تسرب شريط فيديو لمواقع التواصل الاجتماعي، منسوب لنزلاء بسجن ورزازات الذي بات يسجل أزيد من مائتي نزيل مصاب بفيروس كورونا المستجد، ينقل شهادات صوتية صادمة عن واقع السجناء في ظل معاناتهم من هذا الوباء. الشريط الذي انتشر على نطاق واسع، اليوم الأحد، خرجت فيه أصوات سجناء قالوا إنهم نزلاء بسجن ورزازات، لم يخفوا أسماءهم ولا أوقام اعتقالهم، وتحدثوا عن “مأساة” قالوا إنهم يعيشونها بسبب كورونا والسجن، وسط نقص الإمكانيات والاكتضاض. السجناء تحدثوا في هذا الاتصال الهاتفي المسرب، عن واقع صادم داخل سجن ورزازات الذي تحول إلى أكبر بؤرة لفيروس كورونا في البلاد، حيث تحدث عدد منهم، بالدموع، عن الاكتضاض داخل السجن، وقال أحدهم إن أعداد النزلاء المصابين بكورونا ما بين 29 و30 نزيل في الغرفة الواحدة. وانتقد السجناء، الذين وجهوا مناشدتهم للملك من أجل التدخل، ظروف إيوائهم التي تضاعف من آلام كورونا، حيث تحدثوا في تصريحات متعاقبة عن “الإسهال” الذي يسببه لهم الفيروس، وما يخلفه لهم من معاناة في ظل وجود دورة مياه واحدة للعشرات منهم، كما تحدثوا عن الأكل الذي قالوا إنه لا يناسب وضعهم الصحي، حيث أن علاج الكورونا يسبب لهم الوهن والجوع، في الوقت الذي لا تسد الوجبات الغذائية الموزعة عليهم ريقهم. أحد نزلاء سجن ورزازات، قال باكيا إنه يبلغ من العمر 60 سنة، ووجد نفسه كذلك في غرفة المصابين بكورونا، وصرخ قائلا “حنا بغينا غير نخرجو لأولادنا”، فيما يؤكد نزيل آخر أن واقع السجن في ظل كورونا لا يشبه الخطابات التي تلقى، قائلا “داكشي لي كتشوفو فالتلفازة ماكاين منو والو”. بعد انتشار هذا المقطع، وهو الأول من نوعه، خرجت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ببلاغ لا تنفي فيه صحة الشريط، ولكن اختارت التعليق على مضامينه. وقالت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في بلاغ لها أصدرته ردا على سجناء “يعانون من انعدام الرعاية الصحية ولا يتوصلون بالوجبات الغذائية في وقتها”، إن ما ورد في الشريط المذكور لا أساس له من الصحة. وأوضحت المندوبية أن السجناء الموجودين بالسجن المحلي بورزازات والذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، يخضعون للبروتوكول العلاجي المعتمد من طرف الجهات الصحية المختصة، في حين يستفيد بقية النزلاء المعزولين في أحياء أخرى من الرعاية الصحية المعتادة من طرف الطاقم الطبي للمؤسسة. وفي الوقت الذي تحدث التسجيل الصوتي عن اكتظاظ السجناء داخل زنازين سجن ورزازات، تحدثت المندوبية عن الإجراءات الصحية المتخذة، وقالت إنه يتم تعقيم الغرف والنزلاء بشكل يومي لمحاربة انتشار الفيروس المذكور، مع توزيع مواد التنظيف الكافية على مختلف أحياء المؤسسة. أما في ما يتعلق بالوجبات الغذائية، فأشارت المندوبية إلى أنه يتم توزيعها يوميا في الأوقات المحددة لها، حيث يتم إعدادها من طرف الشركة الخاصة المتعاقد معها لهذا الغرض، مع الحرص على ضمان تنوعها وجودتها كما وكيفا. يشار إلى أن أعداد المصابين في ورزازات تزايدت خلال الأسبوع الأخير، بعد انتقال الفيروس بشكل كبير بين نزلاء سجن ورزازات وموظفيه، حيث وصل الفيروس إلى مدير السجن الذي جرى تعويضه لعدم تمكنه من آداء مهامه بسبب كورونا.