قال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك، إن بلاده تسعى إلى تحسين العلاقات مع المغرب، بعدما ساءت هذه العلاقات مؤخرا ودفعت المملكة إلى رفض استقبال وزيرة هولندية. وأكد بلوك، في تصريح لموقع AD الهولندي، أنه تحدث إلى نظيره المغربي ناصر بوريطة، قائلا “تحدثنا مؤخرا ونحن مقتنعان بضرورة معالجة الإشكالات القائمة”. وأشار الموقع الهولندي إلى أن سفير المغرب في هولندا، كان على موعد مع آنكي بروكرز، وزيرة الأمن والعدالة في مجلس الوزراء الهولندي، لكن السفير ألغى موعده في الدقيقة الأخيرة، حسب ذات المصدر. وأضاف أن كاتبة الدولة تحدثت إلى السفير المغربي حول إمكانية إرجاع المغاربة طالبي اللجوء إلى المملكة، لكن الرباط نفت توصلها بأي طلب رسمي على الإطلاق. وحسب المصدر ذاته، فإن المسؤولة الهولندية رفضت التعليق على إلغاء السفير المغربي موعده المقرر معها، وتحدثت عن وجود حدوث “سوء فهم” بين البلدين، مشيرة إلى مجهودات وزيارات قام بها مسؤولون هولنديون مؤخرا الى الرباط لمحاولة طي الخلاف. وكانت الأزمة بين البلدين قد تجددت أواخر شهر نونبر الماضي، حينما كشفت بروكرز، في حديث لها أمام البرلمان الهولندي عن رفض المغرب استقبالها. وأشارت المسؤولة الهولندية أنها كانت سعيدة بسفرها للمغرب، من أجل لقاء نظيرها المغربي، للتطرق لموضوع طلبات اللجوء التي يتقدم بها عدد من المغاربة لهولندا، غير أنها أبلغت بطرق دبلوماسية، أن الوزير لا يرغب في هذا اللقاء. وأوضحت بروكرز، أمام البرلمانيين الهولنديين، أن عددا من المغاربة الذين تقدموا بطلبات لجوئهم لهولندا واستنفذوا جميع مراحل طلب اللجوء، قوبلت طلباتهم بالرفض. رفض المغرب استقبال المسؤولة الهولندية، أثار غضب النواب البرلمانيين في بلادها، حيث رأى بعضهم في رد المغرب إساءة، وطالب آخرون الدولة باتخاذ إجراءات تجاه الدول التي لا ترد على طلبات ترحيل مواطنيها الذين رفضت طلبات لجوئهم السياسي بهولندا. يشار إلى أن العلاقات بين المغرب وهولندا مرت قبل أشهر بأزمة بسبب تقديم وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك لتقرير حول “حراك الريف” أمام لجنة الخارجية ببرلمان بلاده. وظهرت الأزمة بشكل جلي، عندما حل بلوك في زيارة لوزير الخارجية ناصر بوريطة بالرباط، ووقفا جنبا إلى جنب في ندوة صحافية أعقبت محادثات ثنائية، قال فيها بوريطة لبلوك الواقف إلى جانبه "إن المغرب لا يقبل الدروس من أحد"، فيما تشبث وزير الخارجية الهولندي بانتقاد بلاده لتعاطي المغرب مع معتقلي حراك الريف.