أثار النقاش، الذي بدأته الخارجية الهولندية حول “استثناء” المغرب لمزدوجي الجنسية من الرحلات الاستثنائية إلى هولندا غضب المسؤولين المغاربة، رابطين بين الاتهامات الهولندية، ومواقف سابقة لهذا البلد من المغرب. وقال مسؤول دبلوماسي، في تصريح ل”اليوم 24″، إن هولندا نظمت 36 رحلة استثنائية من المغرب، غير أنها خصصت الثلاثين رحلة الأولى فقط للهولنديين غير مزدوجي الجنسية “الزوعر”، متسائلا باستنكار “من الذي ميز بين الهولنديين؟”. وأوضح المسؤول ذاته، أن المغرب وضع معايير لتنظيم رحلات إجلاء المواطنين، العالقين في البلاد، ولم يطرح فيها في البداية نقاش ازدواجية الجنسية. واعتبر المسؤول ذاته أن النقاش، الذي أثارته هولندا، نابع من “خلفيات” لهذه الدولة، في إشارة إلى التوتر، الذي تعرفه العلاقات بين البلدين، بسبب ملف حراك الريف، الذي تقول هولندا إنها تدافع عنه، ويراه المغرب تدخلا في شؤونه. وكانت الخارجية الهولندية، وسفارة البلد في الرباط قد أعلنتا أنهما تمكنتا من إجلاء أزيد من ستة آلاف من الهولنديين من المغرب، إلا أن السلطات المغربية لم ترخص لها أي رحلة جديدة، منذ 20 من شهر مارس الماضي، كما تحدثتا عن إلغاء المملكة لرحلات كانت مقررة من الحسيمة. يذكر أن العلاقات بين المغرب، وهولندا مرت، قبل أشهر، بأزمة، بسبب تقديم وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، لتقرير حول "حراك الريف" أمام لجنة الخارجية في برلمان بلاده. وظهرت الأزمة بشكل جلي، عندما حل بلوك في زيارة لنظيره المغربي، ناصر بوريطة، في الرباط، ووقفا جنبا إلى جنب في ندوة صحافية، أعقبت محادثات ثنائية، قال فيها بوريطة لبلوك، "إن المغرب لا يقبل الدروس من أحد"، فيما تشبث وزير الخارجية الهولندي بانتقاد بلاده لتعاطي المغرب مع معتقلي حراك الريف. وتفاقمت الأزمة، قبل أيام قليلة، عندما حل برلمانيون هولنديون في مدينة الحسيمة، وأصدروا تقريرا يرسم صورة قاتمة عن أوضاع عائلات متقلي حراك الريف، مطالبين بإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية الحراك، وهو ما لم يستصغه المغرب، واعتبر أنه تدخل في شؤونه.