حذر حقوقيون في مدينة وزان من مخلفات معاصر الزيتون من “مادة المرجان”، التي جعلت بعض الوديان، والمجاري المائية في هذه المدينة، تكتسي اللون الأسود، ما أدى إلى أضرار بيئية خطيرة، قضت على بعض مظاهر الحياة في الوديان، وكذا على جميع الأنشطة الفلاحية المرتبطة بها. وفي هذا السياق، دق المكتب الإقليمي للعصبة المغربية في وزان ناقوس الخطر المحدق بالوضع البيئي المدينة، وطالب كل الجهات المعنية بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق كل “مرتكبي الجرائم البيئية”. وقال نورالدين عثمان، رئيس المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان في وزان، في تصريح ل”اليوم24″، “طالبنا عدة مرات بضرورة تدخل الجهات المعنية لوقف طرح، وتفريغ مادة المرجان الخطيرة في المجاري المائية، والوديان من طرف أرباب معاصر الزيتون، لما تسببه من كوارث بيئية في جميع المجالات المرتبطة بهذه الوديان، كما طالبنا أكثر من مرة بتطبيق القانون، من طرف الجهات الوصية في حق كل المخالفين، ومرتكبي الجرائم البيئية”. وأضاف المتحدث نفسه أنه “على الرغم من كل الوعود المقدمة في هذا الشأن، مازال بعض أرباب معاصر الزيتون يستهترون بالقانون والبيئة، وهذا ما نعتبره في العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان في وزان تواطؤا مكشوفا مع لوبيات أرباب المعاصر واستهتارا مقصودا بالحقوق البيئية، والاقتصادية للمواطنين”، وفقا لتعبيره. وعلى الرغم من كل التحذيرات بضرورة تجنب طرح مادة المرجان في الوديان، شدد نور الدين على أن “بعض أرباب المعاصر كان لهم رأي آخر، حيث عمد بعض منهم إلى استغلال تهاطل الأمطار الأخيرة، وانشغال الجميع بمواجهة جائحة كورونا ليعيد ارتكاب الجرائم البيئية نفسها على غرار السنوات الماضية”. وأضاف المتحدث نفسه “بعد أن استبشر السكان بالأمطار الأخيرة، وعودة الحياة إلى بعض الأنهار، والوديان، أقدم بعض أرباب معاصر الزيتون على تلويثها بمادة المرجان، وهذا التصرف المشين سيضر بالتأكيد بكل الأنشطة الفلاحية، إضافة إلى مظاهر الحياة بهذه الوديان، وهذا ما نعتبره كمنظمة حقوقية جريمة تستحق المتابعة القضائية في حق هؤلاء”. يذكر أن عمليات عصر الزيتون تخلف نفايات سائلة وصلبة، من بينها “المرجان”، وتؤكد العديد من الأبحاث العلمية أن مخاطر مادة المرجان، تتجلى في مكوناتها السامة، والمعقدة من حيث تركيبتها، والمستعصية من الناحية العلمية على المعالجة. فهي تتسرب بدرجة متسارعة إلى باطن الأرض لتؤثر على جودة الموارد المائية الجوفية، فضلا عن الأضرار، التي تلحقها بالسكان، ومحيطهم.