وأوضحت مصادرنا أن تخصيص مركز صحي قرار مناسب لكن لم يتم تفعيله بعد، حيث مر أزيد من شهر ونصف تقريبا على إغلاق العيادات الطبية دون إيجاد بدائل مناسبة للحالات المستعجلة على الأقل، في وقت يتعذر فيه على العيادات فتح أبوابها في ظل الوضعية الوبائية المضطربة، خاصة وأن عيادات طب الأسنان توجد في عمارات ذات حركية بشرية. وبتاريخ 13 أبريل الجاري، جددت نقابة أطباء الأسنان مراسلتها إلى المديرة الجهوية لوزارة الصحة، تطالب من خلالها بتوفير عيادة لعلاجات الأسنان الاستعجالية، تماشيا مع قرار وزير الصحة اعتماد وحدة صحية في كل جهة، كما طالبت النقابة المهنية من وزارة الصحة إمدادها بكافة الوسائل التي تضمن سلامة المرضى والأطقم الطبية، مع التزام أطباء الأسنان بتوفير نظام المداومة ستتناوب عليها مجموعة من أطباء الأسنان المتطوعين، إلا أنه بعد مرور أزيد من 10 أيام، لم تتوصل النقابة بأي رد من الجهة الإدارية المعنية. وفي الوقت الذي يعتقد فيه أن طب الأسنان غير ذي أولوية قصوى، فإن أطباء مهنيين يؤكدون على أهميته في سلسلة العلاجات، حيث أوضح مصدر طبي ل “أخبار اليوم”، أن أمراض واضطرابات الفم والأسنان قد تؤدي إلى أعراض خطيرة، منها سرطان الفم والحلق. كما أن التهابات اللثة قد تسبب بكتيريا مؤذية وتسبب العدوى في الدم، خاصة بالنسبة لمرضى داء السكري وبالموازاة مع إغلاق عيادات طب الأسنان، أحدثت نقابة الأطباء خلية لاستقبال اتصالات المواطنين وتقديم لهم الاستشارات الصحية، ومواكبة حالات المرضى الذين يعانون من آلام شديدة بالنصائح والأدوية اللازمة، في انتظار ما ستسفر عنه المشاورات المستمرة مع وزارة الصحة.