هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    أخبار الساحة    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التلفزيون المغربي العمومي وعروض رمضان في حالة الطوارئ بين الإنكار والإجبار
نشر في اليوم 24 يوم 27 - 04 - 2020

توسع انتشار جائحة «فيروس كورونا» في شتى أنحاء العالم، وانبرت الدول لحماية نفسها، كل الخطوات التي تراها مناسبة، قبل أن تغيرها أو تتشدد أكثر أو تواصلها، ومن هذه الخطوات، الإجراءات الاستباقية واللاحقة التي اتخذتها الدولة المغربية التي منعت التجمعات البشرية، لتعلن بعدها حالة الطوارئ والحد من الحركة منذ ما يزيد على شهر، قبل تمديدها شهرا آخر إلى غاية 20 ماي المقبل، وهو ما خلف نتائج إيجابية وسلبية، شملت مختلف المجالات، بما فيها حقل الإنتاج الفني التلفزيوني، إذ علق التصوير في عدد من بلاطوهات الأعمال التي كانت مخصصة للعرض في موسم رمضان التلفزي الحالي، وتصالحت القناتان الأولى والثانية مع لغة الشعب لتحاكي همومه اليومية (المرحلية)، وتناقشها معه في مواعيد إخبارية قارة ومُعلنَة، بحضور متخصصين في مجالات اقتصادية واجتماعية وطبية…
وحالَ تزامن فترة استكمال تصوير العديد من برامج رمضان المعهودة، خاصة منها ذات الطابع الترفيهي، وبدء موسم المنافسة في المشاهدات وكسب الإشهار، مع حالة الطوارئ وتمديدها، دون تحقيق هذا الاستكمال، وأحيانا أخرى حتى دون البدء في التصوير، تماشيا والقوانين المفروضة استثناء من أجل حماية النفس والآخر، لذلك، اضطرت القنوات التلفزية المغربية العمومية إلى رسم خريطة برمجة جديدة أو معدلة نسبيا ومكيفة مع المرحلة. وهكذا، كشفت قنوات الأولى والثانية والأمازيغية، متأخرة، خريطة شبكاتها البرامجية مستغنية عن بعض الأعمال التي كان يمكن أن تكون رهانها الأول لكسب متابعة أكبر، مراهنة على الأعمال الجاهزة، دون الدخول في مرحلة الانتقاء التي كانت تمر بها قبلا.
القناة الأولى.. لا انتقاء هذا العام والجاهز يعرض في رمضان
في الوقت الذي جرت فيه العادة على أن تنتقي القناة الأولى الأجود للعرض من بين مسلسلاتها وأفلامها المنجزة كل سنة لرمضان، اكتفت هذا العام بعرض ما هو جاهز مسبقا، مستغنية عن غيره وعدد من الأعمال التي لم تستكمل، بينها «صمت الديك» للمخرج حسن دحاني، بمعنى أن الأمر يتعلق بتدبير مرحلة، حسب ما تقوله مصادر مقربة من القناة، تشير إلى أن التأخر الحاصل كل سنة في بدء تصوير بعض الأعمال لرمضان هو ما قد يسبب الارتباك، وليس فقط الظروف الاستثنائية التي قيدت بها جائحة «فيروس كورونا» العالم أجمع.
وتعول القناة الأولى على الكوميديا والفكاهة في فترة الإفطار كالعادة، إذ برمجت في هذا التوقيت، الذي تصل فيه المشاهدة إلى ذروتها، سيتكوم تحت عنوان «السربة»، أشرف على إخراجه علي الطاهري، وهو من بطولة عزيز داداس وعدنان موحجة ورشيد رفيق ورفيق بوبكر ومحمد عاطر ومعهم الفنانون البشير واكين وطارق البخاري ويحيى فاندي وإلهام واعزيز.
وإلى جانب السيتكوم المذكور، تعول الأولى في استقطاب نسب المشاهدة على سلسلة «سوحليفة»، التي بث الجزء الأول منها في رمضان 2018 وحقق نسب متابعة عالية. ويشهد الجزء الثاني من هذه السلسلة انضمام فاتي جمالي إلى يسار (المدني) والطفلة إسراء بنكرارة (إسراء بنت أخت المدني) تحت إدارة المخرج الشاب حمزة عاطفي.
