خلفت تصريحات رئيس الحكومة يوم أمس بالبرلمان ردود أفعال منددة من الجمعيات النسائية، والتي هاجمت سياسات وبرامج الحكومة المتعلقة بالمرأة. وصرحت فوزية العسولي رئيسة فدراية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة٫ ل"اليوم24" أن تصريحات رئيس الحكومة في البرلمان٫ أثناء الجلسة الشهرية للأسئلة الشفوية يوم أمس٫ خطيرة وتبرز تراجع مكتسبات حقوق النساء وتخرق الدستور، وتحمل نية مبيتة لأخونة المغرب. وأضافت أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قدم هذه التصريحات في ظل دستور واضح يضع مكانة المرأة في خانة راقية ويلزم احترام حقوقها٫ قائلة " الفصل 19 وعدة فصول أخرى حاسمة حول احترام المرأة، وقد قطع المغرب في هذا المجال عدة فصول منذ إقراره إصلاح مدونة الأسرة٫ فكيف يعقل أن يصرح رئيس الحكومة بمثل ما قاله حول رجوع المرأة للبيت؟". وأوردت أن عدم المساواة والتمييز ضد النساء ليس فقط خرق للحقوق الإنسانية لهذه الفئة٫ وإنما أيضا له انعكاسات سلبية على التنمية٫ حيث يضيع المغرب تقدما مهما بسبب هذا تمييز. وقالت العسولي " ندين هذه التصريحات ونعتبرها تمس بحقوق النساء وتخل بالدستور ولا تعترف بالمسار الديمقراطي الحداثي الذي اتفق عليه جميع المغاربة بتصويتهم على الدستور"٫ متسائلة "هل نحن أمام رئيس الحكومة له مهام ووظائف في إطار دستور يعطيه الوسائل لخلق التنمية والنهوض بالمجتمع أم نحن أمام داعية؟". من جهتها قالت خديجة الرباح رئيسة فرع الدارالبيضاء للجمعية الديمقراطية لنساء المغرب ل"اليوم24" ان تصريحات رئيس الحكومة دعائية وترويجية وسابقة لأوانها لصالح حزب العدالة والتنمية استعدادا للانتخابات المقبلة٫ قائلة "نحن لسنا في حاجة لحلول وهمية وجزئية ودعائية ومرحلية لن يكون لها أثر حقيقي على المواطن، بقدر حاجتنا لسياسات عمومية واضحة ترتكز على ركائز أساسية تخدم المواطن في المساواة وتقلص الفوارق وتخلق العدالة الاجتماعية وتضمن الكرامة وتقضي على العنف". وأضافت أن للجمعيات النسائية برامج واضحة ومشروع مجتمعي تحلم به والذي من شأنه ان يحقق المواطنة الكاملة لهذه الفئة وقائم على المساواة ومناهضة العنف ومحاربة التمييز وفي هذا المشروع المجتمعي٫ المرأة والرجل يعملان جنبا إلى جنب في جميع المجالات ولهم جميع الحقوق في الفضاء العام والخاص ،وأضافت " حلمنا هو مجتمع العدالة والمساواة والديمقراطية والتي يضع المغربيات على قدم المساواة مع أشقائهن الرجال" .