وجه مجموعة من التلاميذ، القاطنين في أعالي الجبال، نداء إلى سعيد أمزازي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، طالبوه فيه بإيجاد حلول لمشاكلهم، التي ترتبت عن قرار التعليم عن بعد، والتي حرمتهم من الانقطاع عن الدراسة. هؤلاء التلاميذ، وجهوا نداءات مختلفة عبر أشرطة فيديو، تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لوزير التعليم أمزازي، يشتكون فيها عدم متابعتهم للدراسة عن بعد، بسبب مشاكل لا ذنب لهم فيها، منها عدم توفرهم على شبكة الأنترنت، أو هواتف محمولة ذكية، أو شاشات تلفاز، ما اعتبروه تمييزا في حقهم. وقال عبد المالك اعبابو، النائب الأول لرئيس الفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات الآباء، في حديثه مع "اليوم24″، إن “التلاميذ الذين ينحدرون من أسر فقيرة، سواء في القرى، أو في الوسط شبه الحضري، انقطعوا عن الدراسة بالفعل، لأنهم لا يتوفرون على إمكانات مادية تمكنهم من متابعة الدراسة عن بعد”. ودعا المتحدث نفسه “الوزارة المعنية إلى تخصيص جزء من الدعم الذي يقدمه صندوق مكافحة وباء كورونا، لفائدة هؤلاء التلاميذ أو الطلبة، الذين ينحدرون من وسط اجتماعي هش، سواء في القرى أو حتى في المدن”. وأكد عبد المالك أعبابو أن” نفسية هؤلاء التلاميذ ليست بخير أبدا، يحسون بنوع من التمييز يمارس ضدهم”. وأوضح المتحدث نفسه أن “الأساتذة، والإداريين يبذلون، خلال الأيام الجارية، مجهودات كبيرة، وذلك باشتغالهم بشكل يومي، لإنجاز الدروس، وإيصالها عبر المنصة الرقمية، وبامكاناتهم الشخصية المحدودة جدا، بتنسيق مع النسيج الجمعوي للآباء، والأمهات”، مبرزا أن الجميع يبذل مجهودات جبارة، لاسيما في هذه الظرفية الحساسة، التي يمر منها المغرب، لكنه وفي الوقت نفسه، يوجد تلاميذ مغاربة انقطعوا عن الدراسة، لأنهم لا يتوفرون على إمكانيات تمكنهم من متابعة الدراسة عن بعد”. يذكر أن قرار تعليق الدراسة، الذي جرى تطبيقه، قبل أيام، يشمل رياض الأطفال، وجميع المؤسسات التعليمية، ومؤسسات التكوين المهني، والجامعات، العمومية، أو الخصوصية، ومؤسسات تكوين الأطر، ومراكز اللغات التابعة للبعثات الأجنبية، ومراكز اللغات، ومراكز الدعم التربوي الخصوصية. وأوضحت وزارة التربية الوطنية أن الأمر لا يتعلق بإقرار عطلة مدرسية استثنائية، مشيرة إلى أن الدروس الحضورية ستعوض بدروس عن بعد.