الرامي مدير البث والإنتاج في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة: طبقنا منوع
أما الدراما، فهي «حاضرة كالعادة على القناة الأولى، والبرامج منوعة، وإن كنا نمر بمرحلة استثنائية توجب معها إجراءات استثنائية»، حسب ما جاء في حديث عمر الرامي، مدير الإنتاج والبث في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مع «أخبار اليوم».
وأوضح عمر الرامي للجريدة قائلا: «لدينا طبق متنوع من البرامج يشمل كل الاهتمامات، الاجتماعي والديني والتربوي والترفيهي، وغيرها من البرامج الجديدة، فالدراما حاضرة بشكل يومي من الاثنين إلى الأحد بمعدل 52 دقيقة في اليوم، وكذلك الكوميديا، من خلال سيتكوم يومي بمعدل 30 دقيقة في اليوم، وسلسلتين أخريين بمعدل 3 ثلاث ساعات في الأسبوع. ولدينا، بالإضافة إلى ذلك، الأفلام التلفزية بمعدل 90 دقيقة في الأسبوع، على امتداد أربعة أسابيع». وتقدم القناة الأولى للمشاهد مسلسلا جديدا بعنوان «ياقوت وعنبر»، ومجموعة من الأفلام التلفزية الجديدة، ومسلسلين آخرين تحت عنوان «قضية العمر» في جزء ثان، ومسلسل «أولاد المختار».
وبخصوص البرامج الأسرية، يقول الرامي: «لدينا برنامج جديد «أسرتي» مكيف مع شهر رمضان، وبرنامج آخر جديد بعنوان «من عبق التراث»، يسلط الضوء على التقاليد المغربية، كالعقيقة والزواج وما شابه ذلك».
وارتباطا بالجانب الروحاني وخصوصية شهر الصيام، تحدث مدير البث والإنتاج في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة عن تصوير القناة لسلسلة أمداح نبوية جديدة لرمضان.
عمر الرامي: قمنا بما علينا القيام به في مرحلة استثنائية ونشراتنا متواصلة
وارتباطا بالمرحلة وحالة الطوارئ الممتدة خلال شهر رمضان أيضا في المغرب، وكيف جابهت القناة الأولى الوضع مع مشاهديها بصفتها قناة عمومية، وكيف ستكون برمجتها في رمضان، قال عمر الرامي ل«أخبار اليوم»: «أعتقد أننا في القناة الأولى قمنا بما علينا القيام به، بمواكبة دائمة للجائحة، ونشراتنا الاستثنائية متواصلة بتواصلها»، وأوضح الرامي، في حديثه عن الوضع الاستثنائي، أن «التعاطي معه بدوره يجري وفق إجراءات استثنائية، وهو ما اشتغلت عليه القناة الأولى وباقي قنوات الشركة الوطنية. ومن أهم الإجراءات والتدابير الاستباقية، إنجازنا نشرتين استثنائيتين؛ أولاهما في الحادية عشرة صباحا، والثانية في الرابعة والنصف عشية»، موضحا أن «هذه من بين الفقرات الإخبارية الجديدة التي مثلت رافعة لما يسمى الأخبار الاستثنائية، فضلا عن برنامج جديد يحمل عنوان: عندي سؤال».
وأبرز المتحدث أنه في ما يتعلق بالمضمون، «اهتمت هذه البرامج بمختلف القطاعات التي تأثرت بالجائحة، الاجتماعي والصحي والإداري والاقتصادي وغيرها، وقد ركزنا على صفة القناة العمومية وحاولنا، ما أمكن، أن نزود المشاهد بمختلف المعطيات الراهنة المرتبطة بفيروس كورونا ومستجداته اليومية. وقدمنا مجموعة من الكبسولات التي تردنا من وزارة الصحة ووزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية والإصلاح والإدارة».
وأكد المتحدث انفتاح القناة في هذا الإطار على خلفيات متخصصة مختلفة في مجالات شتى، كالطب والاقتصاد والتعليم وغيرها.
