أرقام قياسية يسجلها المغرب على مستوى الحالات المصابة بكورونا فيروس، منذ اقتحام هذا الوباء البلاد مطلع شهر مارس الفائت. مصدر مسؤول في وزارة الصحة رأى في هذا الرقم، “أمرا طبيعيا في الوقت الراهن”، نظرا إلى رفع عدد الفحوصات المخبرية، ثم بروز البؤر العائلية، بعد البؤر المحلية التجارية والصناعية في عدد من المدن، آخرها الدارالبيضاءومراكش وطنجة وفاس، إلى جانب عدم التزام بعض المواطنين بالإجراءات الوقائية المفروضة، وتدابير التباعد الاجتماعي أو الحجر الطبي. وشدد المسؤول في حديثه ل”أخبار اليوم” على أن هذا الارتفاع القياسي في عدد الإصابات، لا ينذر بدخول المغرب المرحلة الثالثة من الوباء، لأن “الوضع لايزال تحت السيطرة، وليس هناك ارتباك”. التقييم عينه يتبناه الأخصائي في علم الفيروسات مصطفى الناجي، الذي اعتبرا من جهته أنه “من الجيد التعرف على الحالات المصابة وعزلها في هذه المرحلة”. ورفض الناجي في حديثه ل”أخبار اليوم” ربط هذا الرقم القياسي الذي سجله المغرب بمروره إلى المرحلة الثالثة، مشيرا إلى أن ما يهم، حاليا، ليس الأرقام أو الارتفاع في عدد الإصابات، وإنما مؤشر r0 الذي يعتمده الأخصائيون لقياس مستوى العدوى، والذي يمكن القول إنه مستقر الآن، بالرغم من رفع المغرب نسبة الفحوصات المخبرية وشملها، أيضا، جميع المخالطين. وأوضح الأخصائي أن ما يحدد انتقال أي بلد من مرحلة إلى أخرى، ليس عدد الإصابات، وإنما مدى انتشار المرض وتقييم الوضع القائم والأخذ بعين الاعتبار الاستراتيجية التي وضعتها هيئة تتبع الوباء، وإلى حدود اليوم، الأطقم الطبية تقوم بمجهودات جبارة بهذا الخصوص. ولفت الناجي النظر إلى أن مقابل ارتفاع عدد الإصابات، “وجب الأخذ بعين الاعتبار ارتفاع عدد الحالات التي شفيت وبلوغها ضعف حالات الوفيات، وهذا ما هو إلا ثمرة المجهود الكبير المبذول من طرف الدولة والأطقم الطبية، ووزارة الصحة، والسلطات، فضلا عن المواطنين الملتزمين، إلى جانب، طبعا، نجاعة الدواء المعتمد “الكلوروكين””. وبحسب المعلومات التي توصلت بها “أخبار اليوم”، فإن الاستراتيجية الجديدة لوزارة الصحة، التي تهم رفع وتيرة إجراء التحاليل المخبرية وشملها لجميع مخالطي الحالات المؤكدة إصابتها بكوفيد 19، ساهمت، أيضا، في الكشف المبكر عن الحالات الصامتة أو التي لا تظهر عليها الأعراض خلال فترة حضانة المرض، وهي التي كان عدد من الخبراء الذين تواصلت معهم الجريدة قد أبدوا تخوفهم منها. وأكد مصدر من وزارة الصحة ل”أخبار اليوم” أن مختبرات المغرب خلال الأسبوع الجاري أجرت أكثر من 1000 فحص مخبري في اليوم، على صعيد مختلف المختبرات المعتمدة في المملكة، بما فيها المختبرات الجامعية الإقليمية التي بدأ الاعتماد عليها رسميا منذ 10 أبريل الجاري. وبحسب المعطيات الرسمية التي كشفت عنها وزارة الصحة، مساء أول أمس الخميس، فإن نسبة هذه الفحوصات المخبرية الطبية خلال ال24 ساعة الماضية ارتفعت إلى 1316، بعدما كان العدد يتراوح ما بين 300 أو 400 تحليلة في اليوم. وبلغ مجموع التحاليل المخبرية منذ ظهور فيروس “كورونا” في المغرب في 2 مارس الماضي، إلى حدود صبيحة الجمعة 12523، ضمنها 2528 حالة مؤكدة، بينما جرى استبعاد 9995 حالة بعد تحليل مخبري سلبي، ما يعني أن الوزارة إلى حدود الآن، تجري ما يناهز 339 تحليلا مخبريا على كل مليون مواطن مغربي، مقسمة على مجموعة من المختبرات المعتمدة للتحليلات الطبية، بعدما أضافت السلطات الصحية 6 مختبرات تابعة للمستشفيات الجامعية، بالإضافة إلى مختبرين تابعين إلى مؤسسات طبية شبه خاصة، و3 مختبرات أساسية كان المغرب يتوفر عليها قبل كورونا، وهي مختبر باستور بالدارالبيضاء، ومختبر الفيروسات بالمعهد الوطني للصحة بالرباط، ومختبرات المستشفيات العسكرية. ورقم 339 فحصا مخبريا الذي يجريه المغرب ضئيل وصغير، مقارنة مع عدد من الدول بما فيها لبنان التي تجري 2811 فحصا على كل مليون نسمة، والأردن التي تجري 2000 فحص، وتونس التي تجري 1179 فحصا مخبريا عن كل مليون نسمة من ساكنتها. ويقوم المستشفى الجامعي بالرباط بإجراء ما يقارب 300 أو 350 من التحليلات الطبية في اليوم، بالنسبة إلى محور الصخيراتتمارةسلا، بينما المستشفى الجامعي بالدارالبيضاء، الذي يغطي الحالات المنتمية إلى ولاية الدارالبيضاء الكبرى، فيجري 400 تحليلة في اليوم، فيما بلغت نسبة الفحوصات التي أجراها إلى حدود صبيحة الجمعة 3150 فحصا مخبريا من مجموع الحالات المستبعدة والمؤكدة. أما المستشفى الجامعي بفاس، فيقوم، ومنذ اعتماده، بإجراء ما يقارب 100 أو 150 فحصا مخبريا في اليوم لجهة فاسمكناس ودرعة تافيلالت، فيما المستشفى الجامعي بمراكش يجري منذ اعتماده ما يقارب 100 و120 فحصا في اليوم بالنسبة إلى الحالات القادمة من جهة مراكشآسفي. وبالنسبة إلى المستشفى الجامعي بوجدة بالجهة الشرقية، فتتراوح عدد الفحوصات المخبرية التي أجراها منذ اعتماده في العاشر من شهر أبريل الجاري 750 فحصا مخبريا، بمعدل 100 فحص في اليوم. أما بالنسبة إلى المستشفى الجامعي بمدينة أكادير، الذي خصص لحالات جهات سوس ماسة، وكلميم واد نون، والعيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب، فتتراوح عدد الفحوصات المعمول بها في اليوم ما بين 60 و100 فحص. وكانت دورية لوزارة الصحة، قبل يومين قد كشفت أن إجراء التحليلات المخبرية بات متاحا في 6 مستشفيات جامعية بالمدن الست المذكورة سلفا، بعدما كان المغرب وإلى أسابيع قريبة يتوفر على 3 مختبرات معتمدة فقط، للكشف عن الفيروس المستجد وهي: المعهد الوطني للصحة بالرباط، والمستشفى العسكري بالرباط، ومعهد باستور بالدارالبيضاء. ولتخفيف عبء ضغط الفحوصات المخبرية على المختبرات الثلاثة المركزية، وفي إطار استراتجيتها الجديدة لرفع نسبة الفحوصات المخبرية، أضافت وزارة الصحة المختبرات الجامعية الستة، ليرتفع عدد المختبرات المرجعية إلى 9 اليوم، من مجموع المختبرات المعتمدة في المغرب، فيما باتت النتائج تظهر في غضون 5 أو 6 ساعات، بعدما كانت تمتد إلى 24 ساعة.