وُضعت الحكومة الائتلافية اليسارية الإسبانية، بقيادة بيدرو سانشيز، في موقف حرج أمام المغاربة الحاملين للجنسية الإسبانية العالقين في مختلف المدن المغربية منذ الإغلاق الشامل يوم 15 مارس المنصرم، حيث لم يعد بإمكانهم العودة إلى بيوتهم ووظائفهم في الجارة الشمالية، ويشعر أغلب هؤلاء بنوع من الإهانة بعدما أقدمت الحكومة الإسبانية، بتنسيق مع نظيرتها المغربية، على ترحيل «الإسبان الأصليين» العالقين في المغرب، والذين بلغ عددهم إلى حدود الساعة 9500 إسباني. لكن الحكومة الإسبانية تحاول إقناع نظيرتها المغربية بمحاولة البحث عن طريقة لترحيلهم، علما أن المغرب يرفض السماح للمغاربة مزدوجي الجنسية بالعودة إلى بلدان الإقامة، لأنه يعتبرهم مواطنين مغاربة ولا يعترف بجنسيتهم الثانية. في هذا السياق، كشفت وكالة الأنباء «أوروبا بريس» أن وزارة الخارجية الإسبانية تحاول التباحث مع الرباط حول إمكانية ترحيل المغاربة الحاملين للجنسية الإسبانية، كما المهاجرين المغاربة النظاميين المقيمين بإسبانيا والعالقين بالمغرب منذ إغلاق الحدود تجنبا لتفشي وباء كورونا المستجد. وأكدت مصادر دبلوماسية أنه من غير المستبعد، في الرحلات الجوية المقبلة الاستثنائية، ترحيل المغاربة الإسبان إلى جانب الإسبانيين الأصليين، إذا تغير الوضع الحالي، أي في حال تراجع المغرب عن موقفه المتمسك بمنع مزدوجي الجنسية من المغادرة، نظرا إلى أن المغرب لا يعترف بجنسيتهم الثانية. ويوجد في المغرب ما بين 300 و700 مهاجر مغربي يقيمون في أوروبا، وهم عالقون في المغرب منذ إغلاق الحدود، أغلبهم يقيمون في إسبانيا وفرنسا. ورغم أن السفارة الإسبانية بالرباط لم تتطرق إلى المغاربة الحاملين للجنسية الإسبانية، فإنها أكدت في حسابها على تويتر أنه «يجري العمل على استئجار رحلات جوية الأسبوع المقبل من أجل تسهيل عودة المزيد من المسافرين الإسبان العالقين بالمغرب إلى إسبانيا». وأوضحت مصادر مطلعة إسبانية ل«أخبار اليوم» أن الحكومة الإسبانية لا تفرق بين المغاربة المجنسين والإسبان الأصليين، بل تعتبر كل من يحمل الجنسية الإسبانية مواطنا إسبانيا، و«بناء عليه، فإن بلاغ السفارة الإسبانية على حسابها في تويتر يشمل المغاربة الإسبان، لكن قرار الترحيل في يد المغرب، بحكم أنهم يحملون جنسيته أيضا». فضلا عن ذلك، أشارت السفارة الإسبانية إلى أنها تُنسق مع شركة الطيران المدني الإسبانية «إيبيريا» من أجل ترحيل العالقين في المغرب، لكنها لم تحدد موعد إجلائهم، بل اكتفت بتأكيد أنها ستبلغ، عبر قنصلياتها في المملكة، العالقين بالإجراءات التي يجب عليهم اتخاذها. من جانبه، قال محمد العلمي، رئيس جمعية أصدقاء الشعب المغربي: «نحن نتحدث عن آلاف الإسبان من أصول مغربية الذين شعروا بالتمييز، لقد تعرضوا لعنصرية مؤسساتية غير مسبوقة، عندما وجدوا أنفسهم عالقين في التراب المغربي، في حين أنهم يريدون العودة إلى بيوتهم في إسبانيا»، وأضاف أن المغاربة الإسبان يستغربون ترحيل الحكومة الإسبانية الإسبانيين، فيما منعوا هم من السفر. وتابع العلمي أن المغاربة الإسبان العالقين في المملكة تنفسوا الصعداء بعد البلاغ الذي نشرته السفارة الإسبانية، ويأملون أن يشملهم الترحيل. تجدر الإشارة إلى أن نحو 18 ألف مغربي مازالوا عالقين في مختلف دول العالم، لاسيما في الدول الأوروبية، ويطالبون الحكومة المغربية بترحيلهم.