«دوزيم» بين تخلي الفذ والتشبث بالخياري لجذب الجمهور
أما عن القناة الثانية «دوزيم»، ومدى تأثرها بفرض حالة الطوارئ إثر دخول الجائحة المغرب، فأغلب ما عرض هو تدبير مرحلة أيضا. وحسب المتابعين، فإن القناة هي آخر من توقف عن تصوير أعمال رمضان، إذ استكملت قبل أيام فقط، وفي ظل حالة الطوارئ، تصوير سيتكوم «الكوبيراتيف» وحمل اسم «بشار الخير» سابقا، الذي سيعرض خلال فترة الإفطار. السيتكوم من بطولة النجم محمد الخياري، ومن من إخراج صفاء بركة، ونفذت إنتاجه شركة «ديسكونكتيد»، وشخص باقي أدواره الفنانون: جميلة الهوني وسعاد حسن وفدوى الطالب وعزيز الحطاب وزهيرة صادق وآية ياديني وحسناء مومني ومحمد ظهرا وأسامة رمزي.
وبسبب حالة الطوارئ أيضا، بعد زحف «فيروس كورونا»، أعلن الفنان الكوميدي حسن الفذ إلغاء تصوير جزء جديد من السلسلة الشهيرة التي يتقمص فيها شخصية «كبور»، والتزم بالحجر الصحي، وهي سلسلة كان سيتناول في جديدها، الذي كان سيعرض على «دوزيم»، موضوع الرقاة الشرعيين، حسب مصادر مقربة منه.
وبضياع رهان «الفذ»، الذي كان سينضاف لرهان «الخياري» للجذب بالإضحاك، تراهن القناة الثانية هذا العام أيضا على «الكاميرا الخفية»، إذ ستواصل افتتاح برمجتها الرمضانية بسلسلة حلقات جديدة من «مشيتي فيها» التي حققت لها نسب مشاهدة عالية، وستعرضها كالعادة بالتزامن مع فترة الإفطار أيضا. وسيكتفي الفذ بالحضور على القناة الثانية بسلسلة أسبوعية بعنوان «الطوندونس».
المسؤول الإعلامي للقناة الثانية: لم يلحق برمجتنا لرمضان أي ضرر
رغم ما سلف قوله، فإن برمجة القناة الثانية لشاشة رمضان لم يلحقها أي ضرر، حسب ما صرح به عادل الشكيري، المسؤول الإعلامي في القناة الثانية، في اتصال مع «أخبار اليوم»، ذلك «أن مختلف الأعمال المقررة لهذا الموسم جرى الانتهاء من تصويرها منذ مدة»، يقول الشكيري، مضيفا أن «عملية الإنتاج تبدأ مباشرة بعد نهاية الموسم الرمضاني، قبل حوالي سنة، حيث تبدأ طلبات العروض مبكرا، لذلك، كانت لدينا أعمال كثيرة جاهزة قبل الموعد بزمن».
«هذه السنة ثمة وفرة في الإنتاجات»، يقول مسؤول القناة الثانية ل«أخبار اليوم»، موضحا: «العمل الوحيد الذي وجدنا صعوبات في إتمامه هو سيتكوم «كوبيراتيف»، الذي اضطررنا إلى استكمال تصويره خلال فترة فرض الطوارئ، وأخذنا الاحتياطات، والتزمت الشركة بالقوانين التي فرضها المركز السينمائي المغربي والسلطات المغربية، آخذين بالإجراءات الاحترازية للسلامة».
وسيلتقي المشاهد مسلسلات جديدة على القناة الثانية، حسب الشكيري، ويتعلق الأمر بمسلسلي «السر المدفون» و«الغريبة»، وأعمال أخرى بمشاركة عدد من نجوم التمثيل المغاربة.
بين الوفرة والندرة.. ما نصيب الدين في برمجة رمضان على دوزيم؟
وبخلاف الوفرة في البرامج الترفيهية (الدراما والكوميديا وما شابههما)، والتي تحدث عنها مسؤول القناة الثانية، يتضح جليا، من خلال خريطة البرمجة التي بسطتها القناة، أن هناك ضعفا في الاهتمام بالبرامج الدينية، المفروض العناية بها، خصوصا في شهر تعلى فيه الروحانيات، إذ اكتفت ببرنامج الدين والناس الذي يقدمه الشيخ حمزة، بشكل خال من الإبداع، على مستوى الشكل، وهو ما يؤكد أن القناة أغفلت العناية وفكرة الإبداع والتجديد والإضافة في البرامج التي يجب أن تجتهد في تقديمها في شهر يفترض أن الخطاب فيه يوجه إلى الروح أكثر مما يوجه إلى الجسد.
وفي تعليقه على ذلك، قال المسؤول الإعلامي للقناة: «الدين والناس برنامج يومي نواصل عرضه خلال شهر رمضان، وكنا سنضيف له برنامج التجويد، المعروف، لكننا اضطررنا إلى إلغائه بالنظر إلى طبيعته التي تفرض التصوير في تجمعات، كما تفرض التنقلات وهي أمور تعارض قوانين حالة الطوارئ»، يقول الشكيري.
وقد كيفت خريطة برمجة القناة الثانية، بدورها، برامجها مع طبيعة المرحلة الاستثنائية، وقدمت مجموعة من البرامج التي تتماشى وترقب الأخبار من المشاهد حول «فيروس كورونا»، وفي هذا الصدد، تقدم برنامجا جديدا يحمل اسم «أسئلة كورونا»، الذي حقق نسب متابعة عالية، يقول المتحدث باسم القناة الثانية ل«أخبار اليوم».
القناة الأمازيغية.. اهتمام بالثقافة وإلغاء اضطراري لأعمال درامية
«البرامج ذات الصبغة الثقافية هي أكثر ما نركز عليه في رمضان، وقد أنهينا تصويرها، كما أنهينا 50 في المائة من البرامج ذات الصبغة الوثائقية، وهي جاهزة للعرض أيضا»، يقول عيسى وهبي، مدير البرمجة في القناة الأمازيغية، ل«أخبار اليوم»، وأفاد بأن برمجة القناة الأمازيغية لهذا الموسم جرى تكييفها مع خصوصية المرحلة، وعليه، «فنحن نقدم مجموعة من البرامج التحسيسية والتوعوية، ونشرات إخبارية خاصة، بالإضافة إلى برنامج تفاعلي نطرح فيه آخر ما استجد»، يقول عيسى وهبي للجريدة.
أما عن مدى تأثر تنوع برمجة الموسم الرمضاني الجديد بحالة الطوارئ، فقد قال عيسى وهبي إن مجال الدراما كان له النصيب الأكبر من هذا الضرر، إذ توقف تصوير عدد منها، على اعتبار أن المسلسلات تتطلب من شركات الإنتاج وقتا أطول، وتحتاج إلى بناء ديكورات واستمرار التجمعات.
وكشف مسؤول القناة الأمازيغية في هذا الصدد مجموعة من الأعمال التي ألغيت بعدما كانت تعول القناة على عرضها في رمضان، إثر توقف تصويرها، ومنها مسلسل «حليب أسود» الذي كانت تنفذ إنتاجه شركة «أغلال للإنتاج»، وهو بالمكون اللسني «تشلحيت»، ثم مسلسل «مغريضو» (بالمكون اللسني الريفي) الذي كتب له السيناريو المخرج والمنتج محمد بوزكو، وهو من إنتاج شركة «تازيري»، وإخراج طارق الإدريسي، ويشارك فيه عدد من ألمع نجوم التمثيل بالريف.
وبالرغم من ذلك، فإن الدراما موجودة على شبكة الأمازيغية لرمضان بسلسلة «حب تحت عتبة الفقر»، حلقة في كل أسبوع، وأيضا سلسلة «الشاوش» وهي أسبوعية أيضا، بالإضافة إلى المسلسل الكوميدي «هموبوتموكرسين» اليومي.
ولمواصلة النفس الدرامي بجديده على القناة الأمازيغية، يقول عيسى وهبي: «ارتأينا عرض جزء من مسلسل ثالث بعنوان «صراع الذئاب». وتكمن خصوصية هذا المسلسل في أنه يصور حقبتين زمنيتين، كل حقبة منهما ممثلة في 15 حلقة، وبما أن الشركة المنتجة استكملت الحقبة الأولى كما ينبغي، وحالة الطوارئ منعت تصوير أحداث الحقبة الثانية، فقد قررنا عرض الحقبة المكتملة، وتمثل الخمس عشرة حلقة المستكملة، والتي تنتهي فيها أحداث الحقبة الأولى، على أن نعرض الحقبة الثانية في جزء ثان من المسلسل بعد استكمال تصويره بعد الجائحة»، يوضح مسؤول القناة.
وهبي مدير البرامج في الأمازيغية: أنهينا تصوير كل البرامج قبل إعلان الطوارئ
وأوضح عيسى أن الأمر في باقي البرامج مختلف تماما عن شأن الدراما وخصوصيتها، فكل البرامج الخاصة برمضان انتهى تصويرها مع نهاية شهر فبراير الماضي وبداية شهر مارس، وبقيت فقط عمليات التوضيب/المونتاج والمراحل التي بعدها.
وعن هذا يقول: «استطعنا تصويرها قبل الدخول في حالة الطوارئ، بما في ذلك سلسلة «الكاميرا الخفية»، والكبسولات التي لا يتعدى زمن عرضها السبع دقائق، التي ستعرض في فترات الإفطار. وصورنا برنامجا خاصا بالطبخ، وبرنامجا خاصا بالمرأة، وبرنامج خاصا بالبيئة والمستهلك»، وأبرز في هذا الصدد أن «البرامج التي نستطيع التحكم فيها من خلال الوقت هي جاهزة، فيما تعذر استكمال البرامج التي تتطلب الاشتغال على ديكورات، وتمثيل المشاهد».
أما البرامج المرتبطة تيماتها بالجانب الروحي لشهر رمضان، فهي حاضرة على القناة الأمازيغية، وفي هذا الصدد يقول عيسى وهبي: «برمجنا عملين صورا حديثا يناسبان خصوصية الشهر الفضيل وهما: نور القلوب ومسابقات في الابتهالات».
المشرف على البرمجة في القناة الأمازيغية، عيسى وهبي، الذي بدا في حديثه مع الجريدة أكثر شفافية ووضوحا في إحاطة العموم بانعكاس الجائحة وفرض حالة الطوارئ على برمجة رمضان 2020 على القناة الأمازيغية، أوضح أنها نجحت في احتواء الجائحة بنسبة 60 في المائة، وهي نسبة تحسب للقناة، خاصة أن الجميع يعرف أن أغلب، إن لم نقل كل الأعمال التلفزية المرتبط عرضها بشهر رمضان، لا يبدأ التصوير فيها إلا بعد أن يتبقى شهران على حلول الشهر، وهو ما تؤكده السنوات الماضية، حيث كان كثيرا ما يستكمل تصوير برامج رمضان بعد بدء عرضها خلال الشهر.
طوارئ «كورونا» محك عابر والعبرة بالخواتيم والاتعاظ بما سلف
ختاما، وأيا كانت الأسباب، فإن تجربة حالة الطوارئ، يجب ألا تكون مشجبا تعلق عليه الأعطاب، كما لا يمكن إنكار تأثيره السلبي/الإيجابي على الحقل الإعلامي المغربي الذي عليه إعادة ترتيب أولوياته، وما يراهن عليه ليتوسع بمصداقية، حيث تؤكد تجربة حالة الطوارئ، بالملموس، ضرورة إعادة النظر في الكيفية التي تدار بها برمجة «الدراما والكوميديا» انطلاقا من الإنتاج إلى ما بعده على التلفزيون العمومي، ومتى يجب بدء الإنجاز، والأخذ بعين الاعتبار الزمن الطويل الذي تستغرقه مساطر التنفيذ، وضرورة إتاحة المسافة الزمنية مستقبلا لإعادة ترتيب ما لا يناسب من البرامج، ومنح فرصة انتقاء الأجود، وإلزام من لم يلتزم من الشركات بتقديم ما هو أفضل، تبعا لما جرى التعهد به، بدل قبول المتوفر دون مراجعات.
أما المجهود الإعلامي الذي بذله التلفزيون العمومي في سياق الإخبار الذي فرض التواتر والتفصيل بألسن وخلفيات مختلفة، في ظل الجائحة وحالة الطوارئ، كما هو شأن قطاعات أخرى، منها الصحة، فهو واجب مهني، والواجب لا يسمى عملا إنسانيا، فالعمل الإنساني يكون بشكل تطوعي دون مقابل ودون إلزام، ومع ذلك، لا يملك المواطن المقدر لأي جهد إلا أن يشكر كل من ألزم نفسه، تبعا للإلزام الرسمي، بأن يكون على قدر المسؤولية، ورفع تحدي جعل مغرب أفضل على كل المستويات